هل حقًا الولايات المتحدة أفضل مكان للعيش في العالم؟
عندما نتحدث بلغة الأرقام، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك اقتصادًا يجعلها أغنى دولة في العالم، بداية من امتلاكها لربع الإنتاج العالمي من السلع والخدمات التى تدر لها دخلًا سنويًا يصل لـ 21.4 تريليون دولار، وتحتفظ لمواطنيها بترتيب الأول من حيث نصيب الفرد من الثروة.
كما أن أمريكا هي صاحب المركز الأول في الدول السبع الصناعية الأقوى في العالم، كما أنها تأتي في المركز الخامس بين 37 دولة، تُعرف على أنها الأعلى في الثروة لكل فرد، حتى إن السرعة القصوى التى ينمو بها اقتصاد الصين، لم تمكنها من اللحاق بهذا الركب.
السؤال الأهم هنا، هل حقًا الولايات المتحدة أفضل مكان للعيش في العالم؟ ستكون الصدمة عندما تعلم أن تلك الأرقام الخيالية، في الدولة التى تضم أكبر عدد مليارديرات في العالم، تُعانى من مستوى فقر يطال 10.5% من سكانها، بحسب بيانات رسمية حديثة صادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي.
والأزمة في أمريكا أنه نمو مداخيل الأفراد على مدار الـ 40 عاما الماضية، وسع من الفجوة بين الأغنياء والفقراء، فبحسب تقرير حديث أصدرته منظمة الأمم المتحدة من خلال برنامجها الإنمائي، فيما يخص التنمية البشرية، أكدت أن التفاوت بين دخول الأمريكيين بات هو الأكثر من أي دولة متقدمة أخرى منذ 1980، كما أن الدراسات والأبحاث تؤكد وجود عدم مساواة ظلت تصل للأسوأ تدريجيًا في أمريكا.
التخفيضات الضريبية التى تتيحها الولايات المتحدة للأثرياء، وركود الحد الأدني للأجور على المستوى الفيدرالي، وعدم المساواة، تلك هي الأسباب التى ساقت أمريكا لهذا الحد من وجهة نظر بريل برايان، أستاذ علم الاجتماع في جامعة Rice بتكساس، الذي أكد أن تلك الأسباب أدت إلى ارتفاع دخل الذين على قمة الهرم، ولكن برغم ذلك ومستويات البطالة العالية نسبيًا، تظل الولايات المتحدة من أكثر الاقتصادات توفيرًا لفرص العمل.