هل تختفي النقود من العالم خلال السنوات القليلة المقبلة؟
يبدو أن التطور الذي طرأ على المعاملات المالية خلال السنوات الماضية، قد يكون سببا في حدوث أزمة محتملة في الأوراق النقدية سيواجهها العالم قريبا، وذلك بعد أن كشفت أكبر مطبعة أوراق نقدية في العالم عن تعرضها لمشاكل أصبحت معها قريبة من الانهيار وغلق أبوابها.
مطبعة «دي لا رو» البريطانية العريقة والتي يعود تأسيسها قبل 198 عاما، تطبع الجنيه الاسترليني لـ«بنك إنجلترا المركزي» منذ عام 1860، إضافة إلى طبعها النقود لأكثر من 140 دولة حول العالم متضمنة بريطانيا والدول الكبرى، قالت إن مستقبلها صار مجهولا وأنها تواجه احتمالات الإغلاق بسبب مشاكل تتعلق بعقود خسرتها خلال السنوات الأخيرة لصالح شركات منافسة.
أسباب أزمة مطبعة «De La Rue»
وذكر تقرير لشبكة NBC الإعلامية، أن مطبعة «De La Rue» - والتي تُعد أضخم مطبعة تجارية في العالم - تفاقمت خسائرها بصورة أكبر بسبب انتشار بطاقات الدفع الإلكتروني مع تزايد تحويلات المال عبر الإنترنت، ما أفقد الشركة ما يزيد على 20 % من قيمة أسهمها دافعا إياها إلى حافة الانهيار، دون الإغفال عن ذكر الخسائر الفادحة التي تكبدتها المطبعة بعد خسارتها عقد لطباعة جوازات السفر البريطانية الحديثة وفازت به شركة فرنسية منافسة، الأمر الذي كلف المطبعة خسائر قُدرت بـ525 مليون دولار.
المعاملات الإلكترونية والعملات المشفرة السبب؟
المطبعة التي تصمم وتنتج وتطبع 36 % من نقود العالم – بحسب شركة الأبحاث «إديسون جروب» - ، أصبحت اليوم تواجه شبح النهاية غير المتوقعة ما قد يتسبب في أزمة عالمية في طباعة وإصدار النقود، في الوقت الذي تعاظمت فيه التداولات المالية عبر الانترنت، مع اتجاه البشر لحمل بطاقات الائتمان وتحويل هواتفهم الذكية إلى محافظ للنقود، فضلا عن توسع الانتشار التدريجي للعملات الإلكترونية المشفرة عبر الشبكة العنكبوتية.