هل تطيح الصحافة الإلكترونية بالورقية؟ الإجابة بالأرقام
هل ستموت الصحف الورقية؟ هذا هو النقاش المحتدم في هذه الأيام، يقول الكثيرون إن زوال الصحيفة اليومية مجرد مسألة وقت، إن مستقبل الصحافة يكمن في العالم الرقمي للمواقع والتطبيقات وليس الصحف الورقية كما يقولون.
لكن انتظر، تصر مجموعة أخرى من الناس على أن الصحف كانت معنا منذ مئات السنين، ورغم أنه قد يتم العثور على جميع الأخبار ذات يوم على الإنترنت، إلا أن الصحف الورقية لا تزال معنا منذ مئات السنين.
مشروع عالمي لإطلاق 3000 قمر صناعي لتوفير الإنترنت فائق السرعة
في المقابل فإن الصحافة الإلكترونية حديثة نوعا ما وهي تشهد ثورات وتطورات كبيرة خلال العقد الأخير، سواء على مستوى تعدد أنماط التغطية ودعم البث الحي وأشرطة الأخبار العاجلة ونشر التقارير المفصلة سريعا بعد الأحداث، إضافة إلى تطور أنظمة إدارة المحتوى ونشره.
هل سيأتي اليوم الذي تطيح فيه الصحافة الإلكترونية بالورقية؟ هذا هو السؤال الذي سنجيب عليه من خلال إلقاء الضوء على حال الصحافة الورقية وهل تحقق نموا أم إن حصتها تتآكل لصالح الصحافة الإلكترونية؟
-
جمهور الصحافة الورقية في تراجع
في عام 2017، بلغ إجمالي توزيع الصحف اليومية الأمريكية (المطبوعة والرقمية مجتمعة) 31 مليونًا في أيام الأسبوع و 34 مليونًا ليوم الأحد، بانخفاض 11٪ و 10٪ على التوالي مقارنة بعام 2016.
كانت الانخفاضات هي الأعلى في تاريخ الصحافة الورقية: انخفض تداول الصحف المطبوعة في أيام الأسبوع بنسبة 11٪ وتراجعت خلال يوم الأحد بنسبة 10٪.
هذا يعني أن عدد قراء الصحف الورقية في تهاوٍ كبير خلال السنوات الأخيرة مع انتشار التطبيقات الإخبارية والمواقع الإلكترونية التي تقدم الخبر وتحلله وتنشر مقالات ذات صلة والفيديوهات والمحتوى الإخباري بكل أشكاله.
-
نمو الصحافة الإلكترونية بقوة
وفقًا للتقارير التي تم إنتاجها بشكل مستقل فإن The New York Times و The Wall Street Journal، شهدت كلتا الشركتين مكاسب كبيرة في التداول الرقمي خلال عام 2017: 42٪ للتايمز و26٪ لصحيفة وول ستريت جورنال بالإضافة إلى المكاسب في عام 2016 إذا تم إدراج هذه الأرقام المنتجة بشكل مستقل في كل من عامي 2016 و 2017، لكان التداول الرقمي خلال أيام الأسبوع قد ارتفع بنسبة 10٪.
وتتمتع الصحافة الإلكترونية بالعديد من المنافذ التي يمكنها من خلالها جلب الزيارات والتسويق للمواد التي تنشرها ومنها رسائل البريد الإلكترونية التي ترسلها للمشتركين إضافة إلى انضمامها إلى خدمات الأخبار مثل آبل نيوز وجوجل نيوز، ولا ننسى حضورها على الشبكات الاجتماعية وتوسعها إلى سناب شات وبقية القنوات الأخرى.
-
تراجع عائدات الصحافة الورقية مقابل ارتفاع عائدات الصحافة الرقمية
بالعودة إلى صناعة الصحف ككل، بلغ إجمالي إيرادات صناعة الصحف المقدرة لعام 2017 16.5 مليار دولار، بناءً على تحليل المركز للبيانات المالية لشركات الصحف المتداولة علنًا.
انخفض هذا بنسبة 10٪ مقارنة بعام 2016، بلغ إجمالي إيرادات المبيعات المقدرة 11 مليار دولار، والذي تم تغير بشكل طفيف فقط عن عام 2016 بزيادة 3٪.
يستمر الإعلان الرقمي في النمو كنسبة من إجمالي إيرادات الإعلانات، وهو اتجاه مدفوع إلى حد كبير بالنمو في الإعلانات على الأجهزة المحمولة.
في عام 2017، وفقًا لتقديرات eMarketer، نما الإعلان الرقمي إلى 90 مليار دولار، بزيادة من 72 مليار دولار في عام 2016، ويقدر أنه يمثل 44٪ من إجمالي إيرادات الإعلانات، ارتفاعًا من 37٪ في عام 2016.
استمر النمو السريع لإيرادات الإعلانات عبر الأجهزة المحمولة، حيث ارتفع من 47 مليار دولار في عام 2016 إلى 61 مليار دولار خلال 2017، على الرغم من أن إيرادات الإعلانات على سطح المكتب شهدت أيضًا زيادة في عام 2017، إلا أن إيرادات الإعلانات على الأجهزة المحمولة كانت تمثل ثلثي إيرادات الإعلانات الرقمية.
عند النظر بشكل أكثر تحديدًا إلى الإعلانات المصوّرة الرقمية، والتي تتضمن لافتات ومقاطع فيديو وإعلانات أخرى تعملها عادةً المنظمات الإخبارية ومواقع الويب الأخرى إلى جانب محتواها، استمرت الإيرادات في الارتفاع في عام 2017، وكان الدافع وراء هذا الارتفاع هو نمو إيرادات الإعلانات المصوّرة للجوّال وسطح المكتب.
تراجع عائدات الصحافة الورقية طبيعي بالنظر إلى أن المبيعات في تراجع مستمر لصالحة الصحافة الرقمية التي لا تزال تنمو وأمامها كعكة المليارات من الدولارات.
-
هل سيأتي اليوم الذي تطيح فيه الصحافة الإلكترونية بالورقية؟
لا تزال الصحافة الورقية تتمتع بقدرة على الوصول إلى الكثير من الناس حول العالم خصوصا في الأسواق الناشئة والصاعدة حيث رأينا فيس بوك ينشر إعلانا بخصوص خطورة الأخبار المزيفة في الهند من خلال الصحف الورقية هناك.
الغرض ليس فقط الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص وتوعية الناس بل أيضا الوصول إلى الفئات الكبيرة في السن والتي لا تزال تفضل الصحافة الورقية.
يقول المراقبون أنه من المنتظر أن تتجاوز الصحافة الإلكترونية نظيرتها الورقية، وقد بدأت في فعل ذلك خصوصا بالنسبة للفئات الشابة والصغيرة.