الملياردير الصيني تشون وانج يستعد لرحلة فضائية قطبية تثير الجدل العلمي والأمني
يستعد الملياردير الصيني تشون وانج لخوض مغامرة فضائية مثيرة للجدل، حيث سينطلق في رحلة غير مسبوقة مع شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك.
الرحلة التي من المقرر أن تتم خلال ربيع هذا العام، ستكون الأولى من نوعها التي تدور مباشرة فوق القطبين الشمالي والجنوبي، ما يفتح الباب أمام أبحاث علمية جديدة، لكنه يثير أيضًا مخاوف جيوسياسية متزايدة.
رجل غامض بحياة غير تقليدية
ويعرف تشون وانج بأسلوب حياته غير التقليدي، إذ يتنقل باستمرار بين الدول ويحمل ستة جوازات سفر، ويقال إنه يقيم في القطب الشمالي ويتبع توقيت كوكب المريخ.
وهذه التفاصيل عززت من هالة الغموض التي تحيط به، خاصة مع أنشطته في مجال العملات المشفرة وتركيبه لأنظمة "ستارلينك" للاتصالات في مناطق نائية مثل القطب الشمالي وأرخبيل سفالبارد.
أهمية الرحلة علميًّا واستراتيجيًّا
وسيشارك وانج في الرحلة مع ثلاثة رواد فضاء هواة، حيث سيحلقون في مدار قطبي فريد يسمح بدراسة ظواهر نادرة، من بينها الضوء الأبيض الغامض وظاهرة STEVE "تعزيز سرعة الانبعاث الحراري القوي".
اقرأ أيضًا: قفزة تكنولوجية.. سبيس إكس تغزو الفضاء ببدلة فضائية باهرة
ومع ذلك فإن المهمة تتجاوز البعد العلمي، إذ يرى الخبراء أن المدار القطبي يتيح تغطية اتصالات عالمية غير مسبوقة، وهو ما قد يكون له تداعيات استراتيجية في مجالات الاتصالات والأمن القومي.
مخاوف أمنية وجيوسياسية
الرحلة لا تثير اهتمام العلماء فحسب، بل تلفت أيضًا انتباه الأجهزة الأمنية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، ودخول روسيا كشريك استراتيجي في سباق الفضاء القطبي.
ووفقًا لمجلة "نيوزويك"، فإن المناطق القطبية أصبحت مسرحًا جديدًا للمنافسة بين القوى الكبرى، حيث تسعى كل منها لتعزيز نفوذها العلمي والتكنولوجي في هذه المناطق الحيوية.

تساؤلات حول أهداف وانج الحقيقية
ورغم ترويجه للمهمة باعتبارها مغامرة علمية واستكشافية، حذر خبراء من أبعاد أخرى محتملة.
تروي بوفارد، مدير مركز أمن ومرونة القطب الشمالي بجامعة ألاسكا، أشار إلى أن الرحلة قد يكون لها استخدامات عسكرية وعلمية غير معلنة، كما يرى محللون أن مشروع وانج قد يغير معادلات الاتصالات والأبحاث القطبية وحتى الأمن القومي.
ومن القطب الشمالي إلى جزر الكاريبي، ومن أفغانستان إلى القارة القطبية الجنوبية، لا يتوقف وانج عن السفر، إذ يؤكد أنه زار أكثر من 135 دولة وإقليمًا، وما زال يواصل رحلاته، ولكن كثافة تنقلاته، وتعدد جنسياته، وسرية مشاريعه تثير العديد من التساؤلات حول شخصيته الحقيقية، وما إذا كان مجرد مغامر شغوف بالتكنولوجيا، أم أن وراء رحلته الفضائية أجندة أكبر تخدم مصالح خفية؟