كيف تحول علي شير عثمانوف من سجين سابق لأحد أغنى سكان الأرض
على رغم ارتكابه جرائم اقتصادية كثيرة منها التزوير والابتزاز، مما قاده في العام 1980 للسجن 8 سنوات، إلا أن ذلك لم يحبط علي شير عثمانوف الذي يحمل الجنسية الروسية وله أصول أوزباكستانية، بل دفعه للعمل بجد ليصبح واحدا من أغنى أغنياء روسيا بل والعالم العالم كله بعدما فاقت ثروته العشرين مليار دولار، ويشغل منصب مدير عام شركة "غازبروم إنفست القابضة"، التابعة لشركة "غازبروم" الروسية لإنتاج الغاز الطبيعي، ويملك حصة كبيرة في نادي أرسنال الإنجليزي، بالإضافة إلى عدة أعمال ومشاريع أخرى.
رحلة صعود ساندر بيتشاي.. أحد أهم المديرين التنفيذيين في العالم
ولد عثمانوف سنة 1953 في شوست بأوزبكستان، وأمضى المرحلة المبكرة من طفولته في طشقند، ثم انتقل إلى روسيا ليلتحق بمعهد موسكو للعلاقات الدولية، وتخرج سنة 1976، ونظرا للتداخلات السياسية التي حصلت إبان تفكك الاتحاد السوفيتي ونتيجة لمركز والده الذي كان يعمل كمدعٍ عام، فقد تم وضع شير عثمانوف في السجن بتهم عديدة، منها التزوير والابتزاز، وقد حُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات، لكنه نجح بعد سنوات طويلة في إثبات براءته بعدما أصدرت المحكمة العليا في جمهورية أوزبكستان حكمًا بإعادة اعتباره وقالت إنه كان ضحية الاضطهاد السياسي.
ويقول عثمانوف في مقابلة أجرتها معه صحيفة "تايمز أوف لندن" عام 2007: "الاتهامات كانت باطلة وملفقة، وخسرت 6 سنوات من حياتي بسبب الخلافات الداخلية في الاستخبارات الروسية "كيه جي بي".
خرج عثمانوف من السجن ولم يكن يملك قرشا واحدا، لكنه اجتهد وبدأ رحلته في عالم الأعمال، وعمل في إنتاج الأكياس البلاستيكية الرخيصة في أواخر الثمانينيات، واستمر في هذا المجال حتى استطاع أن يكوّن صداقاتٍ عديدة مكّنته من أن يصبح المدير العام لإحدى الشركات الاقتصادية المهمة في روسيا وهي "ميتالو إنفست" عام 1999 التي ركزت في الأساس على إدارة مجموعة من عمليات الاستحواذ في صناعة التعدين، فباتت تمتلك حصصًا كبيرة في شركات ضخمة، وأصبحت أكبر منتج لخام الحديد في روسيا.
بعدها اتجه عثمانوف إلى شركة جازبروم القابضة، التي تهتم بصناعة الحديد الصلب والفولاذ والغاز، وأصبح عضوا في مجلس إدارتها، وخلال فترة قصيرة أصبح أحد مُلاك الشركة الأساسيين بعد أن ساهم بخبرته الاقتصادية في سداد ديون الشركة بصفقة ناجحة جعلته إداريا وصاحب رأس مالٍ فيها.
لم يكتف عثمانوف بذلك، واتجه لسوق الأسهم حيث اشترى أسهمًا في عدد من القنوات التلفزيونية الروسية بالإضافة لصحيفة إخبارية روسية أيضا، ولم يكن "عثمانوف" رجل أعمال ذا طراز قديم، بحيث يركز على الأعمال الصناعية التقليدية الضخمة المحققة للإيرادات، حيث اعتبر من أوائل المستثمرين في شبكة "فيسبوك" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"زينغا" و"جروابون".
كما كان أحد المستثمرين المغامرين في الرياضة، حيث اشترى حصة نسبتها 14.58% من أسهم نادي "أرسنال إف سي" الإنجليزي لكرة القدم، قبل أن يرفع حصته إلى 29% عام 2008، بحسب موقع "فيماص إنتربرونيرز".
عثمانوف السجين سابقًا والملياردير العصامي المقرب من دوائر اتخاذ القرار حاليًا، بات صاحب عقلية اقتصادية مستقلة وفريدة من نوعها، جعلته يصبح من أغنى سكان الأرض، حيث يملك ثروة تقدر بنحو 7 .14 مليار دولار، ليحتل المركز الـ58 عالمياً في قائمة مجلة "فوربس" لأغنى أغنياء العالم.
وفي العام 2013 قدرت وكالة "بلومبيرغ" ثروة عثمانوف بنحو 6 .19 مليار دولار، ما يجعله يحتل المركز الـ37 في مؤشر الوكالة للأغنياء، وفي شهر مايو من العام 2014 حل عثمانوف في المركز الثاني بقائمة صحيفة "صنداي تايمز" لأغنى الشخصيات في بريطانيا، بثروة تبلغ 65 .10 مليار جنيه إسترليني.
أهم الأحداث وأبرز التقارير تجدوها على و