تجربة ملهمة.. أصحاب الخبرة الطويلة ليسوا دائمًا المرشحين الأفضل للوظائف
إذا كنت تستعد لإنشاء عملك الخاص وإطلاق شركتك، فربما تبحث الآن عن أشخاص يملكون سنوات طويلة من الخبرة يساعدونك على الوقوف على قدميك وإثبات نفسك في السوق، ومن المحتمل أنك تسعى إلى توظيف الأشخاص الذين لهم باع طويل في عملك ومجال شركتك لاعتقادك أنهم الأكثر مهارة، وهذا لأنك ربما لا تعلم أن المرشحين أصحاب سنوات الخبرة الطويلة ليسوا بالضرورة الأنسب للوظيفة.
دعونا نلقي نظرة على قصة نجاح هذه الشركة الصغيرة، التي أطلقتها مديرتها الشابة منذ سنوات، وكانت بمفردها تمامًا، وحاولت في بداية الأمر توظيف أشخاص لديهم سنوات خبرة طويلة، ولكنها لم تستطع بسبب الميزانية المتواضعة، ما دفعها إلى توظيف شباب صغار السن، وأشخاص من خلفيات مختلفة ليس لديهم خبرة كبيرة، إلا أنها اكتشفت مع مرور الوقت أن الظروف كانت لصالحها، وأنها اتخذت القرار السليم.
كيف يمكن للتكنولوجيا تحسين صحة العاملين ومستوى الإنتاجية؟
تقول مديرة الشركة إن عدد الموظفين وصل الآن إلى 200 موظف، نصفهم تقريبًا بدأوا معها من الصفر وباتوا الآن ماهرين وفعالين، وساعدوها بشكل لم تتوقعه، كما أنهم يشعرون بالانتماء الشديد للمؤسسة، ويحرصون على أن تتمكن من تحقيق أهدافها.
الخبرة لا تدل على امتلاك مهارات
ربما لا يتحلى رجال ورواد الأعمال، خاصة الشباب، بهذه الشجاعة، لذلك تجدهم يعملون على توظيف أصحاب سنوات الخبرة، ويتجاهلون الشباب، وكثيرًا ما يتعرضون إلى ضغوط كبيرة خلال رحلتهم للعثور على أفضل الموظفين وأكثرهم مهارة، لذلك يتجنبون توظيف موظفين صغار لا يملكون خبرة لأنهم ليس لديهم الوقت الكافي لتعليمهم المهارات اللازمة في العمل.
ومن الضروري الإشارة إلى أن امتلاك الموظف لسنوات طويلة من الخبرة لا يعني أنه ماهر في عمله، ففي بعض الأحيان يبذل الموظفون جهدًا كبيرًا من أجل الوصول إلى منصب معين، وبمجرد الحصول عليه يشعرون بالراحة والاستقرار فيتوقفون عن التعلم.
أصحاب الخبرة غير مرنين دائما
غالبًا ما نلاحظ أن الموظفين الذين يملكون سنوات خبرة طويلة في أي مجال، سواء لتسويق أو علم البيانات، غير مرنين، ولا يستطيعون التكيف بسرعة مع بيئة عمل جديدة، لأنهم يتمسكون بالطرق والأدوات التي سبق أن استخدموها في الماضي.
في الوقت نفسه، إذا قررت تعيين أشخاص ليس لديهم خبرة طويلة في الوظيفة ستجد مع مرور الوقت أنهم يساعدون المؤسسة على النمو وتحقيق النجاح، لأنك تجبرهم، دون قصد، على الخروج من مناطق الراحة الخاصة بهم وتضع أمامهم تحديات، ما يسمح لهم بالإبداع.
المقابلات وحدها لا تكفي
تخصص بعض الشركات قدرًا كبيرًا من الوقت وتسخر مواردها من أجل إجراء مقابلات مُعقدة متعددة المراحل لاختيار أفضل الأشخاص وضمهم إليها، وربما تغفل هذه المؤسسات عن أمر غاية في الأهمية، وهو أنها، بغض النظر عن مدى عُمق المقابلة التي تجريها، لن تتمكن من معرفة الأشخاص بشكل كاف، ولكن السماح بالعمل ستة أشهر داخل الشركة سيسمح لها بمعرفة المزيد من المعلومات عن قدرات المرشحين ومهاراتهم.
لذلك من الضروري أن تطرح أسئلة بسيطة ومباشرة خلال المقابلات، على سبيل المثال، اسأله عما إذا كانت دراسته متعلقة بالوظيفة التي يريد العمل بها، تأكد أنه يريد التعلم ويرغب في تحقيق النجاح، وأنه لن يكون عائقًا أمامك.
اخلق جوا يسمح للإبداع أن يتفجر
عندما يكون لديك فريق صغير من الموظفين الذين لا يملكون خبرة ستجدهم يميلون إلى الاعتماد على بعضهم البعض، كما أنهم سيتبعون نهجًا يساعدهم على التعلم والنمو.
توظيف موظفين صغار سيخلق جوا يسود فيه التعلم والتجريب، ما يشجع على الابتكار والإبداع، وهو ما يساعدك على تحقيق نجاح كبير وتحقيق أهدافك المرجوة في نهاية المطاف.
علاوة على ذلك، فإن الموظفين الذين تمكنوا من تحقيق نجاح كبير وأصبحوا قادة رغم أنهم لم يكن لديهم أي خبرة في عملهم عند البدء به، سيكونون مثالاً يُحتذى، وسيلهمون الموظفين الآخرين ويشجعونهم على النجاح والتأكد من أن صغر السن أو عدم امتلاك خبرة لا يشكل حاجزا أمامهم أبدًا.
بالتأكيد تحتاج كل مؤسسة إلى توظيف أشخاص لديهم مهارات كبيرة، وسنوات تمتد يستطيعون خلالها الاستفادة منهم، ولكن في الوقت نفسه على رجال ورواد الأعمال أن يعطوا فرصة للشباب الصغار، وهؤلاء الذين لا يملكون سنوات خبرة، ويساعدوهم على النمو وإثبات أنفسهم.