اطرح على نفسك هذه الأسئلة قبل أن تخبر مديرك بمشاكلك الشخصية
بغض النظر عن مدى سوء حالتك النفسية، سواء كنت تمر بفترة انفصال عن شخص كنت واقعاً في غرامه، أو توفي شخص عزيز عليك، أو تتعامل مع مشكلة شخصية تؤرقك وتقض مضجعك، أيا كانت المشكلة التي لا تستطيع التعامل معها في العمل. عندما يعلق شيء ما في ذهنك ويؤثر على حالتك المزاجية وقدرتك على الانتباه وعلى أدائك بشكل واضح، فهل عليك في هذا الوقت أن تتحدث عن مشكلاتك الشخصية مع رئيسك في العمل؟
يوجد العديد من الأمور التي عليك وضعها في عين الاعتبار قبل التحدث عن شيء حميم وشخصي للغاية مع مديرك، من بينها مدى تأثير المشكلة على عملك، ونوع شخصية مديرك، وما إذا كان قادراً على مساعدتك. كذلك من الضروري أن تتذكر أن جميع المشكلات لا تنتمي إلى مكان العمل، ولكن هناك أوقات تستطيع الاستفادة فيها من خبرة رئيسك. لذا قبل أن تقوم بخطوة كبيرة كتلك عليك أن تطرح على نفسك هذه الأسئلة...
هل هناك شيء تحتاجه في العمل؟
ربما تحتاج في هذه الفترة إلى تخفيف أعباء العمل، أو تقليص مساحة العمل وزيادة حجم الخصوصية التي تتمتع بها، ويتمثل ذلك في تقليل احتكاكك بالآخرين لبعض الوقت. يجدر إخبار مديرك بمشاكلك الشخصية إذا كنت في حاجة إلى أمر من هذه الأمور، لذلك فكر في التسهيلات أو الطلبات التي تحتاجها قبل فتح المحادثة.
ومن جهة أخرى، إذا لم يكن هناك شيء ملموس من شأنه أن يقدمه لك المدير، فإنه من الأفضل أن تتجنب التحدث إليه، وفي هذه الحالة ليس عليك التعامل معه كصديق حميم؛ لأن الأمور سوف تزداد تعقيداً مع مرور الوقت، خاصة إذا كانت علاقتكما ليست قوية بما يكفي.
هل هناك شيء ما بإمكان مديرك تقديمه لك؟
بعد تحديد الأمور التي تحتاجها للتعامل مع مشاكلك الشخصية، عليك التفكير فيما إذا كان مديرك قادراً على مساعدتك، وما هي الأمور التي بإمكانه تقديمها لك، على سبيل المثال هل سيمنحك وقتا إضافيا للعمل على مشروع ما، أو أنه سوف يسمح لك بالعمل من الخارج. ولكن إذا كنت تعلم أنه لن يقدم لك أيا من هذه الأشياء، أو إذا كانت سياسة الشركة التي تعملون بها لا تسمح بتقديم أي استثناءات، ربما يكون من الأفضل ألا تتطرق إلى الأمر.
هل يؤثر الأمر على عملك؟
سوف يسعى المدير الجيد إلى معرفة ما يثير قلقك عندما يؤثر الأمر على أدائك. إذا لم يعرفوا الأسباب، فإنهم ربما يعتقدون أنك تفكر في ترك منصبك والتخلي عن وظيفتك، أو أنك فقدت الاهتمام بالمهمة التي تعمل عليها. لذلك في بعض الأحيان سوف يكون من الأفضل أن تتحدث مع مديرك عن الأمر وتخبره بأنك تمر بأزمة شخصية.
على الجانب الآخر، إذا كنت قادراً على التعامل مع الأزمة، والتوفيق بين حياتك الشخصية والعملية، وأن تنفذ كل المهام قبل المواعيد النهائية، فمن غير المنطقي إخبار مديرك بالأمر، وهنا يُستحسن أن تتحدث مع معالج نفسي أو أحد أصدقائك المقربين.
ما هي التفاصيل التي يجب أن تشاركها؟
فلنفترض أنك قررت التحدث مع رئيسك، فما هي التفاصيل التي يجب أن تخبره عنها؟ أفضل شيء تقوم به هو أن تخبره بأنك تمر بأزمة ما وقد تحتاج إلى العمل من الخارج، أو إلى إجازة لعدة أيام.
ويعتمد الأمر على شكل علاقتك بمديرك، فلنقل أنك تمر بمشكلة صحية، مرض مُزمن أو شيء يتطلب وقتاً من أجل معالجته، هنا سوف يتوجب عليك التحدث معه عن مراحل العلاج، وتذكر أنك قد تكون أقل نشاطاً من المعتاد، وتوضح له تأثير الأمر على العمل.
فلننظر إلى مثال آخر، لنقل إنك انفصلت عن شريكة حياتك، فمن الأفضل أن تكون شفافاً لأقصى درجة وأن تخبره بأنك تمر بأزمة عاطفية وأنك تعاني من تشوش وفقدان للتركيز، وبأنك سوف تسلم المهام المطلوبة منك آخر الأسبوع.
في كل الأحوال، فإن إخبار رئيسك عن مشكلتك الشخصية يمكن أن يساعدك على الشعور بتحسن، غالباً ما يساعدك على السير على الطريق السليم نحو التعافي، ولكن من الضروري أن تفكر في التداعيات الأكبر للأمر، وتتأكد من اخبارهم بالأمر سوف يساعدك على المدى القصير، ولم ينقلب ضد على المدى الطويل.