رائد الأعمال خالد شربتلي: بدأت بـ15 ألف ريـال.. وبعد سنة أصبح لديّ مليون
• سؤال غيّر مجرى حياتي وتحولت من الهندسة إلى الطاقة الشمسية
• 30 ألف ريـال كانت رأس مال أول مشروع في الطاقة الشمسية وبالشراكة مع أحد الأصدقاء
• أي مشروع يخدم الإنسانية سيكون لي نصيب فيه داخل السعودية أو خارجها
• 50% من الطاقة الشمسية ستُستورد من السعودية مستقبلاً
• الاستثمار المتزايد في الطاقة الشمسية سيعمل على فتح وظائف كثيرة تخدم شباب الوطن
• هدفنا زيادة نسبة السعودة إلى 70% خلال الفترة القادمة.
• لدينا مبادرات لتركيب الألواح الشمسية في المساجد من دون أي ربح
• نعمل في مشاريع غير ربحية أبرزها تركيب ألواح شمسية لمدارس كشمير في الباكستان
• بالتوافق مع رؤية 2030، مشاريعنا تبلغ 150 مليون دولار تحت الإنشاء ستنجز خلال سنتين
البطاقة التعريفية:
الاسم: خالد أحمد حسن شربتلي
تاريخ الميلاد: ١١/ ٧/ ١٩٩٤م
الدراسة: إدارة الأعمال جامعة ميامي الولايات المتحدة 2016
الاهتمامات: الرسم، والقراءة، والتزلج على الماء والثلج، والمصارعة
رائد الأعمال خالد أحمد شربتلي شاب طموح، قرر خوض غمار الأعمال، والدخول في مشاريع عدة منها داخل البلاد وأخرى خارجها، ورغم أنه من عائلة صاحبة باع طويل في مجال الأعمال، فإنه غرّد خارج سرب العائلة، وفضل أن يستقل بأعماله التي حملت بصماته الخاصة.
أنشأ مؤسسة خاصة لبيع اللوحات التي يرسمها، وأسس شركة لأعمال الصيانة والنظافة، ومؤخراً دمج مؤسسته مع مؤسسة أخرى متخصصة في الطاقة الشمسية، (الطاقة البديلة). حياته المهنية ليست بالطويلة، مقارنة بتاريخ العائلة، لكنها غنية بالمحطات، بين فشل ونجاح، حتى بات الآن شريكاً منفذاً.
اكتشف موهبته وشغفه بالرسم، أثناء دراسته في المدرسة الأمريكية، ما جعله يختار الهندسة المعمارية، للدراسة، وبالفعل بدأ بمخاطبة الجامعات الأمريكية، وتحديداً ميامي، ومن ثم باشر الدراسة فيها، إلا أنه لم يستمر طويلاً، حيث خطر له سؤال غيّر مجرى حياته.
اختيار الطريق المناسب
لم يكن الوصول إلى التخصص الدراسي بالأمر السهل، فبعد أن كانت الهندسة المعمارية هي خياره المثالي، قرر تغيير تخصصه، بعد سؤال وجهه إلى المحاضر، هو: هل كلية الهندسة تعطيني المال؟ فأجاب المحاضر: إن كنت تريد المال، فاذهب لدراسة إدارة الأعمال.
وعمل بالنصيحة وغيّر التخصص، وانتسب إلى كلية إدارة الأعمال، قسم الموارد البشرية، إلا أنه ومرة أخرى ذهب إلى تخصص مختلف حيث توجه إلى العلوم السياسية، وبعد مدّة اكتشف أنه لا يمت لهذا التخصص من قريب ولا من بعيد. فعاد إلى تخصص إدارة الأعمال، وتحديداً الموارد البشرية، الذي تغير، كذلك، ليستقر في دراسة الإدارة العامة، وأنهى دراسته عام 2016.
إدارة أعمال عمّته فتحت له الأبواب
أحب الأعمال والتجارة، وتكوين عمل مستقل، وبدأ حياته العملية منذ التاسعة عشرة، عندما بدأت ثورة التطبيقات الإلكترونية، ليدخل في هذا المشروع مع مجموعة من أصدقاء الدراسة، لكننه لم يستمر.
اتجه بعد ذلك لإدارة بعض الأعمال لعمّته التي ترسم اللوحات وتعرضها في دول عدة منها باريس، وأبوظبي، ولندن، وغيرها وكان هذا العمل خلال الدراسة، حيث كان يسافر بين وقت وآخر مع عمته، مديراً لأعمالها. هذا العمل جعله يكوّن قاعدة علاقات قوية جداً، ويتعرف إلى كثير من الشخصيات البارزة، كان من أهمها الملكة رانية، ملكة الأردن، ونيكولاس كيدج، وعدد من الأمراء في السعودية والشيوخ في دول الخليج العربي، وشخصيات بارزة في كثير من الدول، ما أهّل شخصيته للتعامل مع الجميع.
المصادفة قادتني إلى الطاقة البديلة
بعد أن أنهى شربتلي المرحلة الجامعية، توجه لدراسة الماجستير، وهنا بدأت مفارقة أخرى يقول "قررت استكمال الدراسات العليا، وسجلت للماجستير. وخلال الدراسة كانت هناك مادة عن البيئة، وكيف تكون صديقاً لها. هذا التساؤل، وهذه المادة تحديداً، لفتت نظري، وجعلتني أبحث في الموضوع. وللمصادفة كنت في ذلك الوقت في رحلة إلى ميونخ، وعلمت بوجود معرض عن الطاقة الشمسية، وسجلت فيه، وتعرفت إلى الشركات المشاركة، وكوّنت علاقات جيدة مع المشاركين، وقررت الدخول في هذا التوجه. بعد عودتي اجتمعت إلى أحد الأصدقاء، لمناقشة فكرة تأسيس شركة تعتمد على منتجات الطاقة البديلة، خصوصاً أن هذا المشروع في توجه الدولة مؤخراً، ويحظى باهتمام بالغ".
لم يكن خالد شربتلي، أنهى دراسة الماجستير، فضلاً عن أنه لايزال يدير أعمال عمّته، ويتنقل معها من دولة إلى أخرى، إلا أن الطاقة البديلة أصبحت شغله الشاغل. وهنا قرر التوقف مع نفسه والتركيز على مشروع الطاقة الشمسية والاستثمار فيه، ما جعله يعتذر عن استكمال العمل مع عمّته، وتأسيس أول شركة برأس مال لا يتجاوز 30 ألف ريـال، بينه وبين صديقه، حصة كل منهما 15 ألفاً.
ركز شربتلي على تنمية الشركة، رغم أن الطاقة الشمسية لا تزال غضة في السعودية، وهذه النوعية من المشاريع تحتاج إلى كثير من الجهد، لكنه تبنّى التحدي، وقرر استكمال العمل في هذا الاتجاه، وكوّن قاعدة علاقات جيدة خلال مدة وجيزة، وبدأ بأول خمسة مشاريع اقتصرت على المقربين.
مشاريع بالجملة
يقول شربتلي، إن هذا المشروع لم يكن الأول، ولكنه الوحيد داخل السعودية، الذي حظي باهتمامه ووقته كاملاً مضيفا "لم يكن مشروع الطاقة الشمسية هو الأول، بل الخامس أو السادس في سلسلة المشاريع، ولله الحمد، المشاريع السابقة كانت جيدة أيضاً، فمثلاً كنت قد أسست شركة لإدارة رسوماتي، حيث كنت أعرض خارج السعودية، وكنت أبيع لوحاتي عن طريق المواقع الالكترونية أيضاً، وكنا قد أسسنا رابطة الرسامين الناشئين التي ضمت 20 رساماً.
ويتابع "كنا نقيم معارض، سواء في قاعات ضخمة، أو في شوارع معروفة، وهذه الشركة لا تزال موجودة، ولكن بالمقارنة أصبح التركيز أقل. لديّ، كذلك، شركة صغيرة تحت مسمّى "ستة أيام للصيانة والنظافة"، ولكن تعدّ من الشركات الناشئة الصغيرة، ومن ثم شركة "الرموز" للطاقة، وهي المختصة بالطاقة الشمسية".
جائزة بورش للسيارات الكهربائية
يوضح شربتلي، أنه وبعد الانتهاء من المشاريع الخمسة، وقّع عقداً مع شركة "بورش"، بالتعاون مع شركة تكنولوجيا الصحراء للطاقة الشمسية، وانتهى المشروع في ثلاثة أشور، وحصدت الشركة جائزة أفضل مشروع لبورش للسيارات الكهربائية.
وبعد انفصال شربتلي عن شريكه السابق، وتحقيق نجاحات جيدة مع شركة تكنولوجيا الصحراء في مشاريع لاحقة، قرر عقد اتفاقية شراكة معهم، خصوصاً بعد أن ابتعد عن الشركة العائلية قليلاً، ليعتمد على قوته، وتحقيق نجاحه بنفسه، وهنا قال "عندما انتهت الشراكة مع شريكي السابق، توجهت إلى العائلة، وكنت حينها قد حققت ربحاً تجاوز المليون ريـال، وانتشرت الشركة في 22 دولة، ومع ذلك قررت العائلة الانتظار قليلاً، وعدم الدخول في شراكة رسمية، من باب التحفيز في تحمّل مسؤولية المشروع، والبحث عن مستثمرين آخرين".
ويتابع "وهذا ما كان، حيث تمت الشراكة بيني وبين "تكنولوجيا الصحراء"، خصوصاً بعد التعامل الناجح في خمسة مشاريع سابقة، لأحول جميع المبالغ إلى أسهم في الشركة، وعيّنت فريق عمل خاصاً بي، واستطعنا إبرام عقود عدة لمشاريع جديدة، كان من أبرزها مشروع مع الأمم المتحدة في إفريقيا، ومشروع بورش، ومشروع أول مركز طاقة شمسية لشركة الكهرباء، وأول مشروع مع سابك، ومع البنك الأهلي.
من المحلي إلى العالمي
وامتدت أعمال شربتلي إلى مصر، يقول "لدينا مشاريع عدة، بقيمة 150 مليون دولار تحت الإنشاء، وحالياً وبالتوافق مع رؤية 2030، نعمل على زيادة حجم المصنع إلى 30 ضعفاً، ليصبح قطاع المقاولات ضخماً وعالمياً، وقطاع التطوير يستطيع بناء مشاريع خلال السنتين القادمتين".
موضحاً أن من مهامه ودوره في الشركة، جلب المستثمرين في قطاع الطاقة الشمسية مع الصين، واليابان، وألمانيا، وكوريا، وغيرها.
وعن تعاونه مع الجهات الداخلية، خصوصاً أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، تمتلك مركزاً متكاملاً في نطاق الطاقة الشمسية، أوضح "لدينا تعاون كبير مع الدولة، وهناك تعاون مع " كاوست" جامعة الملك عبد الله، حيث إن لديهم أفضل معامل الطاقة الشمسية في العالم، ونتعاون معهم في تطوير الخلايا".
تحوّل السعودية إلى الطاقة المتجددة
من أهم نقاط الخطة التي يعتمدها خالد، تنويع الاعتماد، بحيث لا تصبح الدول مرتكزة بشكل كامل على المواد النفطية فقط، وتعزيز إنتاج الكهرباء بطرق لا تضر البيئة، بحسب المتوافر في المنطقة الجغرافية، فمثلاً في آيسلندا، تنتج الطاقة من حرارة البراكين، أما السعودية فتمتلك طاقة شمسية وطاقة عن طريق الرياح، ويمكن استغلالها بشكل ممتاز في توليد الكهرباء، عن طريق الألواح والخلايا لاستقطاب الأشعة الشمسية.
وكشف شربتلي، أن 50 % من الطاقة الشمسية ستُستورد مستقبلاً من السعودية. وأضاف:" في استراتيجية 2030، السعودية ستنتج 200 جيجا واط من طاقة الشمسية، ولتوجه المبدئي، أن تستبدل بالمولدات الكهربائية التي تعمل بالديزيل أو البنزين، مولدات تعمل عن طريق الطاقة الشمسية، وسعرها أقل، بقارق جيد، حيث إنه نزل من 4 دولارات، إلى دولار واحد فقط، ومن دولار تصل القيمة حالياً، إلى 20 سنتاً للواط؛ هذا يعني أنه أرخص بمراحل كبيرة حتى من الغاز".
مشيراً إلى أن الدولة أعادت النظر في إنتاج الطاقة الشمسية، مع كل هذه العوامل التي ذكرت، خصوصاً أن الشمس في السعودية قد أثبتت جدارتها صيفاً. وتالياً هذا المجال سيخلق وظائف كثيرة جداً للشباب، فضلاً عن أنه سيفتح باب التنافس الاستثماري فيه، إلى جانب الموجود حالياً في السوق، في المقابل نحن، وعبر وجود مصنع حالياً في الرياض، لدينا أهداف عدة، تطويرية، وهدف في زيادة نسبة السعودة إلى 70%، خصوصاً أن حجم السوق السعودية حالياً 200 مليار دولار، لذلك علينا التركيز في هذه النوعية من الاستثمارات، ومراقبة الفرص المطروحة.
مشاريع غير ربحية في الطريق
وعن مستقبل مشاريع خالد شربتلي، يؤكد أن "أي مشروع يخدم الإنسانية، ويتمحور حول الاحتياجات الأساسية، مثل الماء، والكهرباء، والطاقة، والسيارات الكهربائية، وجميع ما يطلق عليه الاستثمار المؤثر، سأعمل على أن يكون لي نصيب فيه، سواء داخل السعودية أو خارجها. وحالياً لدينا مشاريع غير ربحية، حيث قدمنا خطة لتركيب ألواح شمسية للمدارس في كشمير في الباكستان، خصوصاً أن الطاقة الشمسية في الباكستان والهند، ودول إفريقيا ربع قيمة الديزل، لذلك نركز على هذه المشاريع.
ولدينا مشروع في السنغال، لتغطية 1116 قرية، وإن كان الشخص يدفع ما قيمته 15 دولاراً، نحن سنبيع الطاقة بخمسة دولار فقط، وهذا المشروع بدأنا دراساتهـ وخلال الستة أشهر القادمة، سيبدأ التنفيذ. كذلك، ركّبنا ألواحاً شمسية في مخيّم الزعتري، ولدينا مبادرات لتركيب الألواح الشمسية في المساجد السعودية، بدون أي مردود ربحي".
وأشار إلى أنهم تلقوا أكثر من تكريم، من مصر والأردن، والبنك الدولي، وغيرها من الجهات. وحصل خالد شربتلي، على تكريمات عدة، بوصفه سعودياً يقتحم مجال الطاقة الشمسية.