الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح: قارئ ومستمع جيد وصبور يعتزّ بحمل "الأمانة"
إدارة وأعمال 14 يناير 2020
● أعتزّ بمباركة سمو ولي العهد الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح الكریمة وتمنیاته الطیبة.
● أسأل المولى القدیر الإعانة على تحمل أعباء هذه الأمانة الكبیرة، لتحقیق آمال وطموحات أبناء الوطن الكرام من تقدم ورخاء.
● كبيرنا وصغيرنا في قلبه وذهنه وعينه المملكة العربية السعودية، ودورها منذ اليوم الأول حتى التحرير.
● على مجلس الأمن التحرك وتحمل مسؤولياته تجاه ما يهدد أمن السعودية حفاظاً على السلم والأمن الدوليين.
● الحل في اليمن سلمي يرتكز على المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن.
● نحن بحاجة لمواجَهة ظاهرة الإرهاب بأشكالها كافة، والقضاء على هذه الآفة التي أصبح خطرها يُهدِّد الجميع.
● نلاحظ بقلق التقارير التي تشير إلى استمرار إيران في دعم الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية.
● نشدد على وحدة الأراضي السورية، ورفض أي اعتداءات عليها، والحفاظ على سلامتها وسيادتها.
● إذا كان العراق حُرّاً طليقاً مستقلاً آمناً فهذا يعني أمناً، واستقراراً لنا.
● الموقف الأمريكي في حرب تحرير الكويت عام 1991 "سيظل محفوراً وراسخاً في أفئدة الكويتيين وعقولهم".
وصفه أمير بلاده بـ"صاحب الثوب النظيف"، وبكلمتين كثّف المطلوب منه للمرحلة القادمه"محاربة الفساد"، فرد معرباً عن اعتزازه بتعيينه رئيساً للوزراء وتكليفه تشكيلَ حكومة جديدة، عادّاً أنها أمانة كبيرة، من أجل تحقیق آمال أبناء وطنه وطموحاتهم بالتقدم والرخاء.
لم يقع الاختيار عليه لحمل "الأمانة" مصادفة، فقد تدرج في عدد من المناصب الدبلوماسية والحكومية، منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، حيث بدأ بوظيفة محلق دبلوماسي، حتى وصل إلى مناصب وزارية عدة في حكومات مختلفة، ونجح في قيادة سياسات بلاده الخارجية، طيلة ثماني سنوات في مرحلة شهدت تغيرات وتحديات هائلة.
إنه رئيس الوزراء الحكومة السادسة والثلاثين للكويت، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، حفيد مبارك الصباح، مؤسس دولة الكويت، متزوج من عايدة سالم العلي الصباح، ولديه ولد وبنت، يحب القراءة، ويتصف بالصبر والنزاهة. اختارته مجلة "الرجل"، ليتصدر غلاف عددها الجديد، وتتوقف عند أبرز ملامح حياته العامة والخاصة.
النشأة والطفولة
وُلد صباح الخالد، في العاصمة الكويت يوم 15 مارس 1953، ينتمي إلى الأسرة الحاكمة؛ والده خالد الحمد الصباح، وجده حمد المبارك الصباح، أحد أبناء حاكم الكويت السابع، الشيخ مبارك الصباح، المؤسس الفعلي لدولة الكويت والملقب بـ "أسد الجزيرة".
أما والدته، فهي الشيخة موزة بنت الأحمد الصباح، ابنة أحمد بن جابر العلي الصباح، الحاكم العاشر لدولة الكويت من 1921 حتى 1950.
ولدى صباح الخالد شقيقان محمد، الذي شغل سابقاً منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وأحمد، الذي تولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع سابقاً.
عاش طفولته في الكويت، وأتم دراسته الابتدائية والإعدادية، حتى تخرج في الثانوية العامة من مدارس الكويت.
المؤهلات العلمية
لم يكن اختياره للتخصص الجامعي، بعيداً من عمله اللاحق، فقد حاز بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة الكويت عام 1977. وفي السنة التالية التحق بالعمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية، ما يشير إلى أنه كان يدرك سلفاً، أن الدبلوماسية والسياسة، هما الميدان المفضل في رؤيته لدوره ومستقبله في خدمة بلاده، دون أن يدرك بالضبط إلى أي مرتبة سيصل في هذا الشأن.
سيرة سياسية حافلة
حين أنهى دراسته الجامعية، لم يتأخر الشيخ صباح عن البدء في الحياة العملية، حيث انضم إلى وزارة الشؤون الخارجية، عام 1978، بدرجة ملحق دبلوماسي، وكان في الخامسة والعشرين. وتدرج في عمله الوظيفي، فعمل في الإدارة السياسية في قسم الشؤون العربية، وتلقى تدريبه على يد أمهر رجالات السياسة الكويتية، في تلك المرحلة، حيث كان الشيخ صباح الأحمد، وزيراً للخارجية.
وبعد ذلك اختير عام 1983، ليصبح عضو البعثة الدائمة للكويت في الأمم المتحدة في نيويورك لست سنوات(1983-1989) ما أكسبه خبرة كبيرة في العمل السياسي والدبلوماسي.
في عام 1995 عُيّن سفيراً لبلاده الكويت لدى المملكة العربية السعودية، ومكث في المنصب ثلاث سنوات انتهت عام 1998، وتعرف من كثب إلى الشقيقة الكبرى السعودية ومجالات العمل المشتركة، وفي تلك الفترة كان مبعوث الكويت لدى منظمة المؤتمر الإسلامي أيضاً. وبقي في منصبه هذا لغاية 2006، شارك خلالها في اجتماعات المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون، وحصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 1998.
ثم عاد إلى البلاد وعُيّن رئيساً للأمن الوطني بدرجة وزير، ومن ثم تقلد أول حقيبة وزارية في يوليو 2006، وغدا وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل.
وفي 28 أكتوبر 2007، عُيّن وزيراً للإعلام، وأعيد اختياره للمنصب نفسه مرتين. وفي 6 أبريل 2009، عُيّن، مع عمله - وزيراً للعدل، ووزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية، بعد استقالة وزيرها لرغبته في الترشح لانتخابات مجلس الأمة، وظل على رأس الوزارات الثلاث، حتى 29 مايو 2009، حيث شُكلت حكومة جديدة لم يكن فيها.
عاد إلى الحكومة مجدداً عام 2011، وتسلم وزارة الخارجية، التي كان بدأ مشواره في العمل الحكومي، عبرها ملحقاً دبلوماسياً، قبل 33 عاماً، وتبعها تعيينه في فبراير 2012، نائباً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيراً للخارجية، ووزير دولة لشؤون مجلس الوزراء. وأعيد تعيينه في الموقعين نفسيهما في ديسمبر 2012.
أما أعلى منصب وصل إليه، قبل توليه رئاسة الوزراء، فكان في يناير عام 2014، حيث صدر مرسوم أميري، بتعيينه نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية. وفي ديسمبر 2016 أعيد تكليفه الحقيبة نفسها، وكذلك في السنوات اللاحقة؛ إلى أن عُيّن في 19 أكتوبر الماضي، 2019 رئيساً للوزراء وكلّف تشكيل الوزارة.
وفضلاً عن عمله وزيراً منذ 2011، شغل صباح الخالد، عضوية المجلس الأعلى للبترول، ومجلس الأمن الوطني، والمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، والمجلس الأعلى للهيئة العامة للبيئة، ورئيساً لمجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
مديح أمير البلاد
الحكومة الجديدة التي كلّف أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الشيخ صباح تشكيلها في 19 أكتوبر 2019، هي الحكومة السادسة والثلاثون في تاريخ البلاد. وهي أول وزارة سيشكلها صباح الخالد، خلال مسيرته السياسية، وبذلك يكون ثامن شخصية تتولى هذا المنصب الرفيع منذ عام 1962.
وحين أدى صباح الخالد، اليمين أمام أمير دولة الكويت، بعد ساعات من صدور التعيين، خاطبه الشيخ صباح الأحمد، ببضع كلمات تكثف المهمة المنتظرة منه رئيساً للحكومة، وتتضمن مديحاً صريحاً لنزاهته، وتعطي التفسير لسبب اختياره لهذا المنصب في هذا التوقيت، حيث قال أمير البلاد « بارك الله فيك يا بو خالد، حمّلناك المسؤولية. ثوبك نظيف، فحارب الفساد والمفسدين».
كلام الأمير، لم يأت مُرسلاً ولا مديحاً مجانياً، فالرجل قضى في خدمة بلاده واحداً وأربعين عاماً، ويشهد المقربون منه بعصاميته وإخلاصه في عمله. وقد حدد الأمير صباح الأحمد المأمول منه في المستقبل القريب "محاربة الفساد والمفسدين"، في وقت تشهد البلاد أزمة تراشق الاتهامات، ويجري الحديث عن ملفات فساد تطال مسؤولين كباراً.
ثقة وليّ العهد
وفي المضمون نفسه، عبر ولي العهد الكويتي الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح، عن المكانة المميزة التي يحظى بها صباح الخالد، لدى أمير البلاد، والثقة الكبیرة لقاء مسیرته العملیة التي وصفها بـ"الحافلة بالإنجازات والعطاءات في خدمة بلده الكويت"، متمنياً أن تكلل جهوده بالنجاح في سبیل النهوض بأعباء الأمانة الكبیرة التي أسندت إليه، لتحقیق المزید من التقدم والنماء والرخاء، للكويت الحبیبة وأهلها الأوفیاء، وفقاً لنص رسالة التهنئة التي أرسلها له بمناسبة اختياره رئيساً للوزراء وتكليفه تشكيل الحكومة.
وقد بعث صباح الخالد رسالة شكر، أعرب فيها عن خالص الاعتزاز بمباركة سموه الكریمة، وتمنیاته الطیبة، سائلاً المولى القدیر أن یعینه على تحمل أعباء هذه الأمانة الكبیرة، لتحقیق آمال وطموحات أبناء الوطن الكرام من تقدم ورخاء.
شهادات زملاء العمل
المستشار في الديوان الأميري محمد أبو الحسن، الذي عاصر بدايات عمل صباح الخالد في وزارة الخارجية، أوضح في لقاء تلفزيوني أنه "حين ترشيح صباح الخالد ليكون ضمن وفد الكويت الدائم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كان سيكرتيراً ثانياً، أي مبتدئاً في العمل السياسي. وكان أول من يعمل في هذا الموقع من الأسرة الحاكمة، وأهم صفاته أنه كان متواضعاً وحريصاً على اكتساب الخبرة والتعلم ممن سبقوه، في العمل الدولي المشترك، والرغبة في التعرف إلى مشكلات العالم".
ويتابع أبو الحسن "حين غادر هذا المنصب في 1988، كان قد اكتسب خبرة كبيرة في الشأن الدولي، والقدرة على التعبير عن سياسات الكويت، وبناء سمعتها وصورتها بالشكل الراقي".
وفي الجانب الشخصي وصفه بأنه "مقلّ في الكلام، ولكن حين يتحدث فإن حديثه يتصف بالدقة والتركيز الشديدين". ونوّه بحبه للأطفال وعلاقته الجيدة بهم، وتعلق أولاده به. وأشار إلى حرصه على تأدية المجاملات الاجتماعية، وخصوصاً في الأعياد والمناسبات، وكأنه جزء من العائلة...".
ويتابع، أن صباح الخالد، حين تسلم وزارة الخارجية عام 2011، قاد باقتدار عدداً من المؤتمرات في الكويت، وظهرت خبرته التي اكتسبها بعمله في بعثة الكويت للأمم المتحدة، ومن شغله منصب سفير الكويت في السعودية ايضاً، وإجادته للعربية والإنكليزية، ما جعله يثق بنفسه. فضلاً عن صفاته الأخرى كونه مستمعاً جيداً وصبوراً وقارئاً".
حصل صباح الخالد، خلال مسيرة عمله، على كثير من الأوسمة، أهمها وسام الملك عبد العزيز عام 1988، ووسام القديسين مايكل وجورج في 27 نوفمبر 2012. وفي 2012، حصل على وسام النيلين من الطبقة الأولى من جمهورية السودان.
حصاد 8 سنوات في الخارجية
حتى الأمس القريب، كان صباح الخالد، يقود سياسات بلاده الخارجية، وتمكن خلال ثماني سنوات، من من تجاوز الأزمات والتحديات التي واجهت معظم الدول العربية، داعياً من منبر دول عدم الانحياز، إلى خلق نظام عالمي أكثر توازناً وأقدر تفاعلاً مع المتغيرات الدولية.
قاد ما يعرف بـ "الحوار الاستراتيجي" بين الكويت والولايات المتحدة، منوهاً بالعلاقات التاريخية والمميزة التي تربط بلاده بدولة عظمى، وقفت بصلابة وحزم، للمحافظة على أمن الكويت واستقرارها، إبّان حرب تحرير الكويت عام 1991، حيث يقول إن ذلك الموقف "سيظل محفوراً وراسخاً في أفئدة الكويتيين وعقولهم".
ولفت الخالد، في سياق اجتماعات الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي، الذي عقد في مارس /اذار من العام الجاري 2019، بمشاركة 23 جهة حكومية، وحضور 70 من كبار المسؤولين والمختصين في كلا البلدين، إلى أن الكويت تقدر جهود الولايات المتحدة التي تبذلها لحل الأزمة الخليجية، ودعمها الكامل لجهود الوساطة التي يقودها صاحب السمو أمير البلاد.
وفي رؤيته لحل الأزمة اليمنية يشدّد صباح الخالد، على التوافق مع الولايات المتحدة، على أهمية وضرورة الحل السلمي، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرار 2216.
ورداً على سؤال عن مدى رغبة الولايات المتحدة، فى دعم مجلس التعاون الخليجي، لخطة السلام، قال الوزير الخالد "إن خطة السلام طال انتظارها، ونحن نثق بالأصدقاء في الولايات المتحدة، بأن لديهم أفكاراً لمواصلة عملية السلام، وخطة تأخذ في الحسبان، الوضع في المنطقة والأطراف المعنية في هذه القضية".
لا حلّ عسكرياً في سورية
موقف آخر لصباح الخالد، بخصوص الاقتتال في سورية، إذ يرى أن "لا حلّ عسكرياً للأزمة السورية المتفاقمة، وأن الحل السلمي هو الخيار الوحيد، ودون ذلك استمرار للمعاناة والاقتتال. مجدداً كامل الدعم لجهود الأمم المتحدة الرامية للتوصل إلى حل سياسي، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، ومرحباً بالاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية، مشدداً على وحدة الأراضي السورية، ورفض أي اعتداءات عليها، والحفاظ على سلامتها وسيادتها.
سياسات إسرائيل تهدد السلم
يرى صباح الخالد الصباح، أن عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، بات يهدد السلم والأمن في المنطقة، أكثر من أي وقت مضى. وأن السياسات والتدابير والإجراءات الأحادية التي تتخذها إسرائيل - القوة القائمة بالاحتلال - وتهدف إلى تغيير الحقائق على الأراضي المحتلة، هي انتهاكات غير قانونية وغير شرعية للقرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة.
وأكد في تصريح سابق، أن أي حل لا يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وطموحاته، لن يكتب له النجاح.
الإرهاب آفة تهدد الجميع
قاد صباح الخالد الصباح، من موقعه السابق على رأس وزارة الخارجية، جهوداً دبلوماسية حثيثة، أثمرت توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم مع الشقيقة العراق.
وينطلق في رؤيته، من ضرورة مساعَدة العراق على تخطـِّي الآثار الناجمة عن الأعمال الإرهابيَّة الإجراميَّة، وتداعياتها التي أدَّت إلى نـُزُوح أبناء الشعب العراقيِّ في كثير من المناطق.
وقال قبل سنوات من العاصمة بغداد: نحن اليوم بحاجة إلى تكثيف جُهُودنا المُشترَكة من أجل مُواجَهة ظاهرة الإرهاب بأشكالها كافة، والقضاء على هذه الآفة التي أصبح خطرها يُهدِّد الجميع.
موضحا أنه "إذا كان العراق حُرّاً طليقاً مستقلاً آمناً، فهذا يعني أمناً، واستقراراً لنا؛ ومن ثم كلُّ ما نستطيع تقديمه لأشقائنا في العراق، سنكون أوَّل المُتقدِّمين لفعل ذلك، وهذا ما سوف نبحثه مع إخواننا في العراق - إن شاء الله - في القادم من الأيام".
دور الوسيط
أدّى صباح الخالد، اثناء توليه وزارة الخارجية دوراً محورياً في مسعى الكويت لاحتواء "الأزمة الخليجية" مع قطر، وقام بجولات على دول الخليج ومصر، مبعوثاً من الأمير صباح الأحمد، في محاولة لرأب الصدع الخليجي مع الدوحة؛ غير أن جهود الوساطة تلك لم تكلل بالنجاح حتى اللحظة، لكنها بالمقابل شكت بارقة أمل حقيقية، من بين مساعي قوى دولية دولية متعددة. وما زالت تتصدر حتى اليوم الآمال، لإقناع قادة الدول العربية الخمس بإجراء حوار مباشر، للتوصل إلى حلول مرضية.
مؤكداً حتمية حل الخلاف الخليجي، بالحوار، في إطار البيت الخليجي. مُضيفاً أن الكويت لن تتخلى عن مساعي رأب الصدع، وإيجاد حل جذري للخلاف بين الأشقاء.
السعودية في القلب والعين
يحرص الشيخ صباح الخالد، على علاقة مميزة مع المملكة العربية السعودية، خاصة أنه سبق ان كان سفيراً لبلاده في الرياض لمدة ثلاث سنوات. وأكد في أكثر من مناسبة "عمق العلاقات التي تربط الكويت والسعودية ومتانتها، وتميزها بروابط أخوية تاريخية".
وسبق للشيخ صباح الخالد، أن وصف العلاقات بين الكويت وسعودية بـ"المتميزة على جميع الصُّعُدة. وهي تحظى برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويدعمها الشعبيان الشقيقان".
وأضاف في ذكرى تحرير الكويت "كبيرنا وصغيرنا في قلبه وذهنه وعينه المملكة العربية السعودية، ودورها منذ اليوم الأول، حتى التحرير. وما قدمته دلالة على عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين».
ندين من يهديد أمنها
وبخصوص الهجمات التي تعرضت لها المملكة، فقد كان لصباح الخالد، موقف واضح لا لبس فيه، وأدلى به من على منصة مجلس الأمن في جلسة رفيعة، برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقدت في أيلول / سبتمبر من عام 2018، حيث قال "تتعرض المملكة العربية السعودية إلى هجمات غير مسبوقة، بالصواريخ الباليستية، تشنّها ميليشيات الحوثي، باتجاه أراضيها لتستهدف الأماكن المدنية والدينية. إن دولة الكويت تجدد إدانتها واستنكارها الشديدين لتلك الهجمات الصاروخية، التي استهدفت السعودية، بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام. ونؤكد ضرورة تحرك مجلس الأمن، وتحمّل مسؤولياته تجاه ما يهدد أمن المملكة، حفاظاً على السلم والأمن الدوليين".
وتابع "فيما تواصل إيران تطبيق بنود قرارا مجلس الأمن 2231، وتؤكد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، امتثال إيران لالتزاماتها النووية، فإننا نلاحظ بقلق، التقارير الأممية المستقلة التي تشير إلى استمرار إيران في دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية، وخاصة تدخلها في الشأن اليمني".
استحقاقات تنتظر
اليوم غادر صباح الخالد الخارجية إلى موقعه الجديد، وأصبح على عاتقه، مع طاقمه الوزاري المرتقب، رسم سياسات الدولة بمجمل مسؤولياتها. حيث ينتظر منه معالجة عدد من الاستحقاقات الداخلية، في بيئة تتصف بالشفافية، فعادة ما يواجه رؤوساء الحكومة في الكويت استجوابات مجلس الأمة، حيث واجه سلفه جابر المبارك سبعة استجوابات خلال الحكومات التي شكلها.
وبحسب الصحافة الكويتية، نجمل أبرز خمسة استحقاقات تنتظر صباح الخالد، في الفترة القادمة وهي:
1. تشكيل حكومة "متجانسة" يوافق عليها أعضاء البرلمان، قادرة على المضي في متابعة سير قضية صندوق الجيش، وفق ما أعلنه سابقاً رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، خاصة أن استقالة الحكومة السابقة، جاءت على خلفية تراشق الاتهامات بالفساد على مستويات عالية بين وزراء.
2. متابعة السياسة الاقتصادية، بإقرار بعض القوانين المهمة، وأبرزها زيادة سقف إصدار السندات المحلية إلى 20 مليار دينار، بدلاً من 10 مليارات، وزيادة مدتها إلى 30 عاماً، وإصدار صكوك كجزء من أدوات الدين، بكل ما يترتب على تلك السياسة من تداعيات.
3. تطبيق ضريبة القيمة المضافة، والاتفاقية الموحدة للضريبة الانتقائية لدول مجلس التعاون، بحلول 2021، في محاولة لتنويع الإيرادات. وستأتي تلك الضريبة متأخرة عن باقي دول المنطقة التى فرضتها في وقت سابق.
4. تنويع مصادر الدخل، واستقطاب استثمارات جديدة، تطبيقاً للاستراتيجية الكفيلة بإيجاد حلول لضرورة تنويع الاقتصاد، وعدم الاعتماد على البترول فقط، في قائمة أولويات حكومة صباح الخالد.
5. معالجة عجز في الموازنة العامة لـ2020/2019 البالغ نحو 5.27 مليار دينار، بحسب وزارة المالية، وتحقيق إيرادات بقيمة 15.81 مليار دينار، مقابل مصروفات بـ22.50 مليار دينار.
الدبلوماسية أخلاق
خلافاً للقول الرائج إن السياسة خداع ومكر، يؤمن صباح الخالد الصباح، بأن السياسي يجب أن يرتكز في عمله على قيم وأخلاقيات في المقام الأول؛ هذا ما عبر عنه أمام متدربي معهد "سعود الناصر الصباح" الدبلوماسي الكويتي، في محاضرة تناول فيها ثوابت السياسة الخارجية لدولة الكويت، وأسس العمل الدبلوماسي ومراحل تطوره في البلاد.
وقدم خلال محاضرته النصيحة لطلاب المعهد، بضرورة المحافظة على أسس ونظام العمل والمبادئ والأخلاقيات والخصال التي يتوجب على الدبلوماسي أن يتحلى بها، من أجل أداء عملهم على أكمل وجه في وزارة الخارجية، لاسيما أثناء تمثيل دولة الكويت في الخارج.
الكويتيون يترقبون
ما سبق أن عرضه الشيخ صباح الخالد، في محاضرته أمام طلاب المعهد عن خصال الدبلوماسي ومناقبه، قبل بضع سنوات، هو ما يتطلع الكويتيون اليوم إلى رؤيته متجسداً في التشكيلة الحكومية الجديدة.
وبقدر ما تبدو المهمة أمام الشيخ صباح الخالد عاجلة، بقدر ما تحتاج إلى رويّة لتحقيق التجانس داخل الطاقم الحكومي، باختيار وزراء يجمعون بين الكفاءة ونظافة اليد، والنأي عن الصراعات، لتحقيق طموحات وتطلعات الشعب الكويتي إلى المزيد من الشفافية، ووضع النقاط على الحروف مع الحفاظ على المهام العريضة باتجاه المزيد من التنمية الازدهار والنمو، فهل ينجح في مسعاه؟
الحياة الأسرية
بقي أن نذكر بأن صباح الخالد، متزوج من السيدة عايدة سالم العلي الصباح، ولديهما ابنان الشيخة جوهرة والشيخ خالد.
وزوجته عايدة سالم، تترأس مجلس إدارة جائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية، مع الإشارة إلى أن تفاصيل حياته الأسرية، وعلاقته بابنيه، والاهتمامات الشخصية، ظلت خارج تداول وسائل الإعلام لغاية اليوم.