لماذا يقاوم الموظفون التكنولوجيا الجديدة؟ 4 نصائح لقادة الأعمال
في الوقت الذي زاد فيه الإقبال على استخدام التطبيقات التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح لا يمكن الاستغناء عنها، وبات الناس يعتمدون عليها في كل شيء يقومون به في حياتهم، نلاحظ أن الاعتماد الفعلي على التقنيات التكنولوجية الجديدة داخل الشركات والمؤسسات لا يزال أقل من المتوقع.
نظرًا إلى وجود العديد من الحواجز، فإن الاعتماد على التقنيات التكنولوجية في المنظمات لا يزال بطيئًا أو أقل من الطبيعي، وهو ما يُبقي الأنظمة القديمة على قيد الحياة، ويُعيق المؤسسات عن تحقيق أهدافها بسرعة، كما أنه يعرقل جهودها في التحسين من نفسها والتطوير من إمكانياتها.
طالما كان التأخير في الاعتماد على التقنيات التكنولوجية مصدر قلق للشركات ولكن الآن وسط انتشار الوباء فإن الأمر أصبح كارثة كبيرة.
والآن في ظل انتشار وباء كورونا ومع تقييم العديد من الشركات لنماذج أعمالها إما جزئيًا أو كليًا، فقد تبنى كثيرون التكنولوجيا لمواجهة ظروف السوق الصعبة، والتعامل مع التغييرات الخارجية التي صاحبت الوباء، أو الداخلية مثل أتمتة الوظائف واستخدام التقنيات من أجل الحفاظ على التواصل بين الموظفين ومتابعة سير العمل بفعالية وزيادة الإنتاج خلال عمل الموظفين عن بعد.
لأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة.. هذه التقنيات تساعدكم على المنافسة
أجبر تفشي فيروس كورونا المُستجد الشركات والمؤسسات على زيادة الاعتماد على التقنيات التكنولوجية، والعمل على تحقيق ذلك في أسرع وقت مُمكن، مع ذلك ما زلنا نجد أن الاعتماد على التكنولوجيا لا يزال بطيئًا، وأن الآثار الدائمة من وراء ذلك غير واضحة، ما يدفعنا إلى التساؤل عن صعوبة فعل ذلك على أرض الواقع؟
غيّر فيروس كورونا الكثير في مجال الأعمال، إلا أن الأبحاث التي سبقت انتشار الوباء تسلط الضوء على سؤال مهم للغاية، إذا نُشرت أبحاث الخريف الماضي استندت على إجراء مقابلات مع 750 مديرًا تنفيذيًا في أستراليا، الصين، هونج كونج، ونيوزيلندا وسنغافورة، وبريطانيا والولايات المتحدة والهند لقياس تأثير التقنيات التكنولوجية على مهارات الموظفين، ونقص وعي الإدارة العليا، وأسباب قلة فرص العمل عن بعد، والتكاليف والمخاطر، وطرق الابتكار وأساليب حل المشكلات.
ومن خلال الأبحاث التي تطرقت إلى هذه المسألة يمكن القول إن هناك عدة عوامل رئيسية تساعد قادة الأعمال على نشر ثقافة من شأنها المساعدة على تبني التقنيات التكنولوجية بصورة أفضل وبشكل أكثر فعالية، والتي نستعرضها فيما يلي:
تحفيز استخدام التكنولوجيا
يتطلب بناء ثقافة كتلك الاعتماد على أساليب واستراتيجيات مختلفة ومبتكرة، إلا أن أكثر الاستراتيجيات فعالية حتى الآن هي تحفيز استخدام التكنولوجيا. بإمكان الإدارات حث الموظفين على زيادة استخدام التقنيات الحديثة من خلال التحدث عن الفوائد المالية من ورائها، أو كيف يمكن أن تساعدنا على حل المشكلات الصعبة، وتقصير المسافات الفكرية والمكانية بين الجميع.
تحد كبير للقادة والموظفين.. هذه الدروس تساعدك على تسهيل القدرة على العمل عن بعد
العثور على الحوافز المناسبة
يتبنى الغالبية العُظمى من الناس التكنولوجيا في حياتهم الشخصية بسهولة، سواء كان ذلك من خلال الاعتماد المستمر على الهواتف الذكية، أو الساعات الذكية، أو التطبيقات التي تُستخدم من أجل إتمام المعاملات المادية والاقتصادية، ويشعرون بأنها تجعل حياتهم أسهل وأبسط وأكثر كفاءة، ولكنهم لا يستطيعون فعل ذلك عندما يتعلق الأمر بالعمل.
لذلك كلما وجدت حوافز تشجعهم على ذلك زاد إقبالهم على التقنيات التكنولوجية، لن تحتاج في هذه المرحلة إلا إلى الحوافز المناسبة ومعرفة كيف التأثير عليهم وإقناعهم.
استثمر في البنية التحتية
إذا كان استخدام التكنولوجيا مُرهقًا، فإن نشرها بين الموظفين سيكون مُخيبًا للآمال، لذلك من الضروري أن تستثمر الشركات في البنية التحتية بما في ذلك شبكات وأنظمة تكنولوجيا المعلومات والبرامج والعمليات والممارسات، وأن تبذل قصارى جهدها لتسهيل استخدام التقنيات التكنولوجية وجعلها سهلة الاستخدام، مع التخلص من كل الأدوات القديمة والتي عفا عليها الزمان.
اتباع استراتيجية طويلة المدى
من الضروري أن يكون لدى كل مؤسسة استراتيجية طويلة المدى لحلق ثقافة تشجع على استخدام التقنيات الحديثة وزيادة الاعتماد عليها، وربما يعتقد المسؤولون أن أفضل طريقة لفعل ذلك هو تنفيذه بالتدريج، ربما يكون هذا مفيد لفترة قصيرة، ولكنه لم يساعد على خلق عقلية تركز على التكنولوجيا، ولن يساعد على التخلي عن الأنظمة القديمة.
خلاصة القول، تساعد التكنولوجيا على نشر ثقافة إيجابية وتقود الشركات إلى تحقيق أهدافها، لكن من أجل فعل ذلك يجب اتباع استراتيجيات لحث الموظفين على الإقبال على التقنيات الحديثة واستخدامها في فعل كل شيء تقريبًا.