5 كتب تضيء طريقك لفهم كواليس الأزمات الاقتصادية
تعدّ صناديق الاستثمار المشتركة، السبيل الأكثر أمانًا بالنسبة لأغلبية الناس، الذين يتطلعون إلى جني فوائد عالية على المدى الطويل. لكنها لا تحمي المستثمرين من حمّى المضاربة التي تحول الأسواق أحيانًا إلى ما يشبه الكازينوهات، مع ما يتبع ذلك من نتائج كارثية، يمكن توقعها أحيانا.
بعد مرور بضعة أعوام على موجة الذعر الناتجة عن الأزمة المالية الخاصة بقطاع العقارات والسكن، بين عامي 2008- 2009، جمعنا عددًا من الكتب التي توفر فهما عميقا لما حدث، ومعرفة الأسباب، التي أدت إلى وقوع هذه الكارثة المالية، والاطلاع على أبرز تبعاتها.
How Markets Fail لجون كاسيدي:
صدر عام 2009، أي فور وقوع الأزمة. توزعت الآراء بين فريقين في ما يخص المسؤول عن وقوع الأزمة التي بدأت في قطاع العقارات في الولايات المتحدة بين عامي 2008 و2009: الفريق الأول يلقي اللوم على الحكومة، والثاني يلوم السوق. الكاتب المتخصص في الشؤون المالية لدى "نيو يوركر" جون كاسيدي من مؤيدي الفريق الثاني.
في كتابه هذا، يقدم نظرة وافية وسياقا أساسيا لفهم أي فقاعة مالية. سواء كنتم ترغبون في فهم أزمة الأسهم المالية، التي وقعت عام 1920، في الولايات المتحدة، أو أزمة العقارات اليابانية عام 1980، فإن هذا الكتاب هو ما تحتاجون إلى قراءته: إن بروز أي تكنولوجيا جديدة أو انطلاق فترة لجني الأموال بسهولة، يولدان ارتفاعا في أسعار الأصول، ويجعلانها تبلغ مستويات غير مستدامة. يقدم الكاتب مصطلحا جديدا هو "الاقتصاد اليوتوبي"، للتعبير عن نظرية مفادها بأن الأسواق غير المنظمة تؤدي إلى نتائج اجتماعية مثلى.
"13 Bankers" لسايمون جونسون وجيمس كواك:
صدر عام 2010. لفهم الأسباب التي أدت إلى وقوع أزمة مالية، بعد مرور نحو نصف قرن من دون أي أزمات، من الضروري الاطلاع على نظرة تاريخية، كما فعل الخبير الاقتصادي من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا سايمون جونسون وأستاذ القانون من جامعة كونيتيكت جيمس كواك. فهما يعرضان نحو قرنين من محاولات الحكومة للتعامل مع قوة التمويل الكبير، من توماس جيفرسون إلى باراك أوباما.
بالنسبة للمؤلفين، فإن الأزمة الأخيرة هي أزمة أيديولوجية بهتت مع مرور الأعوام، لكنها حظيت بلحظة انتصار مميزة في تسعينيات القرن الفائت، عندما كان الكونغرس مستنيرا بأفكار السوق الحرة لأشخاص مثل آلن غرينسبان، عن تفكيك بعض القيود على المخاطر المالية. إن المصرفيين الثلاثة عشر الذين يأتي ذكرهم في هذا الكتاب، هم كبار التنفيذيين الذين حالوا دون فرض قيود على بعض المسائل المالية التي أدت إلى تضخيم موجة الذعر. كما يحذران في كتابيهما من أنه ما من شيء سيمنع المصرفيين من إعادة اطلاق منتجات "سامة"، سرعان ما ستؤدي إلى وقوع أزمة مالية أكبر في المستقبل.
"The Financial Crisis and the Free Market Cure":
صدر عام 2012 للكاتب جون أليسون الذي يرأس "معهد كاتو المتخصص في أبحاث عن السياسات العامة"، وهو منظمة تدعو إلى الحرية الفردية وتقييد السياسات الحكومية. لا يؤيد الكاتب فكرة أن المصرفيين كانوا السبب الرئيس أو الأوحد وراء نشوب الأزمة المالية. بل على العكس، يرى أن الأزمة ليست إلا نتيجة تدخل الحكومة الفيدرالية في قطاع العقارات والاقتصاد عموما، انطلاقاً من دوافع سياسية. هذا ما أدى، بحسب الكاتب، إلى حوافز مضرة دفعت بدورها إلى أخذ مجازفات مفرطة تسببت بالأزمة الكارثية.
"Age of Greed":
لجيف مادريك، صدر عام 2011. يعكس عنوان هذا الكتاب "عصر الطمع" نظرة الكاتب. ففيما يعرض الكاتبان جونسون وكواك مسار تطور السياسات المالية، يبدو مادريك كأنه كاتب سيرة. يقدم الكتاب قصصاً عن الذين شاركوا بشكل أو بآخر، خصوصاً منذ عام 1970، في ممارسة مزيد من الضغوط باتجاه تحرير السياسة المالية من كل القيود.
أكثر ما يلفت في هذا الاصدار، ليس قوة الصناعة العقلانية التي تسعى إلى الربط بين السياسات العامة، وما يمكن أن ينتج عنها من ميزات وفوائد خاصة. فهذا ما تفعله الصناعات القوية. بل على العكس، إن ما يلفت هنا، هو عدم إعجاب الكاتب بالشخصيات الأساسية، التي أسهمت في تأسيس النظام المالي وما تلاه من تبعات.
"The Big Short":
صدر عام 2010 للكاتب مايكل لويس. إذا لم تفهموا ما الذي حصل فعلاً في قطاع العقارات والسكن في الولايات المتحدة، فإن هذا الكتاب يقدم القراءة المُثلى. يرسم لوحة حية لما حصل، مستعيناً بمجموعة من الناس كانوا يراقبون الفترة ويتوقعون الأزمة. كذلك يعرض لائحة بالعناصر التي أدت إلى وقوع المشكلة، انطلاقاً من نشأة الرهون العقارية إلى توريقها، وصولاً لابتكار الأوراق المالية الغريبة والخطرة التي سُمّيت CDO الصناعية، والمنطق المعكوس الذي دعم الوضع برمته. يقول الكاتب بوضوح: "لا تقدموا قروضاً للذين لا يملكون القدرة الكافية على إيفائها في وقت لاحق".