ريتشارد برانسون.. لم يحب الدراسة لكنه حلّق عاليا في فضاء النجاح
"أنا لا أسعى لتحقيق الثروة من خلال مشاريعي التجارية، ولكني أقوم بها لأنني غير راضٍ عن طريقة إدارتها من قبل الآخرين".. مقولة تعني الكثير في حياة رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، الذي أطلق شركة فيرجن ريكوردز في أوائل السبعينيات من القرن الماضي وتحولت إلى مجموعة أعمال رائدة تضم حوالي 400 شركة تحمل اسم فيرجن جروب "Virgin Group"، وعلى الرغم من تركه المدرسة في المرحلة الثانوية إلا أن إنجازاته التجارية لا مثيل لها في عالم الأعمال، فهو يعد رابع أغنى رجل في المملكة المتحدة وأحد أكثر عشرة أشخاص نفوذاً في العالم.. فيهذا التقرير نسلط الضوء على المسيرة الناجحة لرجل الأعمال ريتشارد برانسون...
المدرسة ليست مكانه
ولد ريتشارد برانسون في 18 يوليو عام 1950 في المملكة المتحدة، وهو الابن الأكبر للمحامي إدوارد جيمس برانسون وإيفا هنتلي برانسون التي كانت تعمل مضيفة طيران، وكان جده السير جورج آرثر هاروين برانسون قاضياً في محكمة العدل العليا وعضو مجلس الملكة الخاص. درس ريتشارد في مدرسة "Scaitcliffe" ولكنه عانى من عسر القراءة وصعوبة في الدراسة لذلك التحق بمدرسة "Stowe" الداخلية وبقي فيها حتى بلغ 16 من عمره، لم يملك الخلفية الأكاديمية إلا أنه كان قادراً على التواصل مع الآخرين ببراعة، ترك المدرسة لأنه أدرك أنها ليست المكان الذي يريد أن يكون فيه.
الدخول إلى عالم التسجيلات الموسيقية
بدأ مسيرته المهنية المتنوعة في عام 1967 عندما كان يبلغ 16 من عمره في مجال التسجيلات من سرداب كنيسة وروج لأشهر التسجيلات في مجلة "The Student" التي حققت نجاحاً كبيراً وسريعًا وكان يأمل أن تصبح صوتأً للشباب، وقام بعد ذلك بتجارة التسجيلات الموسيقية تحت اسم فيرجن.
بحلول عام 1969، كان برانسون يعيش في بلدية لندن وتحيط به الموسيقى البريطانية، كان لديه آنذاك فكرة لبدء شركة تسجيل طلبات عبر البريد تدعى فيرجن للمساعدة في تمويل مجلته، حققت الشركة أداءً متواضعًا ولكن جيدًا بما يكفي لبرانسون لتوسيع مشروعه التجاري من خلال متجر تسجيلات في شارع أوكسفورد الذي حقق نجاحاً كبيراً مما مكنه من إنشاء استوديو تسجيل في عام 1972 في أوكسفوردشاير بإنجلترا.
فيرجن ريكوردز تتربع على عرش شركات التسجيل
كان مايك أولدفيلد أول من حمل علامة فيرجن ريكوردز بعد تسجيله لأغنية "Tubular Bells" التي حققت نجاحاً كبيراً في قائمة الأغاني البريطانية مما دفع العديد من الفنانين إلى التعاون مع برانسون ومنهم "Rolling Stones and Genesis" و"Sex Pistols" و"Culture Club"، قادت هذه الفرق الموسيقية شركة فيرجن لتكون واحدة من أفضل ست شركات التسجيل في العالم.
الاستثمار في السفر
قام برانسون بتوسيع أعماله بعد النجاح الكبير الذي حققته فيرجن وأسس شركة السفر الخاصة به تحت اسم "the Voyager Group" في عام 1980، تابع توسعه في عام 1984 وأسس شركة الطيران "Virgin Atlantic" وسلسلة متاجر "Virgin Megastores"، إلا أن النجاح خذله وواجه العديد من المشاكل المالية في شركته في عام 1992 ليقوم ببيعها في نهاية المطاف إلى "THORN EMI" مقابل مليار دولار، الأمر الذي جعله يشعر بالإحباط ولكنه كان مصمماً على الاستثمار بالأعمال الموسيقية.
وفي عام 1993، أسس محطة "Virgin Radio" ثم أسس شركة تسجيل ثانية في عام 1996 تحت اسم "V2" التي مازالت تعمل إلى وقتنا الحالي ووقعت عقودا مهمة مع فنانين كبار مثل "Powder Finger" و"Tom Jones"، كما أنها حققت انتشاراً كبيراً ووصلت إلى 35 دولة حول العالم وأصبحت تضم حوالي 70.000 موظف بين مقراتها في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وكندا وآسيا وأوروبا وجنوب أفريقيا.
ازدهار أعماله التجارية
ازدهرت أعمال برانسون التجارية مرة أخرى وتوسعت لتشمل شركة القطار ومحمية الألعاب الفاخرة وشركة للهواتف المحمولة وشركة للسياحة الفضائية المعروفة باسم "Virgin Galactic" التي أعلن عنها في 25 سبتمبر 2004 بمساعدة المؤسس المشارك لمايكروسوف "Paul Allen" و"Burt Rutan"، ولقد ركز برانسون في السنوات الأخيرة كل اهتمامه على مشروع السياحة الفضائية، وتعاون في هذا الإطار مع "Scaled Composites" لتأسيس شركة "The Spaceship Company" التي تتمحور حول تطوير طائرة فضائية وقد حقق المشروع قفزة رائعة من خلال اختبار إطلاق "SpaceShipTwo".
أطلق برانسون بنك فيرجن الصحي في 1 فبراير 2007 والذي يتيح للآباء والأمهات إمكانية تخزين الخلايا الجذعية لأطفالهم من أجل المستقبل، كما يوفر إمكانية الحفاظ وتخزين الحبل السري للأطفال المولودين حديثاً. وأصبح برانسون في عام 2010 الراعي الرسمي لسباق المناطيد التي تحلق في جميع أنحاء أوروبا "Gordon Bennett Gas Balloon Race".
وفي عام 2015، أعلنت شركة برانسون السياحية عن إطلاق رحلاتها "Virgin Voyages" البحرية الجديدة المصممة لاستيعاب 2800 ضيف وطاقم مكون من 1150 شخصًا، في حين أعلنت شركته الأساسية عن تواجدها في لاس فيجاس عام 2018 بعد الاستحواذ على ملكية فندق "Hard Rock".
حصل على جائزة "مواطن العالم" من رابطة مراسلي الأمم المتحدة لمساهماته في القضايا الإنسانية في 7 ديسمبر 2007، كما حاز على جائزة "ISTA" من قبل الرابطة الدولية للنقل الفضائي لمساهماته المتعلقة بأنظمة النقل الفضائي في 14 نوفمبر 2011.