العطف يجعلك قائداً عظيماً.. هكذا تقول الأبحاث
نعيش الآن في عالم مليء بالاختلافات ويصعب فيه الاتفاق على شيء واحد، وهذا جيد نوعاً ما لاسيما وأن خلافاتنا وتصوارتنا وأفكارنا المتباينة غالباً ما تقودنا إلى أعظم النتائج سواء في الحياة أو العمل، لكن وسط كل هذه الاختلافات والخلافات هناك شيء واحد فقط لا يمكن المجادلة بشأنه وهو "العطف" الذي أجمع كثيرون على أنه من أهم المقومات التي يجب أن يتحلى بها القادة إذا أرادوا أن يصبحون عظماء.
ويوجد الكثير من الدراسات والأبحاث التي أثبتت أهمية أن يكون المدير عطوفا ولطيفا، حسب بحث أجرته إيمي كودي من كلية هارفارد للأعمال مع بعض زملائها فإن القادة الذين يُظهرون عطفهم إلى موظفيهم قادرون على التواصل معهم بشكل أفضل، ويكسبون ثقتهم أسرع مقارنة بأقرانهم، ووجد بحث آخر أجراه الباحثون في جامعة أكسفورود أن هناك علاقة وطيدة بين العطف والسعادة، واكتشفوا أن تعاطف القادة مع فريق العمل يجعلهم أكثر انتاجية، ويحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم.
سمات القائد العطوف
يوجد بعض السمات التي يجب أن يتحلى بها القائد العطوف، والتي بمجرد أن يُظهرها للموظفين سيشعرون بالقرب منه وتزداد ثقتهم فيه، والتي نستعرضها في السطور الآتية:
التقييم الهادف
وجدت دراسة نُشرت في هارفارد بزنس ريفيو أن المديرين العطوفين يقدمون تقييماً هادفاً للموظفين، لكي يساعدوهم على شخصيات أفضل، كما أنهم يستخدمون عبارات رقيقة ويحسنون اختيار كلماتهم خلال إخبارهم بعيوبهم وأخطائهم.
الاهتمام بالموظفين
المدير العطوف يُظهر اهتمامه بالموظفين ويتعامل معهم باعتبارهم بشرا وليس آلات تتحرك بطريقة مُعينة لكي تُحقق الأهداف، لذلك يراعي مشاكلهم وظروفهم الشخصية، ويحتويهم وقد يمد لهم يد العون إذا لزم الأمر.
الدعم والتشجيع
يحتاج الموظفون دائماً إلى الدعم من مديريهم وإلى التشجيع لكي يواصلوا عملهم، ويبذلون جهداً أكبر لتحقيق أهداف الشركة، والمديرون العطوفون لا يتأخرون عن ذلك، فهم يحرصون على دفع من يعملون معهم إلى الأمام، ويوفرون لهم كل السبل والأدوات لكي يتمكنوا من تحقيق النجاح.
كيف يساعدك العطف على تحقيق النجاح؟
حسب الأبحاث والدراسات العديدة التي اُجريت في هذا الشأن، فإن العطف يساعد المديرين على أن يكونوا قادة عظماء، ويمكنهم من تحقيق نجاح أكبر من الذي تخيلونه، وفيما يلي بعض الأمور التي يساعدك العطف على الوصول إليها:
التقدير يجعل الموظفين أفضل
كونك قائدا عطوفا يعني أنك تحتفي بنجاح الآخرين في العمل، وأنك تهتم بهم فعلاً. أظهر بحث أجرته شركة عالمية أن الاعتراف والتقدير من أهم العوامل التي تدفع الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم. وهناك العديد من الأشكال والصور للتقدير والاعتراف بالمجهود المبذول والتي تتمثل في الترقيات والعلاوات وعبارات المديح والشكر، وكذلك تقديم الدورات التدريبية التي تساعدهم على التحسين من أنفسهم.
التواصل يساعد على الوصول إلى أفكار أفضل
من المنطقي أن القادة اللطفاء والعطوفين لديهم قدرة أكبر على التواصل مع الآخرين والاتصال معهم، ومن البديهي أن يكون لديهم أجندة دسمة تحتوي على أرقام ووسائل الاتصال بأشخاص ماهرين في صناعتهم. علاوة على ذلك أثبتت الدراسات والأبحاث أن المديرين العطوفين يهتمون بآراء وأفكار الموظفين ما يقود إلى التوصل إلى أفكار أفضل، والوصول إلى حلول وسطى والوقوف دائماً على أرض مشتركة، وهو ما يقود إلى تحقيق نجاح أكبر.
تحسين العلاقات الإنسانية مع الآخرين
باعتبارك قائدا سيكون عليك في بعض الأحيان أن تجعل الآخرين يعرفون أنهم ربما لا يلبون توقعاتك، والمحادثات التي تُجريها في هذا الوقت تكون بعيدة كل البعد عن التصرفات التي تنم عن تعاطف، لكن القادة الذين يتعاطفون مع موظفيهم ويرغبون في مساعدتهم ليصبحوا نسخا أفضل مما هم عليه الآن، يبنون علاقات أقوى مع موظفيهم.
وقد كشفت دراسة استمرت 10 سنوات أُجريت في كلية هارفارد للأعمال أن الشيء الأول الذي يعوق المديرين التنفيذيين عن التواصل مع موظفيهم هو عجزهم عن تأسيس علاقات قوية ومليئة بالثقة مع العاملين معهم.
خلاصة القول، إننا نعيش في عصر أصبح مليئا بالخلافات، وكلنا لدينا آراؤنا وأفكارنا وتصوراتنا، فإذا أدخلت كلمة "القيادة" في مُحرك البحث جوجل ستظهر لك في أقل من 45 ثانية ملايين الاستنتاجات، وستظهر أمامك معلومات عديدة ربما تساعدك على أن تغدو قائداً أفضل، ومع ذلك عليك ألا تنسى أبداً أن العطف من أهم الصفات التي عليك التحلي بها لكي تكون قائداً عظيماً قادر على إدارة الأمور بطريقة أفضل وأكثر سلاسة وسهولة.