أنهت 5 سنوات عجاف في البحث عن النفط.. تعرف على القصة الكاملة لاكتشاف البترول في المملكة
عندما يبدأ أحدهم في شق طريقة نحو مستقبل مشرق، وذلك من نقطة انطلاق تكون وقتها كافة مراحل حياته محسوبة بالخطوة، فربما يمر بالكثير من الخطوات حتى يستقر على إنجاز يعبر به إلى بر الأمان في حياته على كافة المستويات، الأمر هنا مختلف لكن البداية دائمًا ما تكون بالمسابرة وبذل الجهود المضنية، فتاريخ المملكة العربية السعودية مليئ بالنجاحات والإنجازات، ولكن هناك نقط فاصلة وتواريخ تحول لا يمكن تغافلها.
خطة اكتشاف النفط في المملكة:
لعل أبرز تلك النقاط تاريخ اكتشاف المملكة للنفط، حيث تمكن الملك عبدالعزيز آل سعود، الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية، في إنجاح خطته لإيجاد مصدر دخل للبلاد، حتى يستفيق عن طريقه الاقتصاد، للخروج من دائرة الاعتماد على موارد السياحة الدينية من الحج والعمره.
الحكاية بدأت بنصف مليون جنيه استرليني، على سبيل القرض من قِبل الحكومة البريطانية، بعدها تعاقدت الدولة مع إحدى الشركات الأمريكية الرائدة في مجال التنقيب وقتها، من أجل التنقيب على النفط، لتتوافد الشركات للتنقيب في أكثر من مكان، ليبدأ تاريخ الدولة في التحول لواحدة من أكبر مصدرى النفط على مستوى العالم من وقتها وحتى يومنا هذا.
5 أعوام من البحث:
5 أعوام كاملة مرت دون العثور على شيئ، لا نفط ولا غاز، التنقيب استمرت فيه الشركات الأجنبية ولكن دون جدوى، واعتمدوا وقتها على البدو لإرشادهم من أجل الحفر في المناطق التى يبحثون عنها، وصل المنقبون إلى العديد من الأبيار ولكن كلها كانت خالية، كان كلمة السر وقتها الجيولوجي ماكس ستانكي، الذي أصر أن هناك أمل في العثور على النفط، وساعده وقتها مواطن سعودي يدعي خميس بن رمثان، وأدله على بئر في مدينة الدمام، في سابقة لم يصل إليها أحد قبلهما.
وفي شهر مارس من العام 1938، حصل السعوديون على أكثر من 1500 برميل نفط في اليوم الواحد، بفعل البئر المكتشف آخيرًا، وظل الملك عبد العزيز، وما تلاه من ملوك للمملكة العربية السعودية، يطورون في نفط المملكة حتى أصبحت حقولها الأكبر في العالم كافة.
المملكة وقصة أوبك:
بعد مرور أكثر من 20 عامًا، باتت المملكة أحد الدولة الخمسة المؤسسة لمنظمة الدول المصدرة للبترول، والتى أُطلق عليها "أوبك"، وذلك بهدف توحيد السياسات البترولية على مستوى العالم، بين أعضاء المنظمة، بالإضافة إلى التأكيد على ضمان مقابلة الطلب على البترول بالأسعار العادلة.
أما في العام 1967، تقدمت المملكة العريبة السعودية، بمقترح طرحته على ليبيا والكويت، من أجل إنشاء منظمة تجمع الدول العربية المصدرة للبترول، وعقب دراستهم للأمر بشكل تشاوري جماعي، قامت الدول الثلاث بالتوقيع على اتفاقية لإنشاء منظمة الدول العربية المصدرة للنفط أوابك، وذلك في العاصمة اللبنانية بيروت في يناير 1968.
وأُختريت الكويت وقتها لتكون مقرًا رئيسيًا للمنظمة العربية، حيث وصل فيما بعد عدد أعضائها إلى 10 أعضاء، وذلك إن دل فهو يظهر ما وصلت إليه المملكة في هذا المجال بعد اكتشاف أول بئر بترول في تاريخها.