المماطلة لن تنفعك وستجعل حياتك أسوأ.. فكيف تتغلب عليها؟
هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى المماطلة وتأجيل القيام بأعمال يتحتم عليهم تنفيذها، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو أنها أمر سهل وتجعل الشخص يشعر بشعور رائع، ولكن ليس كل شيء جميل تروادك حياله مشاعر جيدة يكون مفيدًا لك.
وما لا تعرفه هنا هو أن المماطلة أو التسويف أمور ضارة جدًا، ولها تأثير سلبي على مخك، وقد تؤثر على صحتك في نهاية المطاف، وهذا ما يقوله باحثون يعملون على أسباب وتأثير هذه الظاهرة السلوكية.
نعم بالتأكيد أغلبنا لجأ إلى هذا الأسلوب في مرحلة ما في حياتنا خاصة إذا كنا مضطرين للقيام بمهمة ثقيلة على قلوبنا أو نشعر أنها لن تضيف إلينا شيء أو أنها ستزيد من أعبائنا، ولكننا لم نعلم أنه أضرارها قد تكون أسوأ بكثير مما نعتقد.
معركة داخل عقلك
عندما تجد نفسك مُخيرًا بين عدة أمور مثل مشاهدة التليفزيون، أو غسل ملابسك، أو غسل الأطباق، فأن معركة ما تحدث داخل عقلك وتصبح منقسما ما بين رغبتك في الشعور بالمتعة والترفيه، أو الانتهاء من بعض المهام التي سيكون لها تأثيرًا عليك على المدى الطويل.
وهنا سيخبرك مخك أن غسل الصحون أو غسل الملابس أمر غير ممتع على الإطلاق، ويتعين عليك مشاهدة التليفزيون، ولكن إذا فكرت في الأمر مرة أخرى، ستجد أنك ستشعر بالذنب الشديد وستؤنب نفسك أو ربما توبخها لأنك لم تقم بالمهام التي كان عليك الانتهاء منها وشاهدت فيلمًا أو برنامجًا عوضًا عن ذلك.
ووجدت عدة دراسات أن طلاب الجامعات الذين يماطلون يحصلون على درجات أقل من الذين لا يماطلون، كما أن احتمالات إصابتهم بالأمراض تكون أكثر من غيرهم، بالنظر إلى مماطلتهم في الذهاب إلى الأطباء والخضوع إلى الفحوصات الطبية.
وعلاوة على ذلك، وجدت الدراسات أن المماطلين يشعرون بالذنب الشديد والتوتر، عندما يؤجلون القيام بمهمة ما، أو الانتهاء من مشروع ما.
ووجد الباحثون أنه من أهم الأسباب التي تدفع إلى المماطلة هو قلة الثقة بالنفس، وقلة الطاقة، وأحيانا الاكتئاب أو الشعور باليأس.
وفي كل الأحوال، يؤكد الباحثون أن المماطلة لن تنفعك بشيء ولكنها ستجعل حياتك أسوأ، حتى إذا كنت تعتقد أنك بهذه الطريقة تفيد نفسك، وأنك تتبع مسار مختلف في العمل، أو أنك تفعل ذلك من أجل مصلحتك الشخصية ولأن أعمالك تحقق نتائج أفضل عندما تعمل تحت ضغط.
كيف تتغلب على المماطلة؟
وعلى مدار السنوات الماضية، لم تجد أي دراسة علمية أي فوائد للمماطلة، ولكنها أكدت جميعًا أن هذه الطريقة غير صحية، كما أنها قد تؤدي إلى فقدانك لشغفك، وابتعادك عن الهدف.
في الواقع، أجرى الباحثون عشرات الدراسات العلمية للعثور على طريقة تساعد المماطلون على التخلص من مماطلتهم، وفي النهاية الأمر خلصوا إلى أن الوقت الذي تحتاجه لتسليم المهام والطريقة التي تتعامل بها مع المهام بغض النظر عن طبيعتها هما المحركان الأساسيان وراء المماطلة.
فهناك مثلاً بعض المهام المجردة أو التي تشعر أنك تستطيع القيام بها في أي وقت، مثل الإدخار من أجل التقاعد، فلا يوجد لهذه المهمة موعد نهائي، ما يجعلك تشعر أنك قادرًا على البدء غدًا أو بعد غد أو في أي وقت تشاء، وتقودك هذه العقلية وطريقة التفكير إلى المماطلة، عوضًا عن جعل مهامك أكثر رسوخًا في ذهنك.
ووجدت دراسة أُجريت عام 2011 أن الأشخاص الذين حصلوا على صورة توضيحية للحياة التي قد يعيشونها والحالة التي قد يبدون عليها بعد وصولهم إلى سن التقاعد، يكونوا أكثر احتمالا بأن يوفروا المال قبل الوصول إلى هذا السن، من الأشخاص الذي لا يحصلون على هذه الصورة التوضيحية، لأن الصورة شيء ملموس جعلهم يشعرون بخطورة الأمر، وبالتالي باتوا قادرين على تخيل مستقبلهم وأوضاعهم.
لذا مهما كانت صعوبة المهمة التي يجب عليك القيام بها، حاول أن تجد لها مدخلاً يساعدك على تنفيذها بطريقة ممتعة وصحية، وعلى أكمل وجه، حتى لا يفوت الأوان وتجد أنك مضطر إلى التعامل مع قائمة كبيرة بالمهام المتراكمة.