تعرف على تداعيات مشروع ستارلينك على البلدان النامية.. فوائد وأضرار
على رغم أن الخطة الطموحة التي أعلن خلالها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مالك شركة سبيس إكس إطلاق أقمار اصطناعية تحت مسمى مشروع "ستارلينك"، والذي يهدف عبره إلى بث خدمة الإنترنت عالي السرعة إلى جميع أنحاء العالم بتكلفة منخفضة، إلا أن المهمة سيكون لها بعض الآثار السلبية، خاصة على العالم العربي.
فجوة رقمية
ووفقا لما تم الكشف عنه فإن مشروع ستارلينك يقوم على إطلاق 12 ألف قمر صناعي توضع في مدارين، يضم الأول 4425 قمراً على ارتفاع 1200 كم، فيما يضم الثاني 7518 قمراً على ارتفاع 340 كم؛ بهدف التواصل بين الأقمار في المدارين وكوكب الأرض بسرعة كبيرة .
ويأتي مشروع ستارلينك في ظل الفجوة الرقمية الهائلة التي يعانيها 7.5 مليار شخص على كوكب الأرض، فعلى رغم أن نحو 45% فقط من سكان العالم لديهم اتصال بالإنترنت، وحتى بعد طفرة النمو الهائلة، إلا أنه حدث تباطؤ في نمو الوصول إلى الإنترنت العالمي بشكل ملحوظ. ذلك أن معظم شبكات الإنترنت تأتي من كابلات الألياف الضوئية الأرضية، وتحت سطح البحر، لكنها لا تصل إلى كل مكان.
ومن هنا يهدف المشروع إلى حل مشكلتين كبيرتين مع الإنترنت الحديث، وهما عدم وجود اتصالات واسعة النطاق وبأسعار معقولة، والتأخر الكبير في الاتصالات بين المواقع البعيدة مما يجعلها تكلف مليارات الدولارات.
ساعة Magic من HONOR تصل إلى أسواق المملكة.. ذكية ومريحة ومتينة
حل سحري
لذلك يبدو مشروع كحل سحري لدى الملايين ممن يعانون من صعوبة الوصول لشبكة الانترنت أو لا يجدون إليها سبيلاً من الأصل، ويتوقع أن يكون للمشروع تأثير كبير على سوق الاتصالات في العالم وسينهي حياة مئات الشركات العملاقة والتكنولوجيات الجديدة، حيث سيمكّن ستارلينك مئات الملايين في المناطق النائية من الإبحار في شبكة الانترنت، مما يمكن أن يساعد البلدان النامية والمناطق الريفية وخاصة أفريقيا، وأجزاء كبيرة من آسيا والشرق الأوسط لتحقيق ارتباط بهذه الشبكة عالية السرعة منخفضة التكلفة، ونتيجة لذلك سيساعدهم ذلك على تقوية المجالات الأخرى، مثل الاقتصاد.
وفي خطوة تدل على الإيمان التام بأهداف هذا المشروع الطموح وافقت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) على إطلاق المرحلة الأولى للمشروع، أي 4.400 قمر صناعي، ومن المتوقع أن يتم إرسال 1.584 منها في السنوات القادمة.
بتكلفة 1.5 مليار دولار.. أمازون تبنى مطارها الخاص لشحن بضائعها حول العالم (فيديو)
عصر معلوماتي
وعلاوة على الفوائد السابقة فإن المشروع سيتيح المعلومات والإنترنت للناس كافة في كل العالم، وبذلك سنصل إلى عصر معلوماتي مختلف تماماً حر وبدون بوابات، حيث إن "ستارلينك" سيتنزع من الدول جانباً كبيراً للغاية من سلطوتها على الإنترنت، وسيصعب على الدول أن تمارس أي تدخل أو رقابة على أمر هو في الفضاء المطلق، ولن يكون لها أي صفة قانونية أو جوهرية في تقنين هذا النوع من الإنترنت .
ونتيجة لذلك قامت الكثير من الحكومات كالمكسيك والهند وغيرها بإيقاف الخدمة سابقا، وكانت تقوم على إتاحة الوصول إلى نحو 20 موقعاً مجاناً منها فيسبوك، و”كان السبب هو أن تلك الحكومات رأت أن الخدمة ضد حرية تداول المعلومات وحرية الوصول إلى الإنترنت؛ لأنها ليست متاحة للجميع بالشكل نفسه والدرجة نفسها. مؤكدة أن الفضاء السيبراني جزء من السيادة الوطنية ويجب حمايته كغيره من الفضاءات والمنشآت .
يذكر أن "ستارلينك” ليس المشروع الأول من نوعه بل سبقته شركات عملاقة أخرى مثل جوجل وأمازون، كذلك كان لدى فيسبوك تجربة تسمى Facebook Zero واجهت كما ضخما من المشاكل.