ما هي دلالة فتح فرع لبنك ستاندرد تشارترد في المملكة؟
سعت مؤسسات مالية عالمية في الفترة الأخيرة إلى توسيع استثماراتها بالسوق السعودية وكان من آخرها بنك ستاندرد تشارترد الذي قرر مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ الموافقة على الترخيص بفتح فرع له في المملكة.
وتأتي هذه الخطوة تماشياً مع برامج تطوير القطاع المالي، وهي تسهم في تحريك الاقتصاد من خلال تقديم منتجات بنكية تنافسية، وتسهيل وربط التواصل في الاقتصاد السعودي والدول الأخرى، وتحفز الاستثمارات والتجارة البينية بين المملكة والدول التي لها فروع لبنك ستاندرد تشارترد الذي يمتلك أكثر من 1,700 فرع، موزعة في 70 دولة، وتشمل الفروع الشركات التابعة والشركاء والمشاريع المشتركة.
ويعد ستاندرد تشارترد من أعرق البنوك العالمية، ومقره الرئيس بريطانيا، ويتواجد في عدد كبير من دول العالم، وهو مصرف شامل يعمل في الخدمات المصرفية للأفراد والشركات والمؤسسات وخدمات الخزينة، كما يهتم بتمويل المشروعات العملاقة، وأسواق الأسهم والسندات والمصرفية الاستثمارية، وله ذراع تقليدي يختص بالمصرفية الفردية، وتمويل الشركات، والمصرفية الاستثمارية، وإدارة الأصول.
وتعود جذور البنك إلى القرن التاسع عشر، وإن كان تأسس فعليّاً في النصف الثاني من القرن العشرين وتحديداً عام 1969، من خلال اندماج بنكين منفصلين هما: بنك ستاندرد في جنوب أفريقيا البريطاني، الذي أُنشئ عام 1863، وبنك تشارترد في الهند، أستراليا والصين الذي تأسس عام 1853.
ويملك "ستاندرد تشارترد" أن تاريخا عريقا في الشرق الأوسط يعود إلى عام 1920، وبلغت قيمته السوقية نحو 24.4 مليار جنيه إسترليني في 4 أبريل (نيسان) 2017
فيما أعلن البنك ارتفاع أرباحه قبل حساب الضرائب خلال العام المالي الماضي بنسبة 5% سنويا إلى 2.55 مليار دولار مقابل 2.42 مليار دولار في العام المالي السابق، وبلغت أرباحه التشغيلية خلال العام المالي الماضي 14.79 مليار دولار مقابل 14.43 مليار دولار في العام المالي قبل الماضي، كمما ارتفعت أرباح القروض بنسبة 8% حيث ارتفع هامش أرباح نشاط الإقراض بمقدار 3 نقاط أساس إلى 1.58%..
وقد اجتمعت كل هذه النتائج الإيجابية التي حققها "ستاندرد تشارترد" خلال مسيرته وراء موافقة السعودية بالترخيص لهذا المصرف الذي من المنتظر أن يسعى لتطوير القدرات البشرية السعودية وإضافة قاعدة مستثمرين دوليين عبر علاقاته في مختلف أرجاء العالم.
وترتكز إستراتيجية البنك في المملكة على التعامل مع عدد محدود من الشركات الراسخة والمؤسسات المالية ذات الصلة بقدرات منتجات ستاندرد تشارترد ومجال عملها؛ حيث يواصل تقديم معاملات مهمة ويسهم أكثر في تطوير الأسواق المالية في المملكة.
ومن المتعارف عليه أن البنوك العالمية العريقة مثل "ستاندرد تشارترد" تقوم بعمل فحص للبيئة الاستثمارية والتشريعية وقياس معدلات النمو الاقتصادي وحجم الفرص عند دخول أسواق جديدة. ويتم قرار الدخول في تلك السوق على أفضل المعايير العالمية، وهو ما بدا جليا في البيئة التشريعية في المملكة العربية السعودية المبنية على أفضل المعايير الدولية والتي تعد من أهم عوامل الجذب للعمل في المملكة، حيث شجعت رؤية المملكة 2030 بمشاريعها وتنوعها هذا البنك، وستشجع غيره من المؤسسات العالمية في التواجد بالمملكة.
ومن المنتظر أن ينعكس دخول ستاندرد تشارترد إيجابا على صعيد دعم وتمويل الصادرات والواردات والاعتمادات المالية، ورفع الناتج المحلي والدخل القومي من خلال الخدمات البنكية وتمويل القطاعات ومشاريع البنى التحتية وتمويل الصناعات، إضافة إلى نقل الخبرة وإيجاد فرص عمل وتدريب للمواطنين والمواطنات، كون القطاع المصرفي من أكثر القطاعات توظيفاً للسعوديين فضلا عن إيجاد المجال للتنافسية بين البنوك في تقديم أفضل المنتجات التي يحتاجها رجال الأعمال والشركات، مما يسهم في تعزيز وتنشيط حركة الاقتصاد والتجارة.