لماذا التدفق النقدي من أهم العوامل لاستمرار شركتك؟
تواجه الشركات يوميًا العديد من التحديات المرتبطة بالأمور المالية. بعضها قد يؤدي إلى فشل الشركة إذا لم يُخطط له بالشكل الجيد. من أهم هذه التحديات هي مسألة التدفق النقدي وكيفية إدارته بالشكل المناسب. يمكن تعريف التدفق النقدي على أنّه المال الذي يتحرك داخل أو خارج عملك خلال فترة معينة.
على سبيل المثال، أنت تحصل على المال من العملاء الذين يقومون بشراء المنتجات أو الخدمات، وإذا لم يدفع العميل في نفس الوقت الذي يشتري به، فإنّك غالبًا تحصل على المال من خلال حساب القبض لاحقًا. أمّا خروج المال من عملك، فيكون على هيئة مصاريف، مثل الإيجار أو تكاليف التشغيل أو غيرها.
لماذا التدفق النقدي مهم للشركة؟
يعرّف التدفق النقدي كما ذكرنا في المقدمة على أنّه الأموال الفعلية التي تدخل أو تخرج من الشركة. فإذا كان هناك أموال كثيرة ما زالت الشركة بحاجة إلى تحصيلها، فهذا قد يحدث مشكلة في التدفق النقدي، إذ هذه القيم ما زالت نظرية في القيود المحاسبية فقط، لكن لم تحصل عليها الشركة بعد.
تعد مشكلة التدفق النقدي من أبرز التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة. إذ غالبًا لا تملك هذه الشركات مصادر كبيرة لتوفير الأموال، ومن ثَمّ حدوث النقص أو العجز قد يترتب عليه إغلاق الشركة. في الوقت ذاته التدفق النقدي مهم للشركات للأسباب التالية:
1- بدء العمل التجاري: في بداية العمل التجاري، تحتاج إلى إنفاق الكثير من الأموال للتأسيس لهذا العمل. إذ هناك مصاريف تأسيس وإنشاء تتحملها في الشركة، وفي خلال وقت قصير. من ناحية أخرى، غالبًا لا يكون حجم الأرباح كبير في الفترة الأولى، نظرًا للمدفوعات الكثيرة.
ما الفرق بين السياسة المالية والسياسة النقدية وأيهما أكثر فاعلية
2- البيع في المواسم: في بعض الأعمال التجارية، تزداد فترات البيع في مواسم محددة. مثل متاجر الطعام التي تبيع أكثر في رمضان. من أجل ذلك، تحتاج الشركات إلى وجود تدفق نقدي يمكنها من شراء المنتجات بالكميات المناسبة، حتى تكون قادرة على بيعها لاحقًا.
3- سير العمل ذاته: بعيدًا عن مرحلة التأسيس أو المواسم التي يزدهر بها عمل الشركة، فإنّ سير العمل يحتاج إلى تدفق نقدي، يمكن الشركة من تحمل التكاليف ودفع المصروفات المطلوبة. إذا كانت الشركة تحقق أرباحًا قيمتها مليون جنيه، لكن جميعها لم تحصل، فهذا قد يؤدي إلى عجز عند دفع المصروفات.
بالتالي فإنّ وجود أموال مسبقة داخل الشركة، تمكنها من إدارة هذه المشكلة دون أزمة، بدلًا من اضطرارها إلى توقف العمل، وهو ما قد يؤثر على قابليتها للاستمرار في حالة تكرار المشكلة.
لماذا قد تحدث مشكلة في التدفق النقدي؟
بالنسبة للشركات، فالمتوقع هو سير العمل دائمًا بدون أي مشكلة، وهو ما يضمن التدفق النقدي المطلوب لها. لكن في الواقع لا يحدث هذا طوال الوقت، إذ عادةً تكون هناك مشكلات، تؤثر على التدفق النقدي. من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مشكلات:
1- البيع القليل: بالطبع المشكلة الأساسية في التدفق النقدي هي البيع القليل للمنتجات. يترتب على ذلك وجود تكاليف تتحملها الشركة مثل الرواتب، في مقابل عدم حصولها على المقابل المادي الكافي الذي يمكنها من دفع هذه التكاليف.
في هذه الحالة، ستحتاج إلى التفكير بشأن الخطة التسويقية الموجودة، وكيفية تعديلها حتى يكون بالإمكان الوصول إلى سيناريو مناسب لتحقيق الأرباح.
2- التكاليف أعلى من هامش الربح: قد تكون هناك عمليات بيع حادثة بالفعل، لكنّ هامش الربح لا يكفي لتغطيتها، وبالتالي يترتب على ذلك مشكلة في التدفق النقدي. في هذه الحالة يجب مراجعة طريقة تسعير المنتج، والتفكير في التعديل الذي يغطي التكلفة.
3- تأخر تحصيل الأموال: قد يكون البيع يسيرا كما يجب وبالسعر المناسب، لكن هناك مشكلة ناتجة عن التأخر في تحصيل الأموال من المستفيدين. في الوقت ذاته لا يمكن تأخير الالتزامات المطلوبة من الشركة، وهو ما قد يؤدي إلى مشكلة في التدفق النقدي.
يجب التفكير هنا في كيفية إدارة التأخير في تحصيل الأموال، وتعديل الاستراتيجية، مثل اختيار مواعيد مبكرة مثلًا عن المواعيد الحالية. أو التواصل مع العملاء بشأن تحديد موعد ثابت للتحصيل، وشرح المشكلة الناتجة عن التأخير.
4- الالتزامات: عند بدء العمل التجاري أو في المواسم، فغالبًا هناك التزامات أكثر من المعتاد تتحملها الشركة للوفاء بها، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث مشكلة في التدفق النقدي. في هذه الحالة يجب على الشركة ضخ الأموال مبكرًا للاستعداد لهذه الالتزامات، أو تخصيص جزء من الدخل شهريًا لسداد المطلوب.
إدارة التدفق النقدي ضرورية للشركة، لذا لا بد من الاهتمام بإعداد قائمة التدفق النقدي في الفترة المحاسبية المحددة، ليكون بإمكان الشركة إدارة جميع التفاصيل الخاصة بها، والاستعداد للتعامل مع الأزمات المحتملة، بدلًا من المفاجآت. هذا يضمن للشركة القدرة على الاستمرار دون أي معاناة مع التدفق النقدي.
المصادر: