من الفقر المدقع إلى نادي أصحاب البلايين.. حكايات نجاح ملهمة
أصحاب البلايين لم يولدوا جميعهم و في أفواههم ملاعق من ذهب. بعض الذين يصنفون كالأكثر نجاحاً وثراء حالياً جاؤوا من فقر مدقع ولم يملكوا شيئاً سوى العزيمة والإصرار والتمسك بالأحلام. حالياً هم وجوه معروفة سواء في مجال التكنولوجيا أو الإعلام أو التمثيل أو الصناعة، ولكن قبل كل هذا كانوا يخوضون معاركهم مع حياة قاسية لا ترحم.
قصص هؤلاء الأشخاص ملهمة وذلك لأنهم مثال حي على قدرة الإنسان على تحقيق المستحيل، كما أنهم مصدر قوة لكل شخص يخيل إليه أنه لن يتمكن من تحقيق النجاح. فالإنسان يرسم مستقبله كما يريد و المسيرة ليست سهلة بالتأكيد ولكن حين يتم التسلح بالعزيمة فإن الفشل ليس خياراً. فمن هم بعض الذين انتقلوا من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش؟
غي لاليبرتيه
حجم ثروته : ٢,١ بليون دولار.
سواء شاهدتم العروض أم لم تشاهدوها لكن الكل يعرف «سيرك دو سوليه». غي لاليبرتيه كان يؤدي العروض في الشوارع، وكان آكل النيران كما أنه كان يعزف الأكورديون في الشارع ويشارك في عروض في السيرك كي يجني المال.
الشاب الذي ولد وترعرع في كندا قرر المخاطرة وسافر مع فرقة شارك في تأسيسها عام ١٩٨٤ إلى لوس أنجلوس. ولأنه لم يكن يملك ما يكفي من المال فقد اشترى تذكرة ذهاب فقط. من لوس أنجلوس انتقلوا إلى لاس فيغاس وهناك بدأت فكرة «سيرك دي سوليه» الذي تحول ليكون السيرك الأشهر في العالم وليكون لاليبرتيه مؤسسه ورئيسه التنفيذي.
ولأن مسيرة نجاحه كانت مدفوعة بالشغف لا السعي خلف المال، فهو أعلن مؤخراً بأنه ينوي إعادة شراء السيرك الذي كان قد باع معظم أسهمه عام ٢٠١٥ بصفقة قدرت قيمتها بـ ١.٥ مليار دولار. الإعلان هذا جاء بعد تضرر «سيرك دو سوليه» بشدة من جائحة كورونا ما أجبره على إلغاء ٤٤ عرضاً ومعاناة ٩٥٪ من موظفيه من البطالة الجزئية بالإضافة إلى ديون تقدر قيمتها بـ ٩٠٠ مليون دولار.
آلان جيري
حجم ثروته: ١,٥ بليون دولار
عاش آلان جيري مع والديه، المهاجرين الروسيين، في ليبرتي في نيويورك خلال فترة الكساد. الرجل الذي تجاوز التسعين من عمره حالياً عاش في فقر شديد إذ أن راتب والده الذي كان يعمل في شركة للأطعمة المجمدة بالكاد كان يكفي لتوفير الطعام.
لم يكمل جيري تعليمه الثانوي وإنضم إلى المارينز خلال الحرب العالمية الثانية، ولاحقاً استفاد من المميزات التي يحصل عليها العائدون من الحرب وتعلم صيانة وإصلاح أجهزة التلفزيون. بحلول العام ١٩٥٦ كان قد جنى ١٥٠٠ دولار فقرر استثمارها في شركة كيبل في بلدته. توسعت تلك الشركة وباتت «كايبل فيجين» التي باعها في العالم ١٩٩٦ لشركة «تايم ورنر» بـ ٢,٧ بليون دولار من ضمنها ٩٠٠ مليون دولار كربح شخصي.
كيني تروت
حجم ثروته: ١,٥ بليون دولار
ترعرع كيني مع إخوته في بيت فقير فراتب والده المتواضع جداً لم يكن يكفي. الوالد لم يكن من الداعمين لابنه إذ كان يردد على مسامعه بأن لن يحقق شيئاً في حياته. خلال طفولته تنقل كيني تروت من وضع سيئ إلى ما هو أسوأ، فمن منزل متواضع إلى العيش في مشروع إسكان في المدينة مع والدته بعد انفصال والديه.
لم يختبر تروت أي نوع من البحبوحة المالية حتى خلال سنواته الجامعية، إذ عمل في بيع بوالص التأمين كي يتمكن من إعالة نفسه بعد حصوله على منحة دراسية بسبب مهاراته الرياضية. ومن هناك بدأت رحلة تأسيس «إكسل للاتصالات» التي استخدمت نظام التسويق متعدد المستويات لتقديم خدمات الاتصالات لمسافات بعيدة. نجحت الشركة رغم المنافسة الشرسة وتمكن من دخول نادي أصحاب البلايين بعد بيع «إكسل» إلى «تليغلوب» بـ ٣,٥ مليار دولار.
محمد الطراد
قيمة ثروته: ٣,٤ بليون دولار
رجل أعمال فرنسي من أصل سوري ومالك لمجموعة طراد العالمية. يجسد الرحلة من العدم والبؤس إلى القمة بكل تفاصيلها. ولد في سورية في قبيلة من البدو الرحل بعد تعرض والدته للاغتصاب على يد والده. واقع لا ينكره الطراد إذ لطالما تحدث عن الأمر في مقابلاته الإعلامية مؤكداً أن والدته اغتصبت مرتين، فكان النتيجة في المرة الأولى شقيقه وفي المرة الثانية محمد نفسه. توفيت والدته وهو في سن الرابعة عشرة بعد وفاة شقيقه بسبب سوء المعاملة من قبل الوالد. جدته التي ربته رفضت أن يلتحق بالمدرسة،«فالراعي لا يحتاج إلى كتب» جملة لطالما رددتها مسامعه، لكنه لم يذعن، فكان يذهب صباحاً إلى المدرسة ويتابع الدروس سراً من خلف الجدران.
بعد فترة استقر في الرقة وتمكن هناك من إكمال تعليمه حيث تفوق وقدمت له فرصة العمر وهي أن يسافر إلى فرنسا. في فرنسا أكمل دراسته وكان يتناول وجبة واحدة في اليوم لأنه لم يكن يملك ما يكفي من المال. بالتفوق وبالاعتماد على المنح نال شهادة الدكتوراه في المعلوماتية ولاحقاً بدأ بالعمل في شركة «الكاتيل» وشركة «تومسون» في فرنسا، ثم «أدنوك» في أبو ظبي. من مدخراته قام بإنشاء شركة لإنتاج الحواسيب المحمولة وبعد نصيحة من جاره بشراء شركة للإعمار تمكن من جني ما يكفي من الأرباح لامتلاك ١٧٠ شركة في العالم يعمل فيها ١٧ ألف موظف.
قواعد العمل عن بعد .. انتبه للغة الجسد خلال الاجتماعات الافتراضية
جون بول ديجوريا
حجم ثروته : ٣،٢ بليون دولار
حتى قبل أن يبلغ العاشرة من عمره كان جون بول ديجوريا يبيع بطاقات أعياد الميلاد والصحف كي يتمكن من مساعدة عائلته مادياً. وبعد فشل والدته في تأمين حياة مقبولة له ولشقيقه تم إرسالهما إلى دار رعاية. خلال تلك الفترة انضم ديجوريا إلى عصابة قبل أن يقرر الانضمام إلى الجيش والتخلي عن تلك الحياة.
بقرض بلغت قيمته ٧٠٠ دولار، أسس شركة «جون بول ميتشل سيستمز» وبدأ ببيع الشامبو. خلال تلك الفترة كان يعيش في سيارته ويقوم بعمليات البيع بنفسه فيطرق الأبواب ويمارس مهاراته في الإقناع. عامان من المعاناة لتنقلب بعدها الصورة في العام الثالث إذ بلغت الإيرادات مليون دولار بعد أن اعتمدت العديد من صالونات الحلاقة منتجاته.
كين لانغون
حجم ثروته: ٤،٣ بليون دولار
طفولة كين في نيويورك كانت متواضعة، فوالده يعمل في السباكة وأمه نادلة. توفير نفقات التعليم شكل أولوية لوالدي لانغون ورغم أن مدير المدرسة أبلغهما بأن تعبهما سيذهب هدراً لأن ابنهما لا يملك مستقبلاً واعداً إلا أنهما آمنا بابنهما ولم يكترثا لرأي المدير. تم إرسال كين إلى «جامعة أكنيل» في بنسلفانيا حيث درس الاقتصاد وكان في الوقت عينه يعمل في وظائف عدة غير اعتيادية لجني المال فعمل كمساعد جزار و في مجال البناء وحتى أنه كان يقص العشب في حدائق الآخرين ويجمع الصناديق المصنوعة من الكرتون لبيعها. ورغم الوظائف العديدة لكنه تمكن من الحصول على شهادته في ثلاث سنوات ونصف السنة ليتنقل لاحقاً بين وظائف عدة في شركات مختلفة.
في أواخر الستينيات التقى بـ آرثر بلانك وبرنارد ماركوس، حيث أقنعهما بتأسيس متاجر «هوم ديبو». ولأن المشروع كان أكبر من رأس المال إعتمدوا مبدأ «الخداع» الذكي إذ قاموا بتوزيع البضائع بشكل عشوائي لخلق وهم «الحركة» في المتجر، كما أنهم كانوا يعرضون المنتجات الضخمة في الرفوف الأمامية كي تبدو ممئلة رغم أنها فارغة كلياً في الجزء الخلفي. شيئاً فشيئاً بدأ المتجر يشق طريقه نحو النجاح ليصبح واحداً من أكبر وأشهر المتاجر في أمريكا.