قصة «عظيم بريمجي» أكثر المليارديرات عطاءً حول العالم
لطالما اشتهر رجل الأعمال وثاني أغنى رجل في الهند الملياردير عظيم بريمجي بكثرة تبرعاته من ثروته التي تقدر بنحو 18.4 مليار دولار لصالح الأعمال الخيرية لاسيما بعدما فاقت تبرعاته صافي ما يملكه من ثروة الآن.
وينحدر بريمجي من أسرة متوسطة، عاش وترعرع كمواطن هندي بسيط في مدينة مومباي ثم هاجر بعد الانتهاء من مراحل الدراسة والتخرج من الثانوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدرس الهندسة في جامعة ستانفورد المرموقة وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة.
لكنه بعد وفاة والده حول شركته الصغيرة التي تقوم بإنتاج الزيوت النباتية وتحمل اسم “ويبرو المحدودة” إلى عملاق في مجال التكنولوجيا وأنشطة التعهيد (outsourcing). ونجح بذكاء في استثمار الكفاءات الهندسية البرمجية وهندسة الكمبيوتر الموجودة بوفرة في الهند في تطوير شركته والصناعة الإلكترونية في هذا المجال.
وسع بريمجي نشاطات الشركة التي بدأت تنتج المصابيح الكهربائية ومواد التجميل و مواد المخابز إضافةً للقطع الهيدروليكية وباعتبار أن نشاطها لم يعد في مجال الخضار فقد غير بريمجي اسم الشركة ليصبح Wipro.
في عام 1979 قامت الحكومة الهندية بإيقاف نشاطات شركة IBM للبرمجة في البلاد، ووجدها بريمجي فرصة ذهبية للدخول في مجال برمجة الكمبيوتر الصاعد وقتها وبدأ بتحويل نشاط Wipro نحو البرمجة.
أما في مرحلة الثمانينيات فعمل بريمجي على التعاون مع العديد من شركات الكمبيوتر مثل شركة Sentinel Computer Company الأمريكية، وصنع من Wipro شركة رائدة في مجال عتاد الكمبيوتر كما أدخلها لتنافس في مجال البرمجة وتكنولوجيا المعلومات.
واليوم أصبحت "ويبرو" واحدة من أكبر الشركات المنتجة لبرامج الكمبيوتر في الهند وهي توظف نحو 170 ألف شخص، وتحقق مبيعات سنوية قدرها 8.5 مليار دولار، ورغم أنها تتخذ من بنغالور مقراً لها، لكنها تمتلك الشركة مركزاً للابتكار في وادي السليكون.
وقد أدرجت مجلة “فوربس” بريمجي في قائمة أغنى رجال العالم معتبرة إياه أغنى رجل في الهند خلال الفترة بين 1999 و 2005 وقدرت فوربس ثروته الصافية وهو يعتبر ثاني اثرياء الهند مع ثروة تقدر بحوالى تقدر بنحو 18.4 مليار دولار.
ووفقاً لموقع "موني كونترول"، فإن "بريمجي" جاء خلف كل من الملياردير الأميركي وارن بافيت ومؤسس مايكروسفوت بيل غيتس من حيث القيمة المطلقة للتبرعات لينضم بذلك الى نادي اصحاب المليارات المحسنين المعروف باسم "غيفينغ بليدج" (تعهد العطاء) الذي انشأه غيتس وبافيت.
عائلة الجفالي التجارية السعودية..بدأت بمحل صغير مقتطع من المنزل وانتهت بشركات عملاقة
وقال لدى انضمامه الى "غيفينغ بليدج" ان اغنى الاغنياء "عليهم المساهمة كثيرا في محاولة ايجاد عالم افضل لملايين الاشخاص الذين لا يتمتعون بالحظوة ذاتها وفي هذا الاطار أسس الملياردير الهندي منظمة غير ربحية تحمل اسم "عظيم بريمجي" والتي تلقت جميع تبرعاته، وتركز أعمالها الخيرية في المقام الأول على المناطق الريفية بغرض تحسين نوعية التعليم، وتدعم 150 مؤسسة غير ربحية أخرى تعكف على خدمة المجتمع.
كما قامت المؤسسة بتمويل جامعة "عظيم بريمجي" في بنغالور، والتي تضم حالياً أكثر من ألف طالب، وتخطط لتوسيع نطاق استيعابها إلى 5 آلاف طالب مع أكثر من 400 عضو هيئة تدريس، إضافة إلى إنشاء جامعة أخرى في شمال البلاد.
واستمرارا لتبرعاته الخيرية السخية فقد أعلن بريمجي في الرابع عشر من مارس تبرعه بـ34% من أسهم شركته (ما يعادل 7.5 مليار دولار) لصالح هذه المؤسسة وهو أسخى تبرع من نوعه في تاريخ الهند وقد قفز هذا التبرع الضخم بإجمالي عطاء رجل الأعمال الهندي على مدار حياته إلى 21 مليار دولار، ليعزز مكانته في قائمة الأشخاص الأكثر عطاءً حول العالم .