سيارة Jaguar C-X75 تعود بعد انتظار طويل لتخاطب الوجدان
مع بداية العقد الماضي، كانت المنافسة محتدمة بين كل من Porsche وMcLaren وFerrari على استخدام التقنيات الهجينة في سيارات رياضية خارقة، بهدف تعزيز القوة لا الحد من استهلاك الوقود. وقد أسفرت هذه المنافسة عن ولادة ما يُعرف بثلاثي العظمة، هذا الثلاثي الذي كان يتألف من Porsche 918 Spyder وMclaren P1 وFerrari Laferrari، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بفضل ما أضافه على ساحة السيارات الرياضية الحصرية.
ولكن في حقيقة الأمر، هذا الثلاثي كان من المفترض أن يكون رباعيًّا، إذ إنّ Jaguar كانت تعد العدة للدخول في المنافسة، مع تطوير طراز C-X75 وتجهيزه بتقنية هجينة أكثر تطرفًا، وربما تطورًا من تقنيات ثلاثي العظمة الذي تحدثنا عنه، ولكن رياح الاقتصاد جرت بما لا تشتهي سفن تقنيات "جاجوار"، أو أنّ هذا ما اعتقده خبراء الصانع البريطاني، فبسبب خوف إدارة علامة الفهد الواثب من صعوبة بيع سيارة رياضية خارقة باهظة الثمن نتيجةً لتطورها التقني، تقرر وقف المشروع وتحويله إلى مجرد أداة للدعاية، ظهرت لاحقًا في فيلم للعميل السري "جيمس بوند"، حيث لفتت الأنظار فيه بشكلٍ كبير رغم أنها كانت هناك بيد الأشرار.
عدم إنتاج C-X75 لم يرق طبعًا لمصممها الشهير "أيان كولوم"، لذا وعندما استقال من منصبه لدى Jaguar، وأسس شركته الخاصة التي تعنى بتعديل السيارة، أو إعادة إحيائها، قرر العمل على إحدى نسخ C-X75 وتحويلها من أداة للدعاية إلى سيارة مرخصة للسير على الطرق.
استغرق العمل على السيارة ساعات طويلة من قبل فنيي شركة Callum Designs، إذ تضمنت الترقيات تجهيز السيارة بنظام انسيابي نشط، يبدأ بالعمل عند بلوغ سرعة 60 كيلومترًا في الساعة، ورافعة هيدروليكية على المحور الأمامي، تسمح برفع الأخير عند الحاجة إلى تجاوز الحفر والمطبات، دون المخاطرة بإلحاق الضرر بجسم السيارة الثمين، مع مكابح هوائية تساعد المكابح الميكانيكية على لجم السيارة من سرعاتٍ عالية.
ولتعزيز تجربة القيادة اليومية، لسيارة تلعب دور وسيلة النقل الفاخرة إلى جانب دورها الأساسي كسيارة عالية الأداء، جرى تجهيز C-X75 بنظام تعليق يحسن الانقيادية. هذا دون أن نغفل طبعًا تجهيزها بلوحة ترخيص تسمح لها بأن تتنقل وسط شوارع العالم الفاخرة، أو الركن على مداخل أفخم فنادق مونتي كارلو.
على الصعيد الميكانيكي، وفيما كان الطراز الاختباري التجريبي الأصلي مجهزًا بتقنية هجينة، قوامها محرك رباعي الأسطوانات سعة 1.6 لتر مع شاحن توربيني، وشاحن فائق ومحركات كهربائية مزدوجة في كل محور، تستخدم C-X75 التي نالت عناية Callum Designs والتي نتحدث عنها هنا، محرك فائق الشحن يتألف من ثماني أسطوانات سعة 5.0 لتر، يوجه قوته إلى المحور الخلفي من خلال علبة تروس أوتوماتيكية مزدوجة القابض بسبع نسب.
اقرأ أيضًا:Jaguar F-Type.. سيارة الجمال الراقي
من الداخل، تبدو المقصورة أكثر تحضرًا بكثير من تلك التي ظهرت في السيارة الأصلية، إذ تذكرنا الشاشات الثلاث المستديرة على الكونسول المركزي بطراز Bugatti Tourbillon، علمًا أنّ Callum Designs قامت بتثبيت مقود جديد مصنوع من كتلة صلبة من الألومنيوم، وجهزت المقصورة بمنصة لشحن الهواتف المحمولة، تطبيق Apple CarPlay، ومرآة رؤية خلفية رقمية.
ولعل هذا النوع من السيارات هو ما تحتاج إليه "جاجوار" للمضي قدمًا، فرغم أنّ الشركة قررت وقف إنتاج محركات الاحتراق الداخلي كي تتحول بدءًا من العام المقبل إلى صانع سيارات كهربائية حصرًا، فإننا نأمل أن تركز على السيارات الجذابة التي يشتريها العملاء بقلبهم لا عقلهم، فإذا كان لهذه العلامة التجارية اليوم مكانة في وجدان عشاق السيارات فهي مكانة مكتسبة، بفضل سيارات خاطبت وجدان عشاق السيارات لا حساباتهم الاقتصادية.
وفي الختام، لا بد من التذكير أنّ C-X75 ليست السيارة الحصرية الوحيدة التي تم تجديدها بواسطة فريق Callum Designs، إذ بعد فترة وجيزة من تقاعد المصمم الشهير، أعاد تجديد طراز Vanqwish الأصلي بإصدار خاص من 25 سيارة تضم أكثر من 350 تغييرًا.