كيف تعثر على الفكرة المناسبة لمشروعك الجديد؟
على الرغم من كون الأمر يبدو بديهيًا بالنسبة للبعض، أنّ بدء مشروع جديد يعني بالضرورة وجود فكرة لهذا المشروع. إلّا أنّ الأمر لا يحدث بالطريقة ذاتها مع الجميع، فكثيرًا ما يكون لدى بعض الأفراد رأس مال ويرغبون في استثماره في مشروع جديد، لكنّهم لا يعرفون ما هو المشروع المناسب. في هذا المقال سنتحدث عن الطرق التي من شأنها المساعدة على العثور على الفكرة المناسبة لمشروعك.
5 طرق للوصول إلى فكرة المشروع
يتطلب الوصول إلى فكرة المشروع إجراء بحث مستمر حول فاعليتها، لذا من الممكن استخدام أكثر من طريقة معًا لتحقيق ذلك، إذ الربط بين الطرق المختلفة للوصول للفكرة النهائية يجعلها أكثر تماسكًا. توجد 5 طرق أساسية يمكن الاعتماد عليها لتحقيق ذلك:
1- استشارة الأشخاص أصحاب الخبرات
يمكنك العثور على مجموعة من الأشخاص أصحاب الخبرات في كل مجال. على الأغلب يعرف هؤلاء تفاصيل وأسرار المجال جيدًا، ولديهم قدر من التجارب، الذي يجعلهم قادرين على معرفة إن كان يمكن تنفيذ مشروع خاص في هذا المجال فعلًا أو لا، وما هي الجوانب التي يمكن العمل عليها.
لذا، تعد استشارة أصحاب الخبرات من الطرق التي تساعد على الوصول إلى الفكرة المناسبة للمشروع. ستحتاج إلى التأكد من صدق الخبرة الموجودة لدى الشخص، إذ من السهل حاليًا ادّعاء وجود خبرة. كما أنّك يجب أن تحصل على أدلة وبيانات تدعم وجود الفرصة المذكورة حقًا، بالتالي يمكنك الاقتناع بجدوى الفكرة عند تنفيذها بالفعل.
2- تحويل شيء تجيده إلى مؤسسة تدريب
من أبسط الطرق التي يمكن من خلالها الخروج بفكرة مشروع، هي تحويل الشيء الذي تجيد العمل عليه، لتقديم تدريبات فيه للراغبين في ذلك. في الواقع يمكن تطبيق هذا على أغلب المجالات الموجودة، لا سيّما تلك التي يقبل الأفراد عليها ويرغبون في تعلّمها.
حتى يمكنك البدء في هذه الفكرة، فأنت بحاجة إلى التفكير إذا كان مقدار الخبرة الموجود لديك كافيًا لتقديم تدريبات متخصصة، سواءً كنت ستقدمها بنفسك أو من خلال الاعتماد على مدربين آخرين، مع الاكتفاء بالجزء الإداري والتطويري للمشروع من خلال خبراتك.
10 أخطاء يقع فيها مؤسسو الشركات الناشئة.. كيف يمكنك التغلب عليها؟
3- إحضار فكرة مشروع من مكان آخر
كلما كان لديك خبرات وتجارب في أماكن أخرى غير محل سكنك، فبالتأكيد ستكون قد قابلت العديد من المشاريع الناجحة التي لا يوجد مثيل لها في موقعك الحالي. يمكنك جعل فكرة مشروعك الجديد هي إحضار أحد هذه الأفكار وتنفيذها.
يتطلب ذلك التأكد من ملاءمة الفكرة لمكانك الحالي، ومعرفة التعديلات المطلوب إدخالها على الفكرة حتى تكون قابلة للتنفيذ بالشكل المناسب. الجيد في هذه الطريقة أنّه سيكون لديك تصور حول نموذج العمل المناسب للفكرة.
4- فكّر في معالجة شيء يضايقك أو مشكلات المجتمع من حولك
"الحاجة أم الاختراع"، لعلها واحدة من الجمل القديمة التي اعتدنا على قراءتها دائمًا. وفي الواقع قد تكون هذه الجملة هي طريقك للوصول إلى فكرة مشروعك القادم. إذ يمكنك التفكير في الأشياء التي تزعجك وترغب في حلّها.
يمكنك تطوير هذا إلى فكرة مشروع تخدم عدد أكبر من العملاء، طالما تشعر بأنّ هناك عدد كبير يهتم بها. ليس ضروريًا أن تكون المشكلة تؤثر عليك أنت سلبًا، إذ يمكنك توسيع المجال، ليشمل كذلك مشكلات المجتمع من حولك، وما هي الأمور التي يعاني منها الأفراد ويبحثون عن حلول لها.
5- أفكار لتسهيل الحياة
تفتح هذه الطريقة مجالًا نحو التفكير في فكرة مشروعك القادم بطريقة أخرى، إذ بدلًا من التفكير في حلول للمشكلات الحالية، يمكنك التفكير فيما يمكنه جعل الحياة أسهل على الأفراد. هذا الأمر ليس ضروريًا أن يُبنى على مشكلة، لكن يمكن بناؤه على رؤية واحتياج معين يتواجد من حولك.
4 خطوات تساعدك على اختبار فكرتك
ليس معنى وجود الفكرة الجيدة أنّ هذا سيكون كافيًا لنجاحها، إذ يتطلب الأمر تنفيذ بعض الخطوات، التي من شأنها المساعدة على اختبار الفكرة وتقييمها لتحديد مدى فاعليتها، فليس صحيحًا أن تنفّذ الفكرة دون دراسة أو اختبار، لأنّه في حالة فشلها فستكون قد أهدرت الكثير من المال والوقت. يمكنك اختبار فكرتك بالخطوات الأربعة التالية:
1- بحث السوق
حتى إذا كنت ترى أنّ الفكرة جيدة، ولها مستخدمين يرغبون في الحصول عليها، فمن المهم ألّا تهمل أهمية بحث السوق في ذلك. إذ من خلال بحث السوق سيكون بإمكانك تحويل افتراضاتك إلى معلومات وحقائق فعلًا، والتأكد من جدوى الفكرة.
كيف تجري بحث السوق لمشروعك بطريقة فعالة؟
لذا، عندما تبدأ فكرة مشروعك في الاكتمال، يمكنك إجراء بحث السوق للتأكد من قبولها لدى المستهلكين، فلا تضيّع الوقت ولا تنفق المال ثم تكتشف أنّ الفكرة ليست ذات جدوى بالنسبة لهم. كما أنّ البحث سيساعدك في الوصول إلى التصور النهائي للفكرة.
2- إجراء بعض الاختبارات
لا يقتصر الأمر على بحث السوق والتأكد من الاحتياج للفكرة. يمكنك تطوير نموذج أولي للفكرة لاختباره بالفعل على أرض الواقع، ثم جمع آراء وتعليقات من العملاء من أجل التعديل والتطوير. سيساعدك ذلك في تقييم مدى نجاح الفكرة وكيف يمكنك تطويرها بالشكل المناسب.
على سبيل المثال إذا قررت بدء مشروعك في مجال التدريب. بدلًا من إنشاء المؤسسة بالفعل، يمكنك تقديم مجموعة من التدريبات في المجالات التي تستهدفها، لمعرفة هل سيكون هناك إقبال عليها فعلًا أو لا، وهل سيكون الأمر مفيدًا بالنسبة للحضور ويمكن من خلاله تحقيق مقابل مادي، أم تحتاج الفكرة إلى تطوير، أم أنّه لا يوجد لها جمهور من الأساس.
3- استشارة المتخصصين
يمكنك أيضًا الاستعانة بالمتخصصين والمحترفين وطلب استشارتهم بشأن فكرتك. سيساعدونك في تقديم آرائهم حول قوة الفكرة، وكيف يمكنك تعديلها أو تطويرها حتى تصل إلى أفضل تصور لها. كما أنّ استشاراتهم ستعرّفك أكثر على طبيعة السوق الذي تنوي العمل به، وإذا كانت هناك أي مقترحات بخصوص طريقة تحقيق الأرباح في المشروع.
4- تحويل الفكرة إلى نموذج عمل
في الخطوة الأخيرة، ستحتاج إلى تطوير نموذج العمل المناسب للفكرة، الذي يساعدك على تحقيق الأرباح من خلالها. وهذه الخطوة ستكون هي الفيصل الأخير في قرارك حول الشكل النهائي لفكرتك، وتحديد الأشياء يمكن للمستهلكين دفع مقابل مادي من أجل الحصول عليها.
أمّا إذا لم يكن بإمكانك تطوير نموذج العمل المناسب، فإنّ هذا يعني أنّ فكرتك ليست مناسبة، إذ الهدف النهائي يتمثل في القدرة على تحقيق الربح بالفعل. عندما تصل إلى نموذج العمل المناسب بنهاية هذه الخطوة، سيكون بإمكانك بدء مشروع ناجح بالفعل.
في النهاية يجب أن تدرك أنّه ليس صعبًا الوصول إلى فكرة مشروعك الجديد، فربما تكون هذه الفكرة قريبة منك وأنت لا تعرف ذلك. كل ما تحتاج إليه هو بدء البحث عن الفكرة، وتطويرها بالشكل المناسب، ثم بعد ذلك اختبارها للتأكد من أنّها فكرة مربحة، وختامًا البدء في تنفيذها، لخوض رحلة نجاح جديدة.
المصادر: