متى ينخفض سعر الذهب في السعودية؟
من الوارد أن ينخفض سعر الذهب فبعد أن وصل إلى 2000 دولار في الأسواق العالمية تراجع إلى الوراء بصورة مهمة ونتحدث عن 1890 دولارا للأوقية في الوقت الراهن.
ويمكن أن ينخفض سعر الذهب في السعودية إذا توفرت العوامل التي تشجع على ذلك، وهي العوامل التي سنتكلم عنها في هذا المقال.
سعر الذهب في السعودية يتأثر بالنفط
لاحظ الاقتصاديون أنه إذا كان هناك إقبال على أسهم أرامكو، وارتفع النفط أيضا وكانت هناك أخبار سارة لهذا القطاع، يميل الذهب إلى التراجع.
إنها علاقة عكسية لكن من الوارد أن ينخفض النفط بالتوازي مع تراجع سعر الذهب في السعودية، لكن بشكل عام، ارتفاع أسهم أرامكو وأسعار النفط يؤثر سلبا على أسعار الذهب محليا.
هذا العام انهارت أسعار النفط لهذا ارتفع الذهب ووصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة عالميا وفي الأسواق الدولية والمحلية.
تواجه الدول المنتجة للنفط تحديات كبرى هذا العام، أولها فيروس كورونا الذي أثر سلبا على السفر في العالم وبالتالي تقليل استهلاك النفط والمحروقات وأثر على الطلب.
وفي ظل أيضا حرب الأسعار بين الدول المنتجة كان المعروض من الذهب الأسود خلال الأشهر الماضية كبيرا للغاية، لهذا انهارت أسعار النفط الأمريكي.
ارتفاع الأسهم الأمريكية والعالمية
عندما يقبل المستثمرون على الأسهم سواء في الأسواق الأمريكية أو العالمية أو الخليجية يميل هؤلاء إلى بيع الذهب للحصول على السيولة التي تساعدهم على شراء المراكز الجديدة في السوق.
وارتفاع السوق السعودية يعني ارتفاع أسهم أرامكو التي تعد أهم شركة في البورصة السعودية بالوقت الراهن، وهو ما يؤثر سلبا على سعر الذهب في المملكة.
على العكس عندما تكون مخاوف من موجة بيع قوية في السوق أو حدوث أزمة مالية يتجه المستثمرون إلى الذهب والأصول الآمنة ويبتعدون عن الأسهم.
تراجع الإقبال على شراء الذهب
تتأثر أسعار الذهب في السعودية بتحركات الأسعار في الأسواق الدولية، لكن السوق المحلية التي تعنى ببيع السبائك والحلي وما إلى غير ذلك من الذهب تؤثر على تحركات الذهب.
وخلال الفترة الماضية ارتفع الإقبال على الذهب خصوصا خلال عيد الفطر الماضي في السعودية، ويمكن لتراجع الإقبال على شرائه أن يؤثر على أسعاره المحلية.
كلما تراجع الإقبال على الذهب في سوق الذهب بالسعودية، كان تراجع الأسعار محليا ممكنا، ويمكن أن يرتفع في فترات مثل الحج والعمرة لإقبال الزوار على شرائه.
في العالم الحالي نجد أن المستثمرين الغربيين هم من يدفعون الأسعار إلى الأعلى خصوصا في ظل تراجع مشتريات التجزئة التقليديين في الصين والهند، مما يساعد على دفع الأسعار إلى أعلى مستوى لها في ثماني سنوات.
التدفقات الواردة إلى الصناديق المتداولة في البورصة هذا العام - معظمها في أمريكا الشمالية وأوروبا - تبتعد بالفعل عن الرقم القياسي السنوي المسجل في عام 2009، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرج.
وفي الوقت نفسه، انخفض الطلب في الصين والهند، أكبر دولتين مشترتين للسبائك الذهبية والعملات والمجوهرات في العالم، بعد أن أدى فيروس كورونا إلى توقف الواردات وإفراغ مراكز التسوق، كانت المبيعات بطيئة في العودة حيث ردع ارتفاع الأسعار المشترين.
يؤكد هذا التحول على الدفع والجذب العالمي للذهب بين المستثمرين الغربيين الباحثين عن ملاذ آمن ومراكز الطلب التقليدية على الذهب المادي في آسيا.
كما أنه يثير أسئلة مهمة للسوق هذا العام، حيث تخاطر أسعار الذهب بفقدان الدعم إذا تباطأت التدفقات الداخلة من صناديق الاستثمار المتداولة، أو قد تكتسب المزيد من الزخم إذا انتعش الطلب الصيني والهندي.
إذا كان نمط الشراء سيرتفع أيضًا في الصين و الهند في نفس الوقت الذي تراه في سوق الذهب الآجلة، فإن السعر قد يرتفع أكثر، وسيؤثر ذلك على أسعار الذهب في السعودية والتي سترتفع.
لكن إذا حدث العكس وانخفضت المشتريات الغربية ولم تتعاف السوق الهندية والصينية، فإن سعر الذهب عالميا وفي السعودية سيتراجع.
زيادة الطلب على العقارات
في الفترات التي يرتفع فيها الإقبال على شراء العقارات والاستثمار في هذا القطاع تذهب السيولة إلى هذا القطاع لتتعرض أسواق الذهب لضغوط البيع.
تعد العقارات من أفضل الاستثمارات في بعض الأوقات كما أنه يمكن أن يكون الإقبال عليها كبيرا مباشرة بعد ركود اقتصادي.
وفي ظل تزايد الإجراءات الحكومية السعودية لتشجيع امتلاك البيوت وشراء المنازل، فإن أسعار الذهب معرضة لتراجعات مهمة مستقبلا لهذا السبب.