لهذه الأسباب تعاني من نقص الإرادة.. وهذا ما عليك فعله
إذا كنت مثل الكثير من الناس فربما تكون تعاني بشدة من قوة الإرادة الآن. قد تكون اتخذت مجموعة من القرارات مطلع هذا العام لتحسين حياj; المهنية والشخصية، وربما تكون قد التحقت بصالة الألعاب الرياضية، ولكن في غضون أقل من شهر لم تفِ بهذه الأمور وتمر عليك الأيام والأسابيع دون أن تفعل أي شيء، ما يجعلك تشعر بالذنب والقلق والتوتر.
إنها ليست غلطتك، تكمن المشكلة في الطريقة التي تفكر بها في قوة الإرادة، والتي غالباً ما تكون خاطئة، نحن نتصرف كما أنها أشبه بالعضلة التي علينا تقويتها من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن العكس صحيح. إذا كنت تجبر نفسك على النهوض من فراشك في الخامسة صباحاً من أجل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، ظناً بأن الأمر سوف يصبح أكثر سهولة مع مرور الأيام، فهذا خطأ وغير صحيح تماماً، لأن الأمور سوف تغدو أكثر صعوبة.
يرجع هذا إلى طبيعة قوة الإرادة، فهي ليست مثل العضلات التي تصبح أكثر أقوى مع الممارسة والاستخدام، ولكنها أشبه بالحساب المصرفي الذي يتقلص كلما سحبت منه أكثر. قالت المؤلفة والمدربة الشخصية جيني إيفانز: "إننا نحاول استخدام قوة الإرادة وانضباط النفس لإجراء تغييرات، ولكن الأبحاث أثبتت أنها موارد يسهل استنفادها، كلما أكثر استخدامها كلما تقلصت".
يقودنا ذلك كله إلى التأكد من أن هناك مجموعة من الأشياء التي علينا القيام بها من أجل تعزيز قوة الإرادة داخلنا، والتوقف عن اتباع الطريقة ذاتها لتحفيز أنفسنا على التخلي عن العادات السيئة والسيطرة على النفس من أجل إبعادها عن أي مصدر أذى، ونستعرض هذه الأمور فيما يلي:
سامح نفسك
ربما تعجز عن مسامحة نفسك وتظل تؤنبها وتوبخها إذا فشلت في السيطرة عليها أو إذا مررت بالكثير من التجارب الفاشلة والإخفاقات، أو عجزت عن الوفاء بوعودك. ولكن تذكر أن هذه الإخفاقات طبيعية والكل يمر بها، لذلك توقف عن معاقبة نفسك وسامحها وكافئها إذا حققت أي انجاز بسيط.
تعامل مع قوة إرادتك بحكمة
تماما حتى لا يفرغ حسابك المصرفي، عليك أن تتعامل مع النقود الموجودة فيه بحكمة ولا تنفقها كلها سريعاً، كذلك عليك التعامل بالطريقة نفسها مع قوة الإرادة. قم بخطوات بطيئة لاكتساب عادات جديدة صحية ولا تجبر نفسك على القيام بأي شيء.
استخدم قوة الإرادة لفترات قصيرة
إذا وجدت نفسك مضطراً إلى استخدام قوة الإرادة الخاصة بك، فابحث عن طرق لاستخدامها لفترات قصيرة حتى لا تنفد على المدى البعيد. على سبيل المثال لا تتخذ قرارا بعدم تناول السكر أبداً في حياتك، ولكن قرر ألا تتناول السكر لعدة أيام فقط، وإذا نجحت في القيام بذلك فحاول أن تطيل المدة وهكذا، ومع مرور الوقت سوف يتحول الأمر إلى عادة.
اخلق عالمك الخاص
ابنِ لنفسك عالماً خاصاً تستطيع فيه اتخاذ قرارات سهلة، على أن يكون هذا العالم مليئا بالأمور المريحة والتي تجعلك تشعر بالارتياح والسعادة والرضا. حاول أن تهيئ هذه المساحة، سواء كانت في منزلك أو عملك، بكل الأشياء التي تجعلك هادئاً، من اللوحات الفنية المريحة للأعصاب والوجبات الخفيفة المريحة، والمشروبات المنعشة.
شتت نفسك
بالتأكيد تسمع عن "اختبار المارشملو"والذي يقيس قدرة الأطفال على المقاومة ومدى إرادتهم، فإذا تمكنوا من الصمود لمدة 20 دقيقة يحصلون على قطعة أخرى. ووجد الاختبار أن الأطفال يستطيعون النجاح في هذا الاختبار إذا تمكنوا من صرف انتباههم وتشتيت ذهنهم.
أفضل طريقة لتعزيز قوة الإرادة هي صرف الانتباه، إذا كنت ترغب في تجنب القيام بشيء ما أو فعل ما سلبي ولكنه ممتع، فابحث عن شيء أقل سلبية ولكن بإمكانه اسعادك بنفس القدر.
استخدم الصور
أسرع طريقة لبعث رسائل إلى دماغك هي الصورة، وفقاً لكارلا ستريت مديرة التخطيط والقيادة والمُدربة الشخصية. قالت كارلا إنك تستطيع استخدام الصور لإسعاد نفسك، كما أنك سوف تستطيع استخدامها كمحفز قوي. على سبيل المثال، نُظهر الأبحاث أن الناس يميلون إلى الادخار لما بعد التقاعد بعد مشاهدة صور جرى تعديلها لأنفسهم بعد أن يكبروا في السن، كما أن نسبة كبيرة من الناس يقلعون عن التدخين بعد أن شاهدوا صوراً لأشخاص أصيبوا بسرطان الرئة.
قم بتغييرات بسيطة
كلما كانت التغييرات أصغر وأبسط كلما كانت أفضل. بهذه الطريقة سوف تتمكن من تحقيق الكثير من الإنجازات ما يساعدك على ألا تفقد دافعك للعمل ويبقيك متحمساً طوال الوقت، كما أنك سوف تصبح مُستعداً للتعامل مع التغييرات الأخرى التي تحدث على المدى الطويل، ومع مرور الوقت سوف يصبح التغيير عادة وسوف تحقق تقدماً كبيراً مع مرور الوقت.
تذكر أن تحظى بالكثير من المرح، وأعلم أنه كلما قل عدد القرارات التي يتعين عليك اتخاذها كلما زادت حجم المتعة، ما يقود إلى نتائج أفضل وحياة أكثر سعادة.