كيف تختار نظام التوظيف الأنسب لشركتك؟
تطور العمل، وأصبحت هناك العديد من التحديات التي تواجه الشركات، في محاولة الوصول إلى أفضل الكفاءات. من أشكال هذا التطور الاختلاف في أنظمة التوظيف. إذ لم يعد الأمر مقتصرًا على العمل بصورته التقليدية المعتادة.
إذ اعتاد الناس على نظام الدوام الكلّي، حيث يذهب الموظفين إلى أعمالهم للعمل لمدة 8 ساعات. بل أصبحت هناك العديد من أنظمة التوظيف المختلفة التي تستخدم إلى جانب الدوام الكلّي، وتختار الشركات فيما بينها عند التوظيف، بما يحقق لها أفضل النتائج.
ما هي أنظمة التوظيف الشائعة؟
من المهم الفهم بأنّ التطور في أنظمة التوظيف يعود إلى الرغبة الأساسية في تهيئة أفضل الظروف للعاملين للإنتاج. مثلًا هناك العديد من أصحاب الكفاءات الذين لا يحبون نظام الدوام الكلّي، ويفضلون العمل المستقل. حتى تحصل الشركات على هذه الكفاءات فإنّها تنتج أنظمة تساهم في جذب هذه الكفاءات.
في الوطن العربي مثلًا أخذت المملكة العربية السعودية المبادرة لتكون ضمن الدول التي طبقت نظام العمل المرن، الذي يحتوي على مميزات تجمع ما بين الدوام الكلّي وما بين العمل المستقل والعمل عن بعد. كل هذا من أجل محاولة الوصول إلى أفضل نظام يناسب الموظفين ويساعدهم على الإنتاجية. من أنظمة التوظيف الشائعة:
1- الدوام الكلّي: النظام التقليدي، الذي يلتزم فيه الموظف بالعمل لمدة 8 ساعات يوميًا في الأغلب. إذ يعمل لمدة 5 أيام أسبوعيًا ويحصل على يومين إجازة. يعتبر هو النظام الشائع استخدامه في جميع المؤسسات، لأنّه يسهّل إدارة العمل ومتابعته يوميًا.
2- الدوام الجزئي: يُشبه الدوام الكلّي، لكن بعدد ساعات أقل يوميًا، أو على مستوى عدد الأيام الإجمالية خلال الأسبوع. فيلتزم الموظف بالعمل لمدة 4 إلى 5 ساعات يوميًا. هذا يتيح له العمل في وظيفتين في الوقت ذاته، لهذا يُفضله بعض الأشخاص في اختياراتهم للحصول على ربح إضافي.
3- العمل المستقل: العمل المستقل أو العمل الحر، وهو يركّز على المشاريع المنتجة. فالموظف المُتعاقد معه في هذا النظام لا يلتزم بعدد ساعات معينة للعمل، بل يكون التعامل مبني على النتائج فقط.
4- العمل المرن: هو النظام الذي تحدثنا عنه في بداية الفقرة. يركّز النظام على منح الموظفين الفرصة لتحديد جداول عملهم الزمنية خلال الأسبوع، من خلال اختيار الساعات التي تناسبهم، وتُنسق جداول الموظفين جميعًا بهذا الشكل.
5- العمل عن بعد: لا يُعتبر نظامًا مستقلًا، بل يمكن استخدامه جزئيًا مع أنظمة التوظيف الأخرى. كما كان الوضع خلال أزمة كوفيد-19، حيث يعمل الموظفون في دوام كلّي لكن من منزلهم.
بالطبع لكل نظام من هذه الأنظمة المميزات والعيوب الخاصة به. لذا، سنخصص سلسلة كاملة للحديث عن كل نظام وسرد مميزاته وعيوبه بالتفصيل، لمساعدة أصحاب الشركات ومتخصصي الموارد البشرية في معرفة الاختيار الأنسب لهم.
كيف تختار نظام التوظيف الأنسب لشركتك؟
يُفضل الكثير الاعتماد مباشرةً على الدوام الكلّي، لكن في الحقيقة من المهم الاستفادة من بقية الأنظمة، فالأمر لا يقتصر على تحقيق فائدة كبيرة للموظفين، لكن أيضًا تستفيد الشركات من هذا التنوع. لاختيار النظام الأنسب يمكن اتّباع الخطوات التالية:
1- تحليل المهام: قبل التفكير في تحديد النظام، فالأفضل إجراء تحليل كامل للمهام والوظائف التي تُؤدّى داخل الشركة. يحتوي هذا التحليل على التفاصيل الخاصة بكل وظيفة، ومعدل تكرارها بالضبط شهريًا. يؤدي هذا إلى التعرّف على طبيعة كل مهمة جيدًا.
2- تحديد الميزانية المتاحة للتوظيف: من العوامل التي تؤثر في تحديد النظام المناسب للتوظيف، هي معرفة الميزانية المتاحة. إذ يحدث في الكثير من الأحيان أنّ هناك شركات تملك ميزانية محدودة، وتعلن عن الوظائف بنظام الدوام الكلّي، لكنّها لا تصل إلى الكفاءات المناسبة، لأنّهم يرون الراتب معروض أقل ممّا يستحقونه.
3- الدمج بين الأنظمة: بعد الانتهاء من تحليل المهام وتحديد الميزانية، يمكنك البدء في تحديد الأنظمة الفعّالة للشركة. في هذه الحالة يمكن عدم الاكتفاء بنظام واحد، بل الدمج بين أكثر من نظام في الوقت ذاته. مثلًا تعيين مسئول عن القسم وجزء من الموظفين بدوام كلّي، والبقية بنظام دوام جزئي أو بنظام العمل الحر.
يسهّل هذا الأمر على الشركة تنظيم ميزانيتها بالشكل السليم، وكذلك سهولة الوصول إلى الكفاءات المناسبة في كل جزء، فلا تذهب الميزانية بتوزيع يؤدي إلى تخصيص مال صغير لكل قسم، لكن توزّع بالشكل الأمثل الذي يساعد في تحقيق الفاعلية القصوى.
إذا كنت بصدد بدء شركتك، أو كنت قد بدأت بالفعل لكنّك غير راضٍ عن نظام التوظيف الحالي. يمكنك مراجعة هذا النظام في إطار الخطوات المذكورة، وانتظار السلسلة الخاصة بأنظمة التوظيف، لمعرفة مميزات وعيوب كل نظام، حتى يكون بإمكانك اختيار النظام الأفضل.
المصادر: