نظرة على أقوى العلامات التجارية للشركات السعودية لعام ٢٠٢٠
كلف تفشي السارس عام 2003، (الذي أصاب حوالي 8000 شخص وقتل 774) الاقتصاد العالمي بما يقدر بنحو 50 مليار دولار أمريكي. ومن المقرر أن يصل حجم الخسائر المقدرة لكبرى الشركات التجارية العاملة في دائرة الاقتصاد العالمي إلى حوالي 1 تريليون دولار أمريكي، (أي ما يقدر بـ 936 مليار يورو) نتيجة لتفشي فيروس كورونا التاجي المعروف بـ COVID-19- كوفيد-19، على أن يكون قطاع الطيران هو الأكثر تضررًا خلال الأزمة.
اعتبارًا من 16 مارس 2020، كان هناك 164.837 حالة إصابة و6470 حالة وفاة من COVID-19 تم تأكيدها رسميًا في جميع أنحاء العالم، حيث كان الانتشار العالمي كبيرا جدًا، حيث أبلغت 146 دولة حتى الآن عن وصول الفيروس لها بحالة واحدة على الأقل.
وعلى ذلك، قامت مؤسسة Brand Finance المالية المتخصصة بتقييم وتصنيف العلامة التجارية للشركات في كافة أنحاء العالم، ومقرها لندن، بإصدار تقريرها الجديد عن «أفضل 50 علامة تجارية في المملكة العربية السعودية»، وذلك من حيث القيمة والقوة، بغرض تقييم التأثير المحتمل لتفشي فيروس كورونا على قيمة العلامات التجارية للشركات في المملكة العربية السعودية، بناءً على شدة الخسائر الملحوظة في قيمة تلك الشركات خلال الفترة من 1 يناير 2020 وحتى 18 مارس 2020.
جدول يوضح العلامات التجارية السعودية العشرة الأكثر قيمة لعام 2020
بالإضافة إلى قياس القيمة الإجمالية للعلامة التجارية، تقوم Brand Finance أيضًا بتقييم القوة النسبية للعلامات التجارية، استنادًا إلى عوامل مثل: (الاستثمار التسويقي والألفة والولاء ورضا الموظفين وسمعة الشركة). إلى جانب توقعات الإيرادات، حيث تعد قوة العلامة التجارية محركًا حاسمًا لقيمة العلامة التجارية.
إن أهمية العلامة التجارية تكمن في الأساس بارتباطها بالاستدامة، وبناء علاقة طويلة المدى بين المستهلك ومتلقي الخدمة مع السلعة والخدمات المقدمة له، فضلًا عن عناصر السمعة الحسنة والدعاية والترويج.
سيطرة العلامات التجارية المصرفية
قطاع المصارف والبنوك يتصدر العلامات التجارية الأكثر قيمة بـ 12 مصرفًا سعوديًا
هذا، وقد جاء تقرير مؤسسة Brand Finance تحت عنوان: «KSA 50»، ليصنف العلامات التجارية الأكثر قيمة وقوة داخل السعودية، من بين أفضل 50 علامة تجارية سعودية، هناك 12 مصرفًا سعوديًا، مما يرمز إلى قوة ومتانة تواجد العلامات التجارية المصرفية في البلاد.
حيث يتصدر «مصرف الراجحي» القطاع بزيادة 20٪، لتصل قيمة علامته التجارية إلى 3.5 مليار دولار أمريكي، وبعده جاء مصرف الأهلي بزيادة 5٪ لتصل قيمة علامته التجارية إلى 2.6 مليار دولار أمريكي، ثم بنك الرياض بزيادة 12٪ لتصل قيمة علامته التجارية إلى 1.1 مليار دولار أمريكي، كثالث أكثر العلامات التجارية المصرفية قيمة في السعودية.
بنك الرياض والتحول الرقمي
يجب الإشادة بالجهود الرائدة لـ «بنك الرياض» في مجال الخدمات المصرفية الرقمية، حيث كان أول بنك في المملكة العربية السعودية يطلق بطاقات بدون تلامس مباشر contactless smart card، وينشط عرض Apple Pay، ويطرح نظامًا مبتكرًا للدفع للمعصم للمعاملات القابلة للارتداء.
كما يُعد «بنك الرياض» أول بنك في المملكة يمتلك رأس مال جريئا بحجم 100 مليون ريال سعودي للاستثمار في التقنية المالية FinTech، التي تسعى لمنافسة الأساليب المالية التقليدية عند تقديم الخدمات المالية، فيقوم البنك من خلالها بعقد الشراكات الاستراتيجية مع رواد الأعمال والشركات التقنية، وتقديم الحلول والدعم في مجال التقنية المالية، وخلق صناعات جديدة ونماذج أعمال مبتكرة.
معايير اختيار «الرجل» لـ«العشرة المميّزون» في العلامات التجارية السعودية
هذا وقد تَوِّج «بنك الرياض» بجائزة أفضل بنك للخدمات المقدمة للأفراد في المملكة لعـام 2020، والمقدّمة من مجلة Global Banking&Finance، تقديرًا للإنجازات البنك الأخيرة فيما يتعلق بالخدمات المصرفية للأفراد، حيث يشرف طارق السدحان، الرئيس التنفيذي الجديد لـ «بنك الرياض»، على خارطة الطريق الخاصة باستراتيجية التحول الرقمي للعلامة التجارية، بما يأخذ البنك إلى مستقبل رقمي قبل رؤية 2030.
أرامكو السعودية الأكثر قيمة
العلامات التجارية السعودية الأكثر قيمة لعام 2020
منذ طرحها العام الماضي، دخلت شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو»، عملاقة قطاع النفط والغاز، التي تدار من خلالها إنتاج واحتياطيات السعودية النفطية، كلاعب جديد على رأس القائمة، بقيمة علامة تجارية تبلغ 46.8 مليار دولار أمريكي، مستحوذة على لقب العلامة التجارية الأكثر قيمة في الشرق الأوسط.
كما أحدثت «أرامكو السعودية»، صاحبة أكبر اكتتاب عام في التاريخ، ضجة كبيرة، حيث دخلت في التصنيف العالمي لمؤسسة Brand Finance للمرة الأولى كثاني أكبر علامة تجارية للنفط والغاز في العالم، بعد شركة «شل» العالمية.
كما أثبت الاكتتاب العام نجاحه بالنسبة للعلامة التجارية، حيث جمعت «أرامكو السعودية» 25.6 مليار دولار. حتى بعد التنقل خلال الهجمات الأخيرة على موقعين من مواقع معالجة النفط، أصبحت الآن من الشركات الأكثر قيمة في العالم، متقدمة بشكل مريح على عمالقة قطاع التقنية Apple و Microsoft.
ومن أجل انتزاع لقب العلامة التجارية الأكثر قيمة في الشرق الأوسط والثانية عالميًا، تركز «أرامكو السعودية» على تعزيز قوتها في المنبع، مع زيادة وتنمية عملياتها النهائية من خلال عمليات الاستحواذ، في كل من المملكة العربية السعودية والأسواق العالمية الرئيسية.
فقد أتمت «أرامكو السعودية» مؤخرًا صفقة الاستحواذ على 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، مقابل 69.1 مليار دولار، تصبح بموجبها «أرامكو» من كبار مساهمي سابك بملكية قدرها 70% من رأس المال.
وتُعد شركة «أرامكو السعودية» أكبر منتج للنفط في العالم، وأكثر شركات العالم ربحية، فبحسب تقديرات مجلة Fortune الاقتصادية المتخصصة، تربح الشركة ما يصل لـ 304.04 مليون دولار يوميًا، بمعدل مليون دولار في كل 4.7 دقيقة.
الاتصالات السعودية وسابك في المقدمة
وفي المركز التالي، جاءت شركة الاتصالات السعودية «STC»، بزيادة 13٪ إلى 8.0 مليار دولار أمريكي، كثاني أكبر علامة تجارية في المملكة العربية السعودية. فيما أطلقت، مؤخرًا، هوية علامتها التجارية الموحدة الجديدة، عبر البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية، لتعزيز دورها كممكّن رقمي رائد في المنطقة، وتحظى العلامة التجارية بتقدير كبير للتطبيق الرقمي «My STC»، الذي يوفر للمستخدمين الوصول إلى جميع الخدمات، بما في ذلك طلب الأجهزة وبطاقات SIM.
كما شهدت الجزيرة العربية من خلال شركة المدفوعات المالية الرقمية السعودية «STC Pay» التابعة لشركة الاتصالات السعودية «STC»، تأثيرًا كبيرًا في وضع العلامة التجارية كلاعب إقليمي رئيسي في المنطقة، عبر منصتها «Jawwy TV».
كما أصبحت شركة «STC» مؤخرًا أول شركة في المنطقة تقدم خدمات التسوق على Instagram لعملائها، في خطوة رائدة تتيح للمستخدمين شراء كل شيء بداية من اشتراكات الهاتف المحمول إلى أحدث الأجهزة والملحقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما شهدت العلامة التجارية نمو متابعتها عبر الإنترنت إلى أكثر من 500 ألف على Instagram.
وفي المركز الثالث جاءت «شركة سابك» عملاق الكيماويات «SABIC»، بزيادة 9٪ إلى 4.3 مليار دولار أمريكي. هذا، وقد دشنت شركة «STC» حملتها الإعلانية العالمية الأولى على الإطلاق في جهد استراتيجي لرفع وعي الشركة وفهمها وتفاعلها مع المؤثرين العالميين كجزء من طموحاتها لعام 2025، بما يعكس نموها التصور الإيجابي المتزايد لـ «شركة سابك»، والغرض منها تقديم المنتجات التي تهم عملاءها وأصحاب المصلحة الآخرين.
موبايلي تقتحم العشر الأوائل
اقتحمت «شركة موبايلي» للاتصالات السلكية واللاسلكية، تصنيف أفضل عشر علامات تجارية سعودية من حيث القيمة للمرة الأولى، حيث حصدت المرتبة التاسعة، كما أنها العلامة التجارية الأسرع نموًا بين أفضل عشر، حيث ارتفعت قيمة العلامة التجارية بنسبة 31٪ لتصل إلى 1.1 مليار دولار أمريكي.
وتتمتع «موبايلي» بعلامة تجارية قوية، ارتبطت بكسر احتكار سوق الاتصالات بالمملكة، استطاعت العمل على تطوير المنافسة في القطاع خلال عشر سنوات قضتها الشركة في السعودية. وهو ما جعل قطاع الاتصالات بالمملكة من أبرز قطاعات الاتصالات بالمنطقة من خلال طرح أحدث وآخر التقنيات والمنتجات أولا بأول.
الراجحي الأكثر قوة
العلامات التجارية السعودية الأكثر قوة لعام 2020
وفقًا لهذه المعايير، يعتبر «مصرف الراجحي» أقوى علامة تجارية في المملكة العربية السعودية حيث حقق مؤشر قوة العلامة التجارية 84.7 نقطة من أصل 100. والعلامة التجارية هي أكبر بنك إسلامي في المملكة العربية السعودية وقد عززت إقراضها العقاري مع توفر المزيد من المساكن بأسعار معقولة السوق، الذي عزز الشعور الإيجابي للعلامة التجارية خاصة بين المشترين لأول مرة.
شركات الساعة الأكثر نموًا
القطاعات السعودية الأكثر نموًا لعام 2020
في تقرير مؤسسة Brand Finance الخاص بالعلامات التجارية العاملة في المملكة العربية السعودية، هناك عدد من العلامات التجارية السعودية التي تمثل مجموعة متنوعة من القطاعات التي تم تحديدها على أنها «شركات الساعة الأكثر نموًا».
ومن بين العلامات التجارية في المملكة السعودية الأسرع نموًا، جاءت العلامة التجارية «Alyoum» العاملة بقطاع الأغذية بزيادة 61٪ إلى 286 مليون دولار أمريكي، والعلامة التجارية «Afia» بزيادة 37٪ إلى 164 مليون دولار أمريكي، والعلامة التجارية الترفيهية «شركة لجام للرياضة»، المعروفة بـ «وقت اللياقة»، بزيادة 58٪ إلى 172 مليون دولار أمريكي، وشركة الدريس للخدمات البترولية والنقليات، صاحبة العلامة التجارية اللوجستية «Aldrees» وذلك زيادة 51٪ إلى 199 مليون دولار أمريكي.
وأخيرًا، أكد تقرير مؤسسة Brand Finance المالية المتخصصة عن العلامات التجارية السعودية، أن جائحة فيروس كورونا ستؤثر بشكل كبير على الأنشطة التجارية، إلا أن هذه هي اللحظة المثالية للعلامات التجارية في المملكة العربية السعودية لتظل حاضرة في أذهان العملاء وأصحاب المصلحة الآخرين، والانخراط في التحول الرقمي، وإظهار المرونة والقدرة على التكيف في أوقات الأزمات غير المسبوقة.