أفضل سيارات 2020: نماذج ترتقي بالتصميم والفخامة والإنجاز رغم التحديات
يرى خبراء أن عام 2020 هو بداية التحول في الصناعة نحو تقنيات جديدة كهربائية وهايبرد، وفي الوقت نفسه ترشيد وسائل الإنتاج القديمة ومعها السيارات ذات البث الكربوني العالي. وتواجه الصناعة في العام الجديد الكثير من التحديات أيضاً، منها تراجع الطلب بوجه عام، وضرورة خفض البث الكربوني، وتبني الدفع الكهربائي، مع بداية فكرة التخلي عن ملكية السيارات.
ورأى بعضهم أن الحصار البيئي الذي عاناه معرض فرانكفورت الأخير وتراجع الإقبال على المعارض بوجه عام، هو بداية تيار جديد في موجات الهجوم على الصناعة في السنوات المقبلة.
ومع ذلك تصمد الصناعة أمام هذه التحديات، وتواصل جهودها لإنتاج ما تعتقد أنه يرضي جمهورها ما بين النماذج الكهربائية والسيارات الرباعية الرياضية التي مازال الطلب عليها عالياً. وسوف تنفق شركات السيارات فيما بينها 400 مليار دولار، خلال السنوات الخمس المقبلة، لتطوير نماذجها الجديدة، وفقا للكثير من شركات الاستشارة في المجال. ويتطلب هذا التحول إعادة هيكلة المصانع، وتنظيم شبكات الموردين الجدد وربما أيضاً إعادة التفكير في نموذج ملكية السيارات السائد حالياً.
الغريب في هذا التحول أن الشركات تنظر إليه، وكأنه مسألة حياة او موت بالنسبة لها، ولكنها لم تسأل المستهلك عما إذا كان مستعداً لدفع ثمن التقنيات الجديدة التي تبتكرها. كما لا تضمن الشركات أن الاستثمار الجديد سيعود عليها بالأرباح.
وتعدّ أسواق الشرق الأوسط، على صغر حجمها، من النقاط المضيئة للصناعة حيث الطلب في ارتفاع، لتلبية حاجات أجيال ناشئة في الوقت الذي يتراجع فيه الطلب الأوروبي والأميركي، ويبقى الطلب الصيني على حاله. كذلك، يزداد الطلب في منطقة الشرق الأوسط على أنواع السيارات الفاخرة كنسبة من الطلب الإجمالي على السيارات، مقارنة بالأسواق الأخرى.
ولا يبدو حتى الآن وجود حملات بيئية قوية في المنطقة، يمكنها أن تؤثر في الصناعة سلباً. كما لا تنتشر خدمات تأجير السيارات المنتشرة في المدن الغربية، مثل "زيب كار" ولا توجد ضغوط على كلفة صف السيارات في المدن المزدحمة، ولا معاناة من وثائق التأمين الباهظة الثمن.
هذه العوامل مجتمعة تشجع الشركات على التوسع في المنطقة، وتقديم أفخر نماذجها وأحدثها. وهذه السيارات الخمس تمثل نماذج لما سوف تشهده الأسواق في الشهور المقبلة من عام 2020 من كل القطاعات، وهي تشهد على أن الصناعة تظل مزدهرة، رغم التحديات وتستمر في تقديم الأفضل للمستهلك عاماً بعد عام.
بورشه تايكان Porsche Taycan
تقع بورشه تايكان، وهي من النوع الصالون الرياضي، في قمة القطاع الكهربائي لسيارة تنتج من خط إنتاج تجاري، فهي الأسرع انطلاقاً والأعلى في النوعية والتجهيز والأكثر انسيابية حتى من تيسلا "موديل 3". ولكنها تأتي باهظة الثمن وتحتاج إلى المزيد من المساحة الداخلية، خصوصاً في المقاعد الخلفية. وهي سيارة عملية يمكن استخدامها يومياً.
ورغم أن بورشه حاولت، ونجحت إلى حد ما، في دفع التقنية الكهربائية إلى الأمام، فإن تايكان تأتي ببعض حدود القدرة التي تعمّ على كل السيارات الكهربائية الأخرى. فالمدى يصل إلى 280 ميلاً، بشرط القيادة الملتزمة بسرعات قانونية، وسرعة الشحن في نصف ساعة إلى 80 في المئة من طاقة البطاريات، تعتمد على وجود نقاط شحن سريعة، وهي مازالت نقاطاً نادرة ولا يتخطى عددها في كل أوروبا 140 نقطة. كما أنها سيارة ثقيلة الوزن ويفوق وزنها الطنين.
وتأمل بورشه بأن تكون النقلة التقنية التالية، استخدام البطاريات الصلبة، في غضون خمس إلى سبع سنوات، لرفع القدرة والمدى وخفض الوزن.
ولكن تايكان تقع على قمة التقنية الكهربائية حالياً، وكان هدف مدير إنتاجها ستيفن ويكباش، أن تقترب السيارة من إنجاز بورشه 911 بسيارة جديدة تماماً، وليس مطورة من سيارة بترولية. وهي تحمل رقماً قياسياً على مضمار نوربرغرنغ الألماني، قدره سبع دقائق و42 ثانية، وتشمل مواصفات فئة توربو إس قدرة إجمالية تصل إلى 616 حصاناً، وانطلاق إلى مئة كيلومتر في الساعة في 3.2 ثانية، مع سرعة قصوى تفوق 155 ميلاً في الساعة، ومدى يصل إلى 280 ميلاً. الثمن لا يقل عن 150 ألف دولار. ويمكن طلب تايكان الآن، للتسليم في 2020.
أودي "كيو 4 - إي ترون" Audi Q4 –e-Tron
ضمن قطاع "إي ترون" تطرح شركة أودي طراز "كيو 4" الكهربائي، تحت اسم "كيو 4 إي ترون" على نهاية عام 2020. وهي تنطلق بأربعة محركات كهربائية توفر فيما بينها قدرة إجمالية تصل إلى 300 حصان. وتشير الشركة إلى سرعة قصوى محددة إلكترونياً بنحو 112 ميلاً في الساعة، مع انطلاق إلى مئة كيلومتر في الساعة في غضون 6.3 ثانية.
ويصل مدى السيارة إلى 280 ميلاً. وهي مازالت حتى الآن سيارة تجريبية، ولكنها سوف تدخل دورة الإنتاج خلال عام 2020. وهي تجمع بين مزايا الدفع الكهربائي والشكل الرباعي الرياضي الذي يتمتع بأعلي طلب في الأسواق. ويتم شحن نسبة 80 في المئة من طاقة البطاريات في غضون 30 دقيقة من نقاط شحن عالية الطاقة. ويصل وزن البطاريات وحدها في هذه السيارة إلى 500 كيلوغرام.
وتتسع "كيو 4" الكهربائية لأربعة ركاب، وتتميز بلوحة قيادة رقمية، على شاشة كبيرة تعمل باللمس. وتشير التوقعات إلى سعر متوسط يبلغ نحو 50 ألف دولار. ولكن السعر الفعلي يعتمد على تطور أسعار البطاريات التي تنخفض دوماً، ومدى الإقبال على السيارات الكهربائية في بداية دخولها الفعلي إلى الأسواق.
وسوف تكون "كيو 4" الكهربائية واحدة من 25 سيارة كهربائية وعدت أودي بإنتاجها بحلول عام 2025.
بي إم دبليو "إكس 7" BMW X7
ارتقت بي إم دبليو بالقطاع الرباعي الرياضي التي كانت سباقة فيه بإنتاج "إكس 5" قبل عقدين من الزمن، بقرار إنتاج فئة عليا في القطاع أطلقت عليها اسم "إكس 7". وهي تستوعب سبعة ركاب بأمتعتهم على ثلاثة صفوف من المقاعد، وتحمل أعلى درجات الفخامة وتقنية التجهيزات الداخلية والأمان من الشركة.
تتوجه الشركة بهذا الطراز الفاخر الذي يقترب سعره من 100 ألف دولار، إلى أسواق معينة في الشرق الأوسط والصين والولايات المتحدة. وهي تتوازى في الفخامة مع أعلى فئات السيدان من الشركة وهي الفئة السابعة. من التقنيات المتاحة في السيارة الكاميرات المحيطة وإضاءة بالليزر، وإمكانية التحكم في نسبة ارتفاع السيارة عن سطح الأرض، بفضل نظام التعليق بضغط الهواء. ويبدأ التشغيل بزر في لوحة القيادة.
وهناك عدة خيارات للمحركات لهذا الطراز، منها محرك بنزين بست أسطوانات، وشاحن توربيني مرتبط بناقل حركة أتوماتيكي بثماني سرعات، مع إمكانية تغيير السرعات تتابعياً بنظام "ستبترونيك". ينطلق هذا المحرك بالسيارة إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة في غضون 6.1 ثانية، ويصل إلى سرعة قصوى تبلغ 152 ميلاً في الساعة، وهي تقطع بغالون الوقود الواحد مسافة 24.5 ميل. ويدفع الناقل الأتوماتيكي كل العجلات بنظام "إكس درايف" وتعتمد السيارة على نظام تعليق بضغط الهواء.
ويوفر هذا المحرك قدرة 340 حصاناً، مع عزم دوران يصل إلى 450 نيوتن متر. وهي مزودة بزجاج عازل للصوت والأشعة فوق البنفسجية، ونقاط شحن الأجهزة الجوالة للمقاعد الخلفية. وتصاحب السيارة نقطة "واي فاي"، لوصل أدوات السيارة والهواتف الجوالة بالإنترنت. وتشمل أنظمة السيارة الراديو الرقمي، وشاشة بحجم 12.3 بوصة، يمكن التعامل معها باللمس، أو بإشارة اليد. ويمكن تخزين معلومات على "هارد ديسك" بحجم ذاكرة يبلغ 20 غيغابايت.
كاديلاك "إكس تي 6" Cadillac XT6
وهي أحدث طراز رباعي رياضي من كاديلاك، والأكبر حجماً، ضمن سلسلة "إكس تي". ويتسع لسبعة ركاب على ثلاثة صفوف من المقاعد. ودخلت السيارة إلى الأسواق بالفعل، في منتصف العام الجاري كطراز عام 2020. وهي، بمقياس كاديلاك، تنتمي إلى القطاع المتوسط، حيث تحتل إيسكاليد قمة القطاع الكبير بين منظومة سيارات الشركة.
وتعدّ السيارة ثالث رباعية رياضية ضمن سلسلة "إكس تي"، حيث سبقتها سيارات أصغر حجماً، تحمل رقمي 4 و5. وهي تصنع في مصانع أميركية وصينية، وتدخل السوق الروسية خلال عام 2020.
وتعتمد "إكس تي 6" على محرك سعته 3.6 لتر بست أسطوانات، يوفر قدرة 310 أحصنة، يرتبط بناقل حركة أتوماتيكي بتسع سرعات. ويمكن للمشتري أن يختار من بين الدفع على كل العجلات، أو الدفع الأمامي. وفي الصين تستخدم السيارة محركاً بدفع توربيني، سعة لترين، يوفر قدرة 237 حصاناً.
الانطباع العام عن السيارة جيد (في غياب تجربتها فعلياً)، ولكن تجهيزها الداخلي تعرض لانتقاد من وسائل الإعلام الدولية، مقارنة بطراز لنكولن أفياتور، من مجموعة فورد الذي يصل إلى الأسواق في التوقيت نفسه. ولم تقدم الشركة فئة هايبرد للأسواق، على مشارف عام 2020، رغم وجود فئات هايبرد من معظم الشركات المنافسة في القطاع. كما لا يتوافر خيار محرك توربو في الأسواق خارج الصين. كذلك عاد الانتقاد القديم في أن كاديلاك تستخدم العديد من المكونات التى توجد في سيارات أخرى، مثل شيفروليه التي تنتمي إلى القطاع الشعبي.
ولكنها على الأقل تتفوق بالاسم والحجم والتصميم الداخلي، وتقدم للمشتري في 2020، خيار قيادة كاديلاك بسعر 54 ألف دولار، وهو يقل عن المنافسة ويتفوق عليها بالقيمة.
كورفيت الجديدة New Corvette
الجيل الجديد الثامن من أشهر سيارة رياضية أميركية، شيفروليه كورفيت، يأتي باختلاف جذري هذه المرة، وهو أن موقع محرك السيارة تغير من الأمام إلى الوسط. وهي تماثل في ذلك أفضل الطرز من سيارات فيراري ولامبورغيني ومكلارين وبورشه، ولكنها تتميز بأنها تأتي بثمن أقل من المنافسة لا يزيد على 60 ألف دولار في فئة المدخل. وكشفت الشركة عن الفئتين الكوبيه الرياضية والمكشوفة الكابيورليه، بسقف صلب يمكن تحريكه كهربائيا لموديل عام 2019، الذي يدخل الأسواق فعلياً في عام 2020.
وهي سيارة تتفوق بالإنجاز، مع الراحة على الطريق، والقوة على المضمار، مع تحسن في التجهيز الداخلي. ويعترض البعض على نوعية القيادة الأقل دقة، بالمقارنة مع الجيل السابق وعلى صوت المحرك أيضاً، ولكن الجميع يتفقون على أنها أفضل كورفيت أنتجت حتى الآن.
وتنطلق السيارة بمحرك قوى سعته 6.2 لتر بثماني أسطوانات، يوفر 490 حصاناً من القدرة ويرتبط بناقل حركة مزدوج. وتصل سرعة كورفيت القصوى إلى 194 ميلاً في الساعة. ويختار السائق من بين 12 وضعية قيادة للطرق المختلفة.
وتطلق الشركة اسم "مركز القيادة" على موقع السائق، حيث يجد في متناول يديه العديد من التقنيات، مثل الاتصال المباشر بالإنترنت والتوافق مع تقنيات التواصل، مثل "أبل كار بلاي" و"أندرويد أوتو". وتعرض السيارة المعلومات على زجاج النافذة الأمامية، كما تسجل أرقام الإنجازات التي تحققها السيارة على المضمار.
وتشمل التجهيزات الداخلية للسائق شاشة بقطر 12 بوصة، ونظام ملاحة ثلاثي الأبعاد، ونظام "بوز" السمعي بـ14 سماعة، وتقنية بلوتوث للتواصل اللاسلكي والاتصال الدائم بالإنترنت بمستوى "4 جي".