هذه العوامل تؤثر سلباً على صحة العاملين معك.. تجنبها
الإجهاد في محل العمل يتسبب في العديد من الخسائر الجسدية والنفسية كبيرة، فهو يؤثر سلباً على الإنتاجية ويقلل من حجم الأعمال التطوعية، ويكلف أرباب العمل في جميع أنحاء العالم مبالغ مادية طائلة والتي ينفقونها على الرعاية الصحية لمرؤوسيهم.
تدرك العديد من الشركات هذه الآثار السلبية، ويحاول بعضها التصدي لها ومواجهتها من خلال القيام بالعديد من المبادرات التي تشجع على النوم وممارسة التمارين، والتأمل بالإضافة إلى الكثير من الامتيازات الأخرى التي تُبقي الموظفين متحمسين لأداء مهامهم.
وفي خضم كل هذه المحاولات، من السهل الاهتمام بشيء رئيسي وهو بيئة العمل. لسنوات عديدة تحدث الباحثون عن أهمية بيئة العمل ودورها في جعل الموظفين يقدمون أفضل ما لديهم، وتعزيز إنتاجيتهم.
ويوجد العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر على صحة الموظفين العقلية والبدنية، والتي من شأنها أن تُحلق بهم الكثير من الأضرار أو مساعدتهم على أن يكونو أفضل، وأن يحققوا النجاح، ومن بينها ما يلي:
شجعهم على الاعتناء ببعضهم
باعتبارك مديرا أو مسؤولا في إحدى الشركات سيكون عليك اتباع سياسة تسمح للموظفين برعاية بعضهم، والسماح لكل منهم بتقديم المساعدة للآخر، من شأن هذه المسألة تعزيز العلاقات بين الموظفين، وغرس الشعور بالانتماء في نفوسهم، لهذا السبب أنشأت شركة دافيتا للرعاية الصحية دورات تدريبية تعطي الموظفين الفرصة لمساعدة بعضهم خلال أوقات الأزمات، مثل الكوارث الطبيعية أو الحوادث أو الأمراض.
التحكم في الوظيفة
التحكم في الوظيفة هو أن يكون الشخص قادرا على التأثير على ما يحدث داخل بيئة عمله، وأن يكون قادراً على تطويع الظروف لمساعدته على تحقيق هدفه. وعلى مدار عقود من الزمن أظهرت الدراسات أن قدرة الموظفين على التحكم في وظائفهم له تأثير كبير على صحتهم البدنية. وأوضح بحث اُجري مؤخراً أن السيطرة المحدودة على الوظائف له آثار سيئة تتجاوز الأضرار الجسدية، ولكنه يُلحق الكثير من الضرر بصحة الموظفين العقلية والنفسية. ويمكن للمنظمات السيطرة على كل هذه الأمور من خلال السماح للعاملين لديها بأن يكونوا أكثر استقلالية وحرية، وأن تساعدهم على تخطي الحواجز المختلفة.
الصحة البدنية والعقلية
اُجريت الكثير من الأبحاث والدراسات الخاصة بالصحة البدنية والعقلية للموظفين، وكان من بينها الدراسة التي أجراها العالم البريطاني مايكل مارموت وفريقه، الذي أجرى فحصاً خضع له العاملون في الخدمة المدنية البريطانية. اكتشف مارموت وفريقه أنه كلما ارتفعت مكانة الشخص في الشركة التي يعمل بها، قلت معدلات إصابته بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأصبحت صحته أفضل كثيراً.
ويعود ذلك إلى أنه كلما شغل الموظفون مناصب أعلى وأكبر كلما كانوا أكثر قدرة على التحكم في وظائفهم، وبات لديهم المزيد من السلطات التي تساعدهم على حرية التصرف والقيام بما يحلو لهم.
بيئة العمل الفوضوية
اهتم كثيراً بتأسيس بيئة عمل مُريحة وخالية من التوترات والمشاكل؛ لأن بيئة العمل الفوضوية تترك تأثيراً سلبياً على العاملين بها من الناحية النفسية والجسدية وتمنعهم من التعلم واكتساب مهارات جديدة، بالنظر إلى أنه يقع فيها العديد من الأفعال التي لا يستطيع الموظفون التحكم فيها. علاوة على ذلك، فإن الأحداث التي تقع في هذه البيئة الفوضوية لا يمكن التنبؤ بها أو توقعها، لذا يضيعون جهدهم ويهدرون طاقتهم دون طائل.
خلاصة القول، فإن منح الموظفين قدرات محدودة للسيطرة على مُجريات الأمور في محل عملهم يمنعهم من تقديم أفضل ما لديهم، ويقوض دوافعهم لكي يحققوا نجاحا أكبر، كما أنه يحول دون تعلمهم أمورا جديدة واكتساب مهارات مُختلفة، ما ينتج عنه في نهاية الأمر شعورهم بالقلق والتوتر والاكتئاب.
والعكس صحيح، أي عندما نمنح الموظفين القدرة على التحكم في مصائرهم وتأدية مهامهم بالطريقة المناسبة لهم والتي تجعلهم أكثر ارتياحاً، فإنهم سوف يصبحون أكثر إنتاجية وتفانياً في العمل، كما أنهم سيغدوا أكثر ولاءً للمؤسسة التي يعملون فيها، ما يساعدها على تحقيق النجاح.