إنفوجراف.. السعودية تراهن على التكنولوجيا وتستعد لعصر ما بعد النفط
تعد المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العام، وهي التي تعتمد منذ عقود على هذه المادة كصناعة أساسية تقف وراء العائدات الكبيرة التي تحققها باستمرار، لكنها وخلال السنوات الأخيرة تتجه القيادة إلى الإستثمار في قطاع جديد متفوق على النفط، ألا وهي التكنولوجيا.
وأكدت المملكة في الشهر الماضي أنها اشترت حصة في شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية مقابل نحو ملياري دولار من خلال صندوق الاستثمار العام. كما أكد المدير التنفيذي للشركة الأمريكي إيلون ماسك مؤخراً أنه "يجري محادثات" مع صندوق الاستثمار السعودي للحصول على الدعم في جعل الشركة خاصة.
علاوة على ذلك، يمتلك صندوق الإستثمار في المملكة العربية السعودية استثماراً بقيمة 3.5 مليار دولار في شركة Uber Technologies التي تقدم خدمات النقل التشاركي من خلال تطبيقاتها على الموبايل، إضافة إلى حصة بقيمة 45 مليار دولار في صندوق التكنولوجيا مع بنك سوفت بانك والذي تصل تكلفته الإجمالية إلى 100 مليار دولار، إضافة إلى استثمارات مدروسة بنحو مليار دولار في شركات الفضاء التابعة لمجموعة فيرجن.
في أكتوبر من العام الماضي، أعلن ولي عهد المملكة محمد بن سلمان عن تأسيس مشروع نيوم، وهي مدينة مستقبلية بقيمة 500 مليار دولار، يأمل أن تستضيف المزيد من الروبوتات أكثر من الناس في شبه جزيرة مهجورة في شمال غرب المملكة.
سيكون لدى المدينة رابط "مع الذكاء الاصطناعي، مع إنترنت الأشياء - كل شيء" وستركز على التكنولوجيا والسياحة والصناعات المتقدمة.
يتضمن المشروع جسرًا يمتد على البحر الأحمر، يربط المدينة المقترحة بمصر وبقية إفريقيا، ما سيربط بين القارتين آسيا وافريقيا، إضافة إلى تعزيز السياحة البينية بين القارتين المتجاورتين.
وفي حين أن وكالة الطاقة الدولية ترى أن الطلب على النفط يرتفع بأكثر من 10٪ إلى 103.5 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2040، فإن التقدم في كفاءة المركبات، وارتفاع حصة السيارات الكهربائية، وتقليل معايير الانبعاثات والتحولات إلى مصادر أخرى للوقود من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط الخام بشكل عام وهو ما تدركه جيدا المملكة السعودية.
كل ما تريد معرفته عن Workplace.. الشبكة الاجتماعية للأعمال من فيس بوك
المعلوم أن حوالي 60 في المئة من النفط الخام يستخدم في النقل، وهو المجال الذي تظهر فيه أكبر التغييرات التكنولوجية، حسب بلومبرج.
ومع ذلك ، فإن الابتعاد عن النفط ليس بالأمر المؤكد، في حين أن الإيرادات غير النفطية آخذة في الازدياد، إلا أن الدخل من صادرات الخام لا يزال يشكل الركيزة الأساسية لاقتصاد المملكة العربية السعودية.
إن استثمار المملكة في تسلا بقيمة 2 مليار دولار يعادل أقل من ثلاثة أيام مما تكسبه من بيع النفط في الخارج بالأسعار الحالية ومستويات الإنتاج، وهذا وفقا لحسابات بلومبيرج المستندة إلى بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
بالنسبة لمدينة نيوم، يشير منتقدو الخطة إلى المحاولات الماضية الفاشلة لإصلاح الاقتصاد السعودي الذي شمل أيضًا إنشاء مدن صناعية في الصحراء.
يعتبر تنويع أكبر اقتصاد عربي بعيداً عن النفط أمراً محورياً في برنامج رؤية 2030 للحكومة، والاستثمارات التي يقوم بها صندوق الإستثمارات السعودي هي عنصر أساسي.
وقد دعت الحكومة إلى بيع الأسهم في شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية، من أجل أن يصبح الصندوق أكبر صندوق استثمارات في العالم، حيث سيسيطر في النهاية على أكثر من تريليوني دولار من الأصول.
وكجزء من صفقة "فيرجين جروب"، سيستثمر الصندوق في " Virgin Galactic" و " The Spaceship Co" و "Virgin Orbit" ، ولديه خيار استثمار 480 مليون دولار إضافية في خدمات الفضاء التابعة للمجموعة.
تخطط المملكة العربية السعودية لدعم خطط المشاريع الخاصة بعمليات الطيران البشرية وإطلاق الأقمار الصناعية في المدار، وقد تتعاون مع شركة فيرجن لإنشاء ما أسمته المملكة "صناعة الترفيه المتمركزة حول الفضاء" في البلاد.
ويعكس هذا الاستثمار الخطوات الكبيرة التي تتخذها المملكة العربية السعودية نحو "اقتصاد متنوع قائم على المعرفة" من خلال الاستثمار في "القطاعات والتكنولوجيات التي تقود التقدم على مستوى عالمي"، كما قال ولي العهد عند الإعلان عن الصفقة.