هؤلاء المديرون التنفيذيون وضعوا قواعد جديدة للقيادة.. الأربعة الخارقون
على مدار العقد الماضي قام أربعة مديرين تنفيذيين بتحديد حقبة جديدة في عالم إدارة الأعمال، وهم إندرا نويي من شركة بيبسي، بول بولمان من شركة يونيليفر، وجون نوسورثي من مايو كلينك، وريتشارد ديفيز من يو إس بانكورب.
عندما بات هؤلاء الأشخاص الأربعة مديرين تنفيذيين كان الركود العظيم في عام 2008 يستحوذ على انتباه العالم، وتكهن كثيرون بأن هذه الحالة سوف تستمر، وربما يتداعى سوق الأسهم وتصبح مشكلة البطالة أكثر قسوة، حتى إن بعض المراقبين شككوا في أسس الرأسمالية، وقالوا إن العالم بحاجة إلى إجراء تغيير كبير للغاية من أجل البقاء.
مارس كل من نويي وبولمان ونورسورثي وديفيز مهامهم بطريقة مختلفة محاولين إحداث تأثير كبير في المجتمع؛ لإيمانهم بضرورة أن يعود النفع على الجميع وليس عليهم فقط.
من خلال أسلوب قيادتهم الرشيد، شجع المديرون التنفيذيون الأربعة الشركات الأخرى على تبني نهج مختلف في الإدارة، ووضعوا قواعد جديدة للقيادة نستعرضها فيما يلي:
صاحب الرؤية: إندرا نويي
هاجرت الهندية إندرا نويي إلى الولايات المتحدة عام 1978 للدراسة في جامعة ييل. انضمت إلى شركة بيبسي عام 1994 وسرعان ما وصلت إلى أعلى المناصب. جرى تعيينها مديرة تنفيذية في عام 2006، ومع مرور الوقت أدركت أزمة السمنة المتزايدة، ورأت كيف تؤثر الأغذية والمشروبات على صحة المستهلك.
عندما انخفضت مبيعات المشروبات الغازية في عام 2010، انتقد المساهمون في الشركة الاستراتيجية التي تتبعها نويي، فاستجابت لهم بتعزيز فريقها والتكيف مع طبيعة السوق، إلا أنها في الوقت نفسه حافظت على الاستراتيجية التي تتبعها. وبحلول عام 2012، حققت بيبسي نجاحاً منقطع النظير واستمر حتى عام 2018.وفي عام 2007، عملت على مهمة جديدة ألزمت فيها الشركة بخفض السكر والصوديوم في المشروبات الغازية، ما ساعد على زيادة إيرادات الشركة، كما أسست مجموعة جلوبال نيوترشن جروب، لإنتاج المزيد من المنتجات الصحية.
كما تصدت نويي إلى جهود المستثمر نيلسون بلتز الذي دعا إلى تقسيم الشركة إلى قسمين، وأكدت أنها لن تتخلى عن استراتيجيتها.
يرى كثيرون أن نويي كانت سابقة لعصرها، فبينما كانت أزمة السمنة تؤثر على السلوك الشرائي للمستهلكين، ساهمت هي في ظهور العديد من شركات الأغذية الصحية الجديدة، وسوف يتذكر الجميع دائماً أن نويي أحدثت طفرة كبيرة في عالم صناعة المشروبات الغازية.
القائد الخادم: ريتشارد ديفيز
بدأ ريتشارد ديفيز مسيرته المهنية كمصرفي، مع مرور الوقت أصبح أحد أفضل العاملين في البنوك في الولايات المتحدة، ووقع الاختيار عليه ليتولى منصب المدير التنفيذي ليو إس بانكورب في عام 20086.
تحت قيادته أصبح يو إس بانكورب سابع أكبر بنك في الولايات المتحدة، ولم يكن الأمر سهلاً، لاسيما وأنه قاد البنك خلال الأزمة المالية العالمية 2008- 2009، مع ذلك لم يحدث أي خلل بعد تجنب القروض العقارية شديدة الخطورة وتفادي الأخطاء التي وقعت فيها بعض البنوك الأخرى. ونظراً لقلقه من تأثير الأزمة على سمعة البنك، عمل ديفيز مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقادة الكونجرس للعثور على حلول لإصلاح الأوضاع الاقتصادية.
يعتقد ديفيز، الذي وصفه أحد زملائه بأنه يملك جسد مصرفي وروح واعظ، أن المصرفيين يجب أن يكونوا قادة المجتمع، وليس فقط من أجل تحقيق أرباح، ولكنه دائما ما يقول: "نحن مصرفيون، دورنا يتمثل في الوصول إلى المجتمع ورد الجميل".
المعالج: جون نورسورثي
عندما تولى جون نوسورثي منصب المدير التنفيذي لمايو كلينك في عام 2009، كان المركز الطبي العالمي يكافح اقتصادياً ومادياً. وكان الكونجرس، في وقت قريب، سيتفاوض على بنود قانون رعاية جديد.
منذ البداية، التزم نورسورثي بقيم ومبادئ المركز الصحي العالمي والتي على رأسها وضع المرضى أولاً. منح الأولوية للتركيز على الأمراض المعقدة التي يواجهها المرضى، وأسس فريقاً من الأبحاث لتطوير علاجات جديدة لهذه الأمراض. بالتزامن مع ذلك، أعاد نورسورثي هيكلة وتنظيم المركز الطبي، ليصبح نظاماً واحداً لرعاية المرضى في ثلاثة مواقع رئيسية تقدم أعلى مستوى من الجودة بأقل قدر من التكلفة.
ومع اهتمامه الكبير وتركيزه على الجودة الفائقة مع وضع صحة المرضى أولاً، أصبح مايو كلينك أفضل مركز طبي في الولايات المتحدة، كما زادت إيراداتها السنوية إلى 12 مليار دولار.
وبمساعدة فريق ماهر من القادة والمسؤولين والأطباء، سوف يتذكر الجميع جون نورسورثي بأنه الشخص العظيم الذي ساعد على علاج ملايين الأشخاص.
رجل البيئة: بول بولمان
أمضى الهولندي بول بولمان حوالي 30 عاماً في مناصب قيادية بشركات كبرى مثل بروكتر آند جامبل، ونستله، قبل أن يصبح في عام 2009 المدير التنفيذي لشركة يونيليفر، العاملة في مجال صناعة منتجات العناية الشخصية والمنزلية والغذائية، وتحت قيادته تمكنت الشركة من التوسع ومضاعفة حجمها مع التقليل من أضرارها البيئية، وزيادة أثرها الإيجابي في المجتمعات، خاصة وأنه راقب مخاطر الاحتباس الحراري، ركز بولمان على الاستدامة، وقدم خطة للاستدامة وعمل على تطبيقها على منتجات الشركة.
يضع بولمان مصلحة العملاء والمستهلكين أولاً، في عام 2011 أكد للشركاء والمساهمين في الشركة أن مهمته لا تقتصر فقط على خدمة المساهمين، ولكن خدمة العملاء والمستهلكين.