اقتصادياً.. ما الذي تجنيه المملكة من مشروع بوليفارد الرياض
تواصل المملكة العربية السعودية العمل على تطبيق رؤية 2030 لتحديث اقتصادها ومجتمعها والانتقال إلى دولة ذات اقتصاد متنوع وليس اقتصاد معتمد على النفط لوحده.
مشروع بوليفارد الرياض ينتمي إلى جهود المملكة في توفير الترفيه والخدمات السياحية للمواطنين عوض السفر على دول أخرى توفر ذلك.
-
ما هو مشروع بوليفارد الرياض؟
هو مجمع تجاري في الهواء الطلق على مساحة قدرها 20 ألف متر مربع يضم الفنادق والمحلات التجارية العالمية والمحلية ويتواجد به مكاتب عصرية وأنيقة إضافة إلى صالات رياضية وخدمات تجارية وسياحية وترفيهية مختلفة.
يتوفر أيضا على المقاهي والمطاعم وخدمات الأكل وهو متوفر للأفراد والأسر الذين يفضلون الأماكن الراقية بعيدا عن الإزدحام.
تم التركيز على المباني العصرية وتصميم المكان بتصميم عالمي مع الحفاظ على خصوصية المملكة وثقافتها ومزج الحديث بالقديم.
-
تسويق للسياحة المحلية في السعودية
بلغت قيمة إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية في عام 2016 نحو 98.8 مليار ريال مقارنة بـ 84 مليار ريال في عام 2015 وهي ترتفع بشكل متسارع، وحسب بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" فقد أنفق السعوديون خلال 10 سنوات ما يعادل 580.7 مليار ريال على السياحة إلى دول العالم ما بين 2007 و 2016.
مشروع بوليفارد الرياض يأتي ليوفر وجهة سياحية داخلية أخرى للمواطنين من أجل قضاء العطل هناك، ويعد المشروع بداية لمشاريع مشابهة أخرى في العديد من المدن الأخرى بالمملكة.
المملكة تتصدر الأماكن الدينية.. أرقام مذهلة عن السياحة العالمية في 2019
بدون جلب العلامات التجارية العالمية إلى المملكة وتوفير الخدمات والمنشآت التي يقبل عليها المواطنين في الدول الأخرى لا يمكن اقناعهم بالسياحة المحلية لهذا يتم تطويرها بهذه الطريقة.
غادر السعوديون للسياحة الخارجية عبر 21.3 مليون رحلة في 2016 مقارنة بـ 20.8 مليون رحلة في 2015 بارتفاع نسبته 2%، وترغب المملكة وفق رؤية 2030 أن تكون نسبة مهمة من هذه الرحلات داخلية بين المدن والمناطق السياحية عبر مختلف وسائل النقل بما فيها الطائرات، ما ينعش السياحة الداخلية ويصب في صالح الناتج الداخلي الخام للإقتصاد السعودي.
-
تسويق للسياحة والسفر إلى السعودية
إلى جانب تشجيع السياحة المحلية والإستثمار فيها ترغب المملكة أيضا في جلب السياح الأجانب إلى السعودية وتقديم تجربة سياحة مميزة لهم.
ومن المعلوم أن السياح الأجانب بحاجة إلى فنادق فاخرة إضافة إلى الخدمات مثل المطاعم العالمية وكذلك المساحات الخضراء والمرافق التي تقدم لهم الخدمات التي يحتاجونها.
صندوق الاستثمارات العامة يعمل إنشاء أكبر مدينة ترفيهية وثقافية ورياضية في العالم "مشروع القدية" وذلك لتعزيز الجوانب الاقتصادية والتنموية داخل المجتمع وهناك مشاريع أخرى لعل واحدة منها هي مشروع بوليفارد الرياض.
العاصمة السعودية هي غالبا أول مدينة يختارها السياح الأجانب لزيارتها ووجود مثل هذا المشروع هناك وقرب مشروع القدية الموجود في جنوب غرب العاصمة يزيد من جاذبيتها ومن عدد السياح القادمون إليها مستقبلا.
اعتمدت السعودية تأشيرة سياحية جديدة تضم 51 دولة حول العالم وهي دول مهمة للغاية على خريطة السياحة العالمية لعل في مقدمتها السياح الصينيين والأوروبيين الذين ينفقون جيدا في رحلاتهم إلى الدول الأخرى.
استقطبت المملكة 115 مليار ريال (نحو 30 مليار دولار) في الإستثمار في السياحة حتى الآن وهي تطمح إلى زيادة العائدات التي يمكن تحقيقها من قطاع السياحة.
قطاع السياحة هو واحد من أهم أهداف رؤية 2030، حيث من المنتظر أن يشكل 10 بالمئة في الناتج المحلي السعودي ما يعد صعبا بدون وجود مشاريع سياحية مثل مشروع بوليفارد الرياض.
وتعد صناعة السياحة هي أحد الصناعات الأساسية لأنها تشغل حوالي 28 صناعة أخرى ومن شأنها أن توفر الملايين من فرص العمل للشباب السعودي وتوفر الفرص لشركات التكنولوجيا والخدمات في القطاع نفسه.