دليل القائد.. 4 حلول مجانية ليشعر موظفوك بمعنى ما يفعلون
يبذل معظم قادة الأعمال جهدًا كبيرًا لتوعية الموظفين باستراتيجية الشركة وهدفها الأسمى. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الرسائل لا يتم استيعابها: ففي دراسة شملت عددا من المسؤولين التنفيذيين من جميع أنحاء العالم، قال 38 % منهم فقط إن موظفيهم يدركون أهداف الشركة والتزامها بقيمها ومعتقداتها الجوهرية. بينما تؤكد استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة جالوب الدولية أن 70 % من الموظفين غير متحمسين لعملهم أو ملتزمين به. وأظهرت دراسة أخرى أن حوالي تسعة من كل عشرة موظفين أمريكيين يعتقدون أنهم لا يبذلون قصارى جهدهم في العمل بسبب عدم حماسهم له.
بينما تقوم العديد من الشركات بتغييرات هندسية لتصبح أكثر قدرة على المنافسة، فإنه من الضروري أن يجد الموظفون معنى في عملهم خاصة أن أنظمة المكافآت التقليدية والترقيات لم يعد لها وجود، لذلك يحتاج الموظفون إلى أسباب جديدة للإيمان بشركاتهم.
هناك أربعة حلول مصممة خصيصًا للشركات لتساعدها للوصول إلى هذا الهدف. تلك الحلول بسيطة وغير مكلفة وعملية ومحلية ويمكن أن تساعد الموظفين في الشركة.
1. زيادة التفاعل
لقد خُلق البشر متعاونين بطبيعتهم ولديهم قدرة على تحقيق المزيد من خلال التعاون والتفاعل وجهًا لوجه مع الآخرين، ومع ذلك تشجع الشركات الحديثة التي تحتوي على أماكن عمل منعزلة والعديد من العمليات المرقمنة على الانفصال وإخفاء الهوية. لكن القائد الذكي هو من يجد طريقة لإقامة علاقات أعمق بين الموظف وعملائه.
فلننظر إلى تجربة أجراها ريان بويل، أستاذ مشارك في كلية هارفارد للأعمال، والمؤلفان تامي كيم وشيا يونغ تساي في كافيتريا. لا يرى الطهاة والزبائن بعضهم البعض في العديد من الكافيتريات، حيث يعمل النوادل كوسيط بينهم. فقام بويل بتغيير هذه الطريقة بواسطة تصوير فيديو من صالة الطعام وعرضه على جهاز آي باد في المطبخ. لم يحتوِ الفيديو على صوت أو تفاعل لكن الطهاة كانوا يرون من يطلب الطعام الذي كانوا يعدونه.
بدأ الطهاة في الحال العمل بشكل مختلف. فعلى سبيل المثال، بدأوا في إعداد البيض طازجًا لكل زبون بدلاً من طهيه مسبقًا ثم تقديمه عند الطلب. ببساطة، تأثر الطهاة عند رؤية العملاء وتغير كل شيء وارتفع رضا الموظفين. والأفضل من ذلك، ازداد رضا العملاء بنسبة 14.4 % وفقاً لما قاله لبويل. على الرغم من أن الطهاة كانوا غير مرئيين، إلا أن شريط الفيديو قد أنشأ تواصلاً أضاف معنى إلى عملهم.
8 مهارات لا بد منها لرئيس مجلس الإدارة.. الناجحون فقط يملكونها
2. توعية الموظفين بتأثير عملهم على العميل
توفر العديد من الشركات للموظفين بيانات حول عملائهم ولكن إعطاءهم فكرة واضحة عن التأثير المباشر لعملهم على عملاء بعينهم هو أمر أكثر عمقًا.
لا يجب أن يكون مساعدة الموظفين على فهم تأثير أعمالهم معقد أو باهظ الثمن بل ينبغى أن يكون شخصيا. كما يجب إدراج تلك التفاعلات المباشرة في الشركات بشكل منهجي. فعل سبيل المثال يوجد إحدى الممارسات المفيدة وهي تحفيز جميع الموظفين - سواء ممن يتعاملون مع العملاء بشكل مباشر أم لا - بإجراء زيارات ميدانية منتظمة إلى المستخدمين النهائيين لمنتجات الشركة.
هذا ما فعلته دوروثي ريتز المدير العام لشركة مايكروسوفت في النمسا، مع موظفيها المقيمين في فيينا حيث أصرت على أن يرى الجميع كيف يستخدم العملاء منتجات الشركة وخدماتها. فقضى أحد المديرين عدة أيام في الشارع مع ضباط الشرطة لمعرفة كيفية استخدامهم للبيانات عن بعد. وسرعان ما لاحظت ريتز التغيير فأصبح الموظفون يقترحون حلولاً أكثر وضوحًا للعملاء استنادًا إلى زياراتهم الميدانية. وتعتقد ريتز أن هذه الممارسة البسيطة تمنح الموظفين إحساسًا أفضل بالقيمة الحقيقية لعملهم.
3. الملاحظة والتقدير ومكافأة العمل الجيد
يريد الموظف أن يشعر أن عمله يحظى بالتقدير عندها سيؤمن أن لعمله معنى وليس من الضروري أن يكون هذا التقدير على مرأى ومسمع من الجميع. هذا ما تقوم به الشركات الذكية باستخدام طرق هادفة دون منح المكافآت.
فعلى سبيل المثال، يمكن للعديد من الشركات إنشاء شبكة داخلية تسمح للموظفين بـ"الإعجاب" بعمل الزملاء مما يحفزهم ويشجعهم. فالمدير الجيد هو من يجعل المدح جزءا أساسيا في إدراته.
4. ربط العمل اليومي بهدف أكبر
يقدم الاقتراح الرابع طريقة ملموسة لمساعدة الموظفين على فهم كيفية ربط مسؤولياتهم اليومية بمعنى أعلى.
دائمًا ما يتحدث قادة الأعمال عن رؤية الشركة أو أهدافها في المؤتمرات وورش العمل. إن تلك الجهود جيدة بلا شك إلا أن القليل منها له تأثير إيجابي أو دائم حيث إن المشكلة هي الرؤية نفسها.
تؤكد الأبحاث أن الأشخاص أكثر حماسًا عند التفكير في سبب قيامهم بشيء ما (على سبيل المثال، فقدان الوزن ليصبحوا أصحاء) بدلاً مما يفعلونه (تناول السلطة). عندما يدرك الموظف الأسباب الكامنة وراء أفعاله، فإنه يظهر قدرًا أكبر من المرونة والقدرة على التحمل في العمل.
فكرة تحسن أداء الموظفين عند شعورهم بعلاقة عميقة بعملهم هو جزء أساسي من عمليات إعادة تنظيم الشركات حيث يجب على المسئولين التنفيذيين اتخاذ خطوات عملية تساعد الموظف على البحث عن المعنى أثناء عمله. وعند نجاح تنفيذ تلك الرؤية، تتفق التطلعات الشخصية للموظفين مع أهم أهداف المنظمة مما يفيد الجميع.
بقلم: دان كابل وفريك فيرميولين