بجانب سحر المال.. كيف تحتفظ بالموظفين الأكفاء في شركتك؟
يواجه المديرون والمسؤولون في المنظمات والمؤسسات المختلفة مُعضلة كبيرة، تتمثل في الحفاظ على الموظفين الأكفاء أصحاب المؤهلات. ومع التطور الذي يشهده سوق الصناعة حالياً، بات من الصعب على الموظفين مواجهة الإغراءات التي يتعرضون لها من الشركات المختلفة، التي تعرض عليهم رواتب أكبر، وبيئات عمل أكثر مرونة، تسمح لهم بالعمل عن بُعد، أو تتركهم يعملون بنظام الساعات المرنة، وتوفر لهم رعاية صحية أفضل، أو توفر لهم المزيد من الخدمات الاجتماعية.
حسناً، كيف يمكنك الفوز في المعركة، للاحتفاظ بالموظفين؟ كيف تحول دون فقدان الموظفين في ظل التنافسية الشديدة التي تشهدها الأسواق حالياً؟
فيما يأتي نستعرض مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعدك على الاحتفاظ بالموظفين الأكفاء أصحاب المهارات والإمكانات:
الرواتب والفوائد يجب أن تكون تنافسية
وجدت استبانة أجريت أخيرًا، شارك فيها موظفون يعملون في الموارد البشرية ومديرو توظيف، أن السبب الرئيس لاستقالة أكثر من 45 % من الموظفين هو الراتب. هل يعني ذلك أن الأمر متعلق بشكل رئيس بالمال؟
وفقاً لمجموعة من الدراسات والأبحاث الاستقصائية التي أجريت في الأونة الأخيرة، عن الاحتفاظ بالموظفين، فإن 24 % فقط من موظفي الجيل العاشر، يقولون إن الاستقرار المادي يحفزهم على البقاء في وظائفهم، ومع ذلك يقول 56 % من الموظفين، إن نظام الرعاية الصحية والتأمين عادة ما يكونان الشيء الذي يحفزهم على البقاء في مناصبهم. لذلك من الضروري أن تضع هذه الأمور في الحسبان، من أجل الحفاظ على الموظفين، وتوفر لهم المزيد من المزايا والمكافآت.
عيّن الموظفين المثاليين في المكان المثالي
وجد بحث اُجري منذ مدة، أن 35 % ممن يعيّنون موظفين جدداً، يتوقعون أنهم سوف يغادرون في العام المُقبل، ما يعني أنه من الضروري عند توظيف شخص ما، يجب أن تكون واثقاً بأنه المناسب.
عندما تُعلن عن وظيفة شاغرة في مؤسستك، يجب أن توفر توصيفاً وظيفياً مناسباً لها، وتحدد سلبياتها وإيجابياتها جميعاً، لكي تكون واثقاً بأن المتقدمين إليها هم الأفضل، وهم الشخصيات الأنسب.
كيف تحافظ الشركات الصغيرة على الموظفين؟
ماذا إذا كانت الشركات صغيرة أو ناشئة، ولا يمكنها تحمل دفع رواتب أكبر للموظفين، ولا تستطيع توفير المزيد من المزايا لهم؟ في هذه الحال ربما يكون من الأفضل أن تضع الأمور الأتية في الحسبان:
اعثر على موطن الألم
من الضروري أن تتبنّى سياسة تعتمد بشكل رئيس على مشاركة الموظفين في استبانات واستطلاعات رأي، وتقييمهم بشكل دوري ومستمر، لمعرفة مواطن الضعف وتحديد المشكلات في وقت مبكر، ومن أجل تجنب إصابة الموظفين بالإحباط.
وفر مسكّنات الألم
فكر في الألم بأنه الشيء الرئيس الذي عليك التخلص منه وتخفيفه. المال بالتأكيد يساعد على تخفيف الألم، ولكن هناك طرق أخرى تساعد على تسكينه أيضاً، وتجعل الحياة يمكن تحملها.
على سبيل المثال، بإمكانك التخفيف عن الموظفين المثاليين، بتوفير بعض الخدمات والخصائص الأخرى التي تضمن لهم عيش حياة أكثر رفاهية، مثل منحهم رحلات طيران مجانية، ومساعدتهم على جدولة حياتهم وتنظيم وقتهم، والسماح لهم بخلق توزان بين حياتهم المهنية والعملية.
أجبر الموظفين على الاستراحة
غالباً ما يُتعامل مع الموظفين الجيدين على أنهم مضمونون؛ عليك أن تكون حذرًا في التعامل مع هؤلاء، خاصة أنهم لا يتذمرون، ولكنهم يخفون شعورهم بالاستياء والقلق، إزاء الأمور المطلوبة منهم.
في بعض الأحيان، لا يُدرك الموظفون أنهم يبذلون مجهوداً كبيراً، ربما أكبر من المطلوب في العمل، وقد يرجع ذلك إلى شخصياتهم أو طبائعهم. نادراً ما يأخذ هؤلاء الموظفون إجازة، ولا يستريحون أبداً، حتى يصلوا إلى نقطة الضعف أو الانهيار.
عندما تتعامل مع هؤلاء الموظفين، سيتوجب عليك إجبارهم على أخذ استراحة، والحصول على نصيبهم العادل من العطلات الأسبوعية والشهرية؛ حثّهم على الترفيه عن أنفسهم وقضاء وقت ممتع مع عائلاتهم.