لماذا تحظر الدول لعبة ببجي وما هي خطورتها على الأعمال والشركات؟
أثار قرار لجنة تنظيم الاتصالات (TRC) بحظر لعبة ببجي الشهيرة على الإنترنت بالمملكة الأردنية في الأسبوع الماضي نقاشًا حول فعالية القرار وتداعياته وتأثيرات الألعاب على الشباب.
القرار ليس الأول من نوعه فقد تم حظر اللعبة في نيبال والعراق ودول أخرى وتدرس المزيد من الدول اتخاذ نفس القرار ومنها الإمارات والسعودية.
-
حظر لعبة ببجي قد لا يكون ناجحا
صرح نور خريس، مؤسس ورئيس شركة تطوير الألعاب المحمولة Maysalward، لصحيفة جوردان تايمز يوم الثلاثاء أن حظر اللعبة لم يمنع الأشخاص تمامًا من ممارسة اللعبة، حيث يمكنهم بسهولة تنزيل تطبيقات الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) لاستعادة إمكانية الوصول إلى اللعبة .
في تصريحات لصحيفة جوردان تايمز في وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت لجنة الحقيقة والمصالحة أن قرارها يتماشى مع واجب اللجنة في حماية المستخدمين وكذلك مع قانون الاتصالات، مؤكدة أن اللعبة قد أثبتت أنها "تروج للعنف والعزلة والأنانية المفرطة".
ومع ذلك، أشار خريس إلى أن ألعاب الفيديو المشابهة لـ PUBG موجودة منذ فترة طويلة ويتم استهلاكها بشكل متزايد أيضا.
وقال خريس "لو قيل أنه لا يمكن الإشراف على الدردشة الصوتية في اللعبة وبالتالي يسيء استخدامها للقيام بأنشطة غير مشروعة لكنت أؤيد القرار"، مضيفًا أنه إذا كان السبب اقتصاديًا أو تم فرض الضريبة على استخدام اللعبة فسيكون ذلك مقبولا أكثر من حظرها.
وقال خريس إن المشكلة تكمن في تصنيف محتوى اللعبة في متاجر التطبيقات الرسمية، والتي تخبر الناس عن الفئة العمرية التي تناسبها اللعبة، مضيفًا أن من مسؤولية الوالدين مراقبة وصول أطفالهم إلى المتجر عندما يقدمون لهم هاتفًا.
لذلك إذا كان مبرر حظر لعبة ببجي PUBG صحيحًا فينبغي على لجنة تنظيم الإتصالات حظر الألعاب المماثلة أيضًا على حد قوله.
-
خطورة لعبة ببجي حسب مؤيدي حظرها
فيما يتعلق بالتأثيرات النفسية للعبة، قال خبراء في الطب النفسي إن بعض ألعاب الفيديو بشكل عام يمكن أن تؤدي إلى نزعات إدمان وعنيفة.
أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 2018 إدمان الألعاب كاضطراب للصحة العقلية، ويزيد إدمان ألعاب الفيديو من مستويات الاكتئاب والقلق لديهم.
إن حقيقة أن الناس ما زالوا قادرين على اللعب باستخدام الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) تعد مؤشرا على مدى إدمان اللعبة، مضيفا أن بعض الناس قد طلبوا فصل المستشفى عن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام.
وقد أشارت تقارير من أطباء نفسيين إلى أن الإدمان على الألعاب يمكن أن يكون أكثر خطورة من المخدرات، مشيراً إلى سهولة الوصول إلى العالم الرقمي من العقاقير الفعلية.
لألعاب العنيفة لا تؤدي فقط إلى نزعات عنيفة لدى الأطفال فحسب، بل إن أعراض الانسحاب قد تجعلهم يتحولون إلى عنف أيضًا مشددًا على أهمية أن يكون الوالدان أو الأوصياء مدركين للمخاطر بأنفسهم.
ورغم أن اللعبة مصممة للشباب في الأساس إلا أن الكثير من الأطفال يستخدمونها وهذا ما يجعلها شائعة بين الفئات العمرية الصغيرة.
-
لعبة ببجي تهدد الإنتاجية في الأعمال والشركات
ألعاب الفيديو يمكن ان تساعد في رفع الإنتاجية وهو ما خلصت إليه العديد من الدراسات المنشورة في هذا الصدد، لكن الإدمان عليها في مكاتب العمل يعد سيئا للغاية.
تؤثر العاب الفيديو على جودة العمل والإلتزام والإنتاجية وتنفيذ المطلوب في المواعيد المتفق عليها وتسبب مشاكل أيضا في الفريق حيث يتضايق الغير المدمنون من الموظفين الذين لا ينفذون المطلوب منهم في أوقات الدوام.
ولأنها تسيطر على تركيز اللاعبين فهذا من شأنه أن يسبب المزيد من المتاعب للموظفين والعاملين في الشركة التي تنتشر بها لعبة ببجي والألعاب المماثلة لها.
بالنسبة لشاب يعمل على شركته الناشئة إلى جانب دوامه اليومي، فهذا يعني أنه سيخسر وظيفته كما أنه لن يجد وقتا مناسبا للعمل على مشروعه التجاري.
لعبة ببجي مثل الشبكات الإجتماعية تستهلك الكثير من الوقت للمستخدمين وتعزلهم عن المحيط الخاص بهم، كما أنها تسبب لهم التهاون في القيام بأعمالهم و الإلتزام اتجاه عائلاتهم ومسؤولياتهم.
لهذا من الطبيعي أن تحظر بعض الشركات أو أغلبها ممارسة واستخدام هذه اللعبة ومنافساتها في مكاتب العمل بغض النظر عن مرتبة الموظف وأهميته.