10 خطوات تساعدك على تأسيس شركتك الخاصة
إذا كنت تفكر في بدء عمل تجاري جديد، فلا بد أنّك تضع في ذهنك صورا لقصص النجاح المشهورة، وهذا الأمر جيد بالطبع لتحفيز ذاتك، لكنّه يحتاج إلى عمل حقيقي، حتى يمكنك تحويل هذه الصورة إلى الواقع. حتى يمكنك إنشاء شركتك الخاصة، فهذا يحتاج إلى فهم العديد من الإجراءات، يساعدك هذا المقال على معرفة الخطوات الرئيسة التي يمكنك من خلالها تأسيس شركتك.
1- افهم الصعوبات والتحديات في بدء عمل خاص بك
قبل أي خطوة فعلية، أنت بحاجة إلى فهم الصعوبات والتحديات في تأسيس شركتك. يجب عليك عدم الاندفاع في هذه الخطوة، لمجرد امتلاكك لصورة ذهنية معينة، فالواقع مليء بالصعوبات والتحديات، ولن يمكنك التعامل مع هذا بسهولة، وتوجد العديد من الشركات التي سرعان ما تفشل وتنهي عملها.
ستكون أنت المسؤول عن العاملين معك، ومنحهم رواتبهم في المواعيد المتفق عليها، وهم ليسوا مسؤولين عمّا يحدث من أزمات. ستقوم بالعديد من المهام في الوقت ذاته، في حين ربما أنت الآن تعمل في وظيفة خاصة بك، ولا تفكر في أي شيء سوى الحصول على راتبك في آخر الشهر، أي إنّك ستنقل ذاتك كليًا من وضع إلى آخر، ولا بد من الاستعداد لذلك حقًا.
لا يعني هذا أنّ تأسيس الشركة لا توجد به مميزات، لكن الهدف من هذه الخطوة إدراك أنّ الواقع يختلف عن التصور. ومع المميزات هناك تحديات. عندما تشعر أنّك مستعد لهذه الخطوة، يمكنك البدء في الخطوات الفعلية للتأسيس.
2- اختيار الاسم والشكل القانوني للشركة وموقعها
من أهم الأشياء في شركتك هو تحديد الشكل القانوني لها، إذ هذا سيساعدك على العمل في إطار قانوني، ويجنبك أي متاعب قد تتعرض لها عند البدء. في النهاية أنت تبحث عن الاستمرارية، لا عن حدوث مشكلة أو أي شيء يمكنه أن يعطلك بعد البدء.
كذلك من المهم اختيار اسم يعبر عن النشاط التجاري، يسهّل على من يستمع إليه معرفة نشاطك بسهولة، لا أن يكون معقدًا يصعب فهمه للجمهور. إذا كنت تفكّر في إنشاء موقع إلكتروني، تأكد أنّه سيكون بإمكانك شراء النطاق المناسب للاسم، فلا تكتشف أنّه غير متوفر، أو متاح بمبلغ كبير.
في العالم الرقمي، فإنّ هذه تعد من أصولك الثابتة، ويجب الاهتمام بها فعلًا. الشيء الأخير هو أن تحدد الموقع المناسب للشركة، الذي ستعمل مع فريقك من خلاله، ويمكنك إدارة العمليات بنجاح.
3- ركّز على بناء المنتج المناسب
لا تنجح الأفكار لمجرد رغبتنا في ذلك، بل لأنّه يوجد ما يمكننا تقديمه فعلًا إلى الجمهور. لذا، ركّز على بناء المنتج المناسب، الذي يرضي احتياجات حقيقية لدى الجمهور. لا يعني ذلك أنّه بالضرورة اختراع شيء لم يسبق له مثيل من قبل، فهذا ليس الأمر الصحيح على الإطلاق، وسيجعل الأمور معقدة بالنسبة لك، ويعيقك عن البدء.
الصواب هو أن تفكّر في منتج له قيمة مضافة مناسبة، مثلًا جودة أفضل أو شيء يحل مشكلة يعاني منها العملاء. يمكنك البدء بإنشاء منتج بالحد الأدنى من المميزات "MVP"، حتى تختبره في أرض الواقع، وتتأكد من ملاءمته للعملاء، حتى تضمن الوصول إلى الشكل النهائي للمنتج.
من المهم أن تركّز على ملاحظات العملاء، واقتراحاتهم لتطوير المنتج، وأن تتأكد من تقديم المنتج في المكان المناسب إلى العملاء المحتملين حقًا. إذ هذا سيساعدك على ضمان نجاح المنتج عند بدء العمل.
4- بحث السوق
لا يمكنك الاعتماد على الافتراضات أو الآراء الشخصية لبدء الشركة، فهذا قد يضيّع عليك المال والوقت، لتكتشف في النهاية أنّه لا أحد يرغب في الحصول على فكرتك من الأساس. لذا، يمكنك البدء في بحث السوق، وذلك من أجل اختبار أفكارك في الواقع، ومعرفة مدى الإقبال عليها من العملاء.
سيساعدك بحث السوق على تحديد العملاء المستهدفين بالضبط، ثم الاستفادة من هذه المعلومات في تطوير منتجك بالشكل المناسب. يمكنك الاستفادة من تطوير الـMVP واختباره أثناء بحث السوق، بالتالي تضمن في النهاية أنّك تملك فكرة قادرة على النجاح في السوق.
5- تجهيز نموذج وخطة العمل
من يرغب في فكرة جيدة لا يمكن من خلالها تحقيق الأموال؟ في هذه الحالة ما الفائدة أصلًا من هذه الفكرة؟ فأنت لا ترغب في تأسيس شركة غير قادرة على الربح. لذا، يجب عليك الوصول إلى نموذج العمل المناسب للفكرة، ومن خلاله يمكنك تحديد مصادر الإيرادات التي ستحصل عليها. إذا أمكنك الوصول لأكثر من مصدر لتحقيق الأرباح، سيساعدك هذا على ضمان استمرارية عملك، فإذا حدثت مشكلة في مصدر، تضمن المصدر الآخر.
بعد الانتهاء من نموذج العمل المناسب، يمكنك البدء في تجهيز خطة العمل المناسبة، والخطوات الفعلية لتنفيذ الشركة في أرض الواقع. يمكن لخطة العمل أن تشمل الاستراتيجية التي ستتبعها، والرؤية والرسالة والأهداف، ثم بعد ذلك الإجراءات الفعلية. من المهم وضع الإجراءات في خطوات واضحة ومحددة بجدول زمني.
يجب أيضًا لخطة العمل أن تشمل الجزء الخاص بالموازنة، وتسجيلا للتكاليف التي ستحتاج إليها، سواءً كانت تكاليف التأسيس أو التشغيل أو التكاليف المتغيرة. إذ إنّ هذه الأرقام مهمة جدًا، وستحتاج إليها لتنظيم عملك بالشكل الصحيح.
من المهم أيضًا أن توضح في خطة العمل الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وهل سيكون هدفك هو النمو أم ستركز على الربحية؟ لأنّ هذا الأمر سيتحكم في جميع أمور الشركة الأخرى، مثل التخطيط للماليات والتسويق وكذلك العرض التقديمي الخاص بالفكرة.
6- جهّز العرض التقديمي الخاص بالفكرة
كيف ستعتمد على تمويل فكرتك؟ إذا كنت تفكر في اللجوء إلى المستثمرين، من أجل الحصول على جولات استثمارية، تساعدك على تأسيس عملك، فأنت بحاجة إلى تجهيز العرض التقديمي أمام المستثمرين "pitch dick". عليك الاهتمام بالمحتوى الخاص بالعرض جيدًا، لا سيّما أنّك في البداية لا تملك شيئاً سوى الفكرة والأرقام الخاصة ببحث السوق، وهي رأس مالك في إقناع المستثمرين.
يمكنك الاستفادة من العرض أيضاً من أجل التقديم على حواضن ومسرعات الأعمال الموجودة في المملكة، إذ تساعدك هذه المؤسسات في البداية، وتمنحك تدريبات ودعما وتوجيها سيؤثر كثيرًا في رحلة شركتك. سيتطلب ذلك أيضًا تقديم العرض المناسب للفكرة.
عند تجهيز العرض، حاول أن تمتلك نموذجا أوليا "prototype" لمنتجك. يمكنك الاستفادة من هذا النموذج في توصيل الفكرة. من المهم أيضًا الاستعداد للأسئلة التي ستطرح عليك، لا سيّما الخاصة بالتفاصيل المالية، لأنّ هذه ما تهم المستثمر، ويرغب في معرفة كيف ستدار الأمور داخل الشركة.
7- اختر الشركاء المناسبين
هل ستعمل على الشركة بمفردك؟ إذا كنت تظن هذا الخيار الأفضل، فقط لمجرد رغبتك في ذلك، فأنت بحاجة إلى إعادة التفكير بهذا الأمر. عندما تفكّر في البحث عن شركاء لشركتك، فهذا يمنحك فائدة كبيرة على مختلف المستويات.
إذ يحب المستثمرون الشركات التي تمتلك أكثر من شريك، لأنّ هذا يعطيهم ضمانا لتنوع الخبرات في الشركة. إلى جانب أنّ وجود الشريك يؤدي إلى تعظيم الموارد، وقد يزيد من رأس المال، بالتالي يزداد نصيبك في الشركة، على عكس تصورات البعض أنّ وجود شريك سيقلل من نصيبهم.
كذلك يمكنك الاستفادة من خبرات الشركاء في تعويض الأجزاء التي تنقصك، بالتالي يحدث ثراء في الخبرات المشاركة في المشروع. مثلًا إذا كنت تجيد أمور التسويق والماليات، وفكرتك تعتمد على تطبيق أو موقع، فبإمكانك البحث عن شريك له خبرة في الجانب التقني.
عند اختيار الشريك، لا بد من وضع معايير لذلك، فلا تختر شخصًا فقط لأنّه صديقك أو تعرفه مسبقًا، بل لا بد أن يكون لديه ما يميزه، بالتالي يحدث تكامل بينكما كشركاء مسؤولين عن الشركة. عندما تجد هذا الشريك، اشرح له فكرتك، وخلال فترة من الوقت، يمكنك تقييم التعامل بينكما، لضمان شعورك بالراحة وقابلية الاستمرارية.
8- اختر فريق العمل القادر على تنفيذ الفكرة
بعد اختيار الشركاء المناسبين للفكرة، يمكنك الآن البدء في البحث عن فريق العمل الجيد القادر على تنفيذ الفكرة. قبل البحث عن الأفراد، عليك تحديد الهيكل الوظيفي، والوظائف التي تحتاج إليها الشركة بالضبط، بالتالي يمكنك أن تبحث عن الأشخاص المناسبين للعمل في هذه الوظائف.
أيضًا لا بد من تحديد نظام التوظيف المناسب، إذ ليس ضروريًا الاعتماد على الدوام الكلي فقط في الشركة، فهذا قد يكون مكلّفًا للشركة، بل يمكنك اختيار أكثر من نظام وفقًا لطبيعة الوظائف. سيمكنك ذلك من إدارة التكلفة جيدًا، وفي الوقت ذاته ستحصل على الخيارات المطلوبة للعمل، وبالكفاءة المناسبة.
بعد الانتهاء من جميع هذه العناصر، سيتبقى لك فقط تحديد التوصيف الوظيفي الخاص بهذه الوظائف، وما هي المهام المطلوبة من فريق العمل. ثم بعد ذلك تبدأ رحلة البحث عن الأشخاص المناسبين. يمكنك الاستعانة بمواقع التوظيف لتسجيل طلبات الوظائف، والوصول إلى المرشحين المطلوبين، والاختيار من بينهم.
عندما تهتم باختيار الفريق المناسب للفكرة، سيساعدك ذلك في تركيز مجهودك على الأمور الأخرى الأكثر أهمية، مثل تطوير الشركة أو البحث عن مستثمرين، أو غيرها من المهام التي تتطلب وجودك. بينما عدم وجود فريق عمل، سيجعل مجهودك يضيع بين المهام المختلفة، وفي النهاية ستجد أنّك لم تنجح في تنفيذ ما تريده.
9- متابعة الأمور المالية
قد يسير كل شيء على ما يرام، لكنّك تكتشف حدوث مشكلة بسبب الأمور المالية، وهو الأمر الذي يحدث لدى العديد من الأفراد. إذ بطبيعة الحال، لا نملك جميعًا خبرات في الأمور المالية، إلّا إذا كان عملنا يرتبط مع هذا المجال.
لذا، عليك تعلّم متابعة الأمور المالية جيدًا، لا سيّما إذا كنت تسعى إلى الحصول على تمويل. لأنّك ستكون مطالبا دائمًا بتقديم تقارير إلى المستثمرين، كما أنّك بحاجة إلى معرفة كيفية استغلال هذه الأموال بأفضل شكل، ولا تريد أن تجد نفسك في النهاية تنفق هذه الأموال بطريقة خاطئة.
عندما تدرس الأمور المالية، وتركّز على العمليات والإنفاق، سيكون بإمكانك التأكد من وجود التدفق المالي المطلوب في الوقت المناسب. وستضمن أنّك قادر على دفع الرواتب للموظفين في نهاية الشهر. إذا كنت تشعر أنّك غير قادرٍ على إدارة الأمور المالية، فالأفضل تعيين شخص لتولي هذه المهمة، مع الحرص على المتابعة الدائمة طوال الوقت.
10- التسويق للشركة بالشكل المناسب
ما يحدث هو أنّ البعض يهتم بجميع الخطوات، ثم ينسى هذه الخطوة الأكثر أهمية ربما. إذا كنت ترغب في تحقيق النجاح لشركتك، فأنت بحاجة إلى امتلاك خطة تسويقية مناسبة لها. إذ في الوقت الحالي هناك منافسة شرسة، وكل شركة تسعى إلى الحصول على الحصة السوقية الكبيرة لها، لذا أنت بحاجة إلى معرفة كيف يمكنك الدخول في هذه المنافسة.
لذا، احرص على اختيار الاستراتيجيات التسويقية الصحيحة، والاعتماد على التسويق الإلكتروني بشكل رئيس، نظرًا لسهولة الاعتماد عليه في الوقت الحالي. حدّد هذه الاستراتيجيات وفقًا لما تراه مناسبًا لجمهورك المستهدف في المشروع.
في الواقع تأسيس شركتك الخاصة ليس أمرًا سهلًا، ويحتاج إلى الكثير من التخطيط والمجهود، لكن في الوقت ذاته فالأمر يستحق المجهود. عندما تنتهي من فعل ذلك بالخطوات الصحيحة، ثم ركزت على إدارة تفاصيل العمل جيدًا، ستشعر أنّك نجحت في تنفيذ عمل قادر على الاستمرار والنجاح.