هل استراتيجية التسويق الخاصة بشركتك مبنية على بيانات صحيحة؟
قلبت أحداث ربيع 2020 الأسواق حول العالم رأسًا على عقب. في ظل الأزمة الصحية والاقتصادية غير المسبوقة سارعت الفرق المسؤولة عن التسويق في الشركات إلى تعديل رسائلها الإعلانية والحملات والعروض التي تقدمها، لاسيما وأنهم لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الافتراضات والنظريات والأبحاث السابقة حول عملائهم وسلوكيات الشراء، بما في ذلك ماذا ولماذا يشترون البضائع أو يُقبلون على خدمات مُعينة.
في غضون أيام معدودة بعد انتشار كوفيد-19، أغلقت المتاجر وزادت المبيعات التجارة الإلكترونية، وزادت التفاعلات على مواقع وشبكات الإنترنت. في الوقت نفسه تغيرت طريقة استهلاك العملاء لوسائل الإعلام بينما بات المواطنون يعملون من المنزل ويقضون فترات طويلة من أوقاتهم على الإنترنت أو يشاهدون التليفزيون، وقلّ التفاعل الشخصي.
أصبح التغير السريع الوضع الطبيعي الجديد، وأكثر من أي وقت مضى، أصبح العاملون في التسويق في حاجة مُلحة إلى اتخاذ قرارات سريعة، والتي يجب أن ترتكز على البيانات.
أسرار التسويق وخفاياه..3 كتب عن كيفية استخدام علم النفس لبيع المزيد
ونظرًا إلى حاجة الشركات الدائمة إلى اتخاذ قرارات سريعة تعتمد على البيانات، ضخت الإدارات مبالغ مادية كبيرة من أجل إجراء تحليلات تساعدها على التسويق العام الماضي، واسثتمر مديرو التسويق في هذه الفئة أكثر من أي فئة أخرى في الشركة، ومع ذلك وبرغم أن العاملين في التسويق دفنوا أنفسهم في البيانات، فإنهم لم يستطيعوا رسم صورة كاملة للأداء ولطريقة تفكير العملاء وأفضل طريقة للتعامل معهم.
وكي تتجنب الوقوع في نفس المأزق، نُقدم لك مجموعة من أفضل الطرق التي تساعدك على توجيه فريق المسوقين الذي يعمل لديك، ومساعدته على الحصول على البيانات التي تفيده على معرفة حقيقة الجمهور ورسم صورة حقيقية للواقع تفيدك في أوقات الأزمات.
اكسب حق استخدام المزيد من البيانات
في كثير من الأحيان يستثمر المسوقون عددا لا يُحصى من الساعات وهم يجمعون البيانات والمعلومات دون امتلاك استراتيجية واضحة لاستخدام هذه البيانات في اتخاذ القرارات، وهذا قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق العقلي والميل إلى اتخاذ قرارات مُعتاد عليها وتم اتخاذها على أساس بعض الافتراضات.
فيما وجدت الأبحاث أن قرابة ثلث العاملين في التسويق (31 %) يواجهون تحديًا يتمثل في أنهم يجدون أنفسهم أمام قدر كبير للغاية من البيانات والتي يعجزون عن تحليلها، وخلال العمل على تحليل هذه البيانات يشعرون وكأنهم غارقون.
للرجوع إلى المسار الصحيح، ابدأ بأبسط مجموعة بيانات مطلوبة قد تساعدك على اتخاذ القرار وإتمام العمل بعقل مستنير، بالإضافة إلى تأسيس حلقة تغذية مفيدة بين الرؤى والبيانات والعمل.
حدد لحظات الحقيقة الجديدة
في عام 2011، صاغت شركة جوجل مصطلح "لحظة الحقيقة صفر" وهي أول خطوة يقوم بها العميل في البحث عن منتج أو خدمة لشرائها. الآن هناك عدد لا يُحصى من هذه اللحظات الدقيقة التي تجري في الأسواق الرقمية، وفي أغلب الأحيان لا يتوقع المسوقون لحظات الحقيقة المُهمة.
على سبيل المثال شركة لبيع أجهزة منزلية ذكية تبيع عددًا من المنتجات المختلفة على الإنترنت، ربما يبحث العملي عن أنظمة أمان منزلية وينقر للوصول إلى صفحة لكاميرات المراقبة، ثم يتجول في أنحاء الموقع وينتهى به الأمر بشراء قفل ذكي، فكر في لحظة الحقيقة هنا وهي الوصول إلى صفحة أخرى لشراء منتج مختلف، وهو كل ما احتاجه العميل لتشكيل انطباع عن العلامة التجارية ومن ثم تشجيعه على اتخاذ الإجراء التالي.
من الضروري تحليل اللحظات التي تؤثر على قرار العميل بالشراء، والتي بدورها تساعد على زيادة الإيرادات وتحسينها.
أعد تعريف البيانات الرقمية
يتسع تعريف الرقمية ومن الضروري أن تتغير طريقة تعامل المسوقين مع البيانات الرقمية كذلك. بينما لا يزال بإمكان المستهلكين والعملاء القيام بعمليات بحث عن المنتجات على جوجل، أو تصفح تطبيق إنستجرام، وكذلك إرسال رسائل البريد الإلكتروني وإجراء مكالمات وإرسال رسائل نصية والدردشة مع العلامات التجارية.
ينبغي الإشارة إلى أن المستهلكين والعملاء يفضلون التواصل المباشر خلال الفترات العصيبة وأوقات انعدام اليقين، وفي ظل تفشي كوفيد-19 تراجع العديد من المسوقين عن الحملات وألغوا الأحداث، وركزوا عوضًا عن ذلك على التواصل مع عملائهم وبناء مجتمعات قوية، سواء حدثت تفاعلات العملاء عبر الإنترنت أو بدونه، أو على الهاتف المحمول أو كل ما سبق فإنه ينتج عنها بيانات رقمية.
يمكن أن يساعد معرفة أنماط الاستخدام هذه الشركات على فهم ما إذا كان العملاء يستخدمون الخدمات التي يدفعون النقود مقابل الحصول عليها ويحصلون على القيمة المناسبة بالمقابل، وكذلك بالإمكان رقمنة محادثات مركز الاتصال والزيارات داخل المتجر وبهذه الطريقة ستتمكن الشركات من مراقبة عملية الشراء.
الآن، من الممكن قياس السلوك الذي كان من المستحيل تتبعه في السابق. كان يُنظر إلى عمليات الشراء داخل المتجر والمحادثات الهاتفية باعتبارها ثقب أسود للبيانات، حيث لم يكن هناك طريقة لتتبع عمليات المبيعات بدقة أو الربط بينها وبين عمليات البيع التي تحدث عبر الإنترنت أو الإعلانات. إلا أن التطور التكنولوجي ساعد على استخدام هذه البيانات، وبالتالي بات من السهل تحليلها مثل أي نشاط آخر يحدث عبر الإنترنت.
ساعد استخدام هذه البيانات التي يُنظر إليها باعتبارها تقليدية على اتخاذ قرارات أفضل، وتطوير الحقائق والتعرف على العملاء وفهم تطورات السوق بسرعة.