لرواد الأعمال: انشغالكم الدائم يجعلكم أقل إنتاجية!
يتعامل البعض مع الانشغال الدائم باعتباره علامة للتفوق أو النفوذ، ولا يعلمون أن كونك مشغولاً طوال الوقت يؤثر سلبًا على إنتاجيتك، وفعاليتك في العمل! كيف يحدث ذلك؟ نستعرض معا تأثير كونك منشغلا على إنتاجيتك من خلال هذا التقرير:
فقدان التركيز وتشتت الانتباه
نشر ديفيد ماير الباحث في جامعة ميشيجان دراسة مؤخرًا أظهرت أن الانتقال من مهمة إلى أخرى يزيد من الوقت الذي تستغرقه لإنهاء كلتا المهتمين بنسبة 25 %.
حسب ماير، فإن تعدد المهام يبطئك ويزيد فرص ارتكاب أخطاء. وأكد أن الاضطرابات والانقطاعات التي تمر بها أثناء العمل تعرقل قدرتنا على معالجة المعلومات والتعامل مع البيانات التي نتلقاها.
قررت شركة مايكروسوفت دراسة هذه الظاهرة وتأثيرها على العاملين بداخلها، ووجدت أن الأشخاص يحتاجون إلى فترة تصل إلى 15 دقيقة كي يستطيعوا استعادة تركيزهم واستئناف العمل على المشاريع المهمة مثل كتابة التقارير، ويصبح الأمر أكثر صعوبة عندما يتلقون مكالمات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني.
وقال إريك هورفيتز، عالم الأبحاث في مايكروسوفت والمسؤول عن الدراسة، إن النتائج كانت مُثيرة للدهشة، فقد فوجئ بسهولة تشتيت انتباه الموظفين ومقدار الوقت الذي يحتاجونه كي يتمكنوا من استعادته، واستئناف العمل مرة أخرى.
وتابع: "إذا كان الأمر بهذا السوء في مايكروسوفت، بالتأكيد سيكون سيئًا في الشركات الأخرى".
اختناق الدماغ
علاوة على ذلك، فإن الانشغال الشديد يعوق قدرتنا عن التركيز، خاصة وأنه ثبت علميًا أن الدماغ لا يستطيع التركيز على القيام بشيئين في آن واحد. لذلك عندما نحاول القيام بأمرين في نفس الوقت، فإن عقلنا سوف يفقد القدرة على أداء كلتاهما بنجاح.
أكدت دراسة أجراها رين ماروا وزملاؤه في جامعة فاندربويلد، بالاعتماد على الرنين المغناطيسي أن الانشغال الشديد يُصيب الأشخاص باختناق في الدماغ.
في بعض الأحيان، يؤثر تعدد المهام سلبًا على صحتنا، خاصة وأن أدمغتنا تكون غير قادرة في بعض الأحيان على الانتقال من مهمة إلى أخرى، وما نتعامل معه باعتباره أكثر إنتاجية يجعلنا أقل فعالية في حقيقة الأمر.
يؤكد الباحثون أننا نغدو أكثر إنتاجية عندما ندير جداولنا بما يسمح لنا بالحفاظ على تركيزنا على ما نقوم به، وفعل كل ما يلزمه الأمر كي ننجز أكبر قدر من الأمور في أقل وقت ممكن.
«كتاب اليوم».. كيف تنجح وتحافظ على تركيزك في عالم يُشتت الانتباه؟
لماذا نُبقي أنفسنا منشغلين طوال الوقت؟
وجدت أبحاث في جامعة شيكاغو، أن الناس يميلون إلى القيام بالمهام المتعددة ويحبون الشعور بأنهم منشغلون طوال الوقت، لأن ذلك يعطيهم انطباعًا بأنهم مُهمون وناجحون ويبذلون مجهودًا كبيرًا، وأنهم يعملون بجد، ويجهلون أن الأمر له نتائج عكسية، وأنه على العكس تمامًا يجعلنا أقل إنتاجية وأقل فعالية، وربما يحولنا إلى عبء على باقي العاملين في المؤسسة التي نعمل بها، وعلى أحبائنا والمقربين منّا.
كذلك وجد الباحثون أننا غالبًا ما نستخدم الانشغال للتغلب على شعورنا بالكسل والخوف من الفشل، لذلك نقضي وقتنا الثمين في القيام بأشياء غير ضرورية أو غير مهمة، لأنه يشعرنا بأننا مُنتجون وفعالون، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني غير العاجلة عندما نجدنا مضطرين إلى العمل على مشاريع كبيرة تحتاج إلى الانتهاء منها.