الملياردير رن تشنغ.. من ضابط في الجيش الصيني لصاحب شركة هواوي
"العالم لا يمكنه ترك منتجات الشركة لأنها أكثر تطوراً" هكذا ردَّ رن تشنغ مؤسس شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" على منع الولايات المتحدة شركته من توفير تكنولوجيا الجيل الخامس لشبكات المحمول بحجة ارتكاب الشركة مخالفات وتُهماً جنائية تشمل تبييض الأموال والاحتيال المصرفي وعرقلة سير العدالة.
استهداف هواوي
وتأتي مخاوف تجسس الشركة لصالح السلطات الصينية والحزب الشيوعي الحاكم، بالنظر إلى طبيعة الوضع السياسي في البلد الآسيوي العملاق السبب الرئيس وراء استهداف شركة "هواوي"، التي صارت ثاني شركة من حيث مبيعات الهواتف الذكية في العالم بعد "سامسونغ" والتي ساهمت بشكل كبير في نمو الصين الاقتصادي في الآونة الأخيرة سواء داخل الصين أو خارجها، حيث انتشرت في العديد من البلدان مثل المملكة المتحدة وباكستان وكندا وتركيا وإيرلندا والسويد وروسيا وغيرها، ويتم نشر منتجات وخدمات الشركة في حوالي 140 بلداً في جميع أنحاء العالم.
كذلك أصبحت شركة هواوي في وقتنا الحالي مورداً عالمياً رائداً لمعدات الاتصالات والهواتف المحمولة وتضم أكثر من 150 ألف موظف في جميع أرجاء العالم.
عائدات الشركة سنويا
وتقدر عائدات الشركة السنوية بحوالي 34 مليار دولار أمريكي، وقد تم تخصيص 10% منها في مجال الأبحاث والتطوير، كما دخل رين قائمة أكثر 100 شخص تأثيراً في العالم بمجلة التايم في عام 2005.
ويشغل رين الذي يُعتبَر من أغنى رجال الأعمال في الصين منصب الرئيس التنفيذي للشركة منذ عام 1988 حتى الآن. وقد ولد زينغفوي في 25 أكتوبر 1944 في مقاطعة زنينغ قويتشو الصينية لأسرة ريفية بسيطة ودرس المراحل التعليمية الأولى في مدارس مقاطعة قويتشو، ثم التحق بمعهد تشونغتشينغ للهندسة المدنية والعمارة في ستينيات القرن الماضي.
بعدها انضم إلى معهد أبحاث جيش التحرير الشعبي الصيني للعمل كمهندس عسكري في وحدة أبحاث تكنولوجيا المعلومات وتم استبعاده بعد فترة من الزمن، ونجح في تحقيق بعض الإنجازات الهامة على صعيد التكنولوجيا التي اعترفت بها الحكومة الصينية واختارته كمندوب من جيش التحرير الشعبي الصيني لحضور المؤتمر العلمي الوطني في عام 1978.
تقاعد رين من الجيش
وفي عام 1982، تقاعد رين من الجيش بسبب تخفيض عدد القوى العاملة في جيش التحرير الشعبي، ومن ثم انتقل إلى شنتشن وعمل في مجال الإلكترونيات. وفي عام 1987، قرر رين أن يؤسس شركة هواوي وكانت الشركة آنذاك تعمل ببيع المعدات الخاصة بالهواتف من هونغ كونغ.
ومن اللحظات المفصلية والمهمة في تاريخ الشركة عندما اتخذت الحكومة الصينية في عام 1996 سياسات صارمة لدعم وتشجيع الشركات التقنية المحلية، والتقليل من استخدام المنتجات الأجنبية المنافسة، هذه السياسات جعلت للشركة وضعاً خاصاً داخل الصين وحكومتها مما كان الأثر الكبير في الانتشار خاصة مع تبني الشركة لسياسة التطوير والبحث بأيدٍ محلية.
تصنيع أجهزة متعلقة بالهواتف
وبدأت الشركة في تصنيع أجهزة متعلقة بشبكات الهواتف المحمولة، وحققت نمواً سريعاً في هذا المجال لتتفوق على نظيرتيها نوكيا وإريكسون كما افتتحت الشركة أكثر من 460 مركزًا في 45 دولة، ما جعلها إحدى الشركات الرائدة عالمياً. ومؤخراً دخلت هواوي مجال صناعة الهواتف الذكية، واستحوذت على 15 في المئة من السوق العالمية، لتحتل المرتبة الثانية بعد سامسونغ، وتتفوق على أبل ضمن أكبر الشركات المصنعة للهواتف الذكية في العالم.
لماذا تحاول أمريكا عرقلة الشركة؟
ونظرا لهذا التفوق تحاول الولايات المتحدة، وبعض الدول عرقلة مسيرة الشركة، ومؤخراً قامت باعتقال ابنة منغ زينغفوي وانزو، المديرة التنفيذية لشركة هواوي، ووجهت تهماً جنائية للشركة، تشمل تبيض الأموال والاحتيال المصرفي وعرقلة سير العدالة لكن رن تشنغ حذر من أن العالم "لا يمكنه ترك منتجات الشركة لأنها أكثر تطوراً" وأضاف" إذا انطفأت الأضواء في الغرب، فإن الشرق سيستمر مضاء، وإذا ساد الظلام في الشمال فالجنوب ما زال باقياً، أمريكا لا تمثل العالم، بل هي جزء من العالم".