طرح الأسئلة السر وراء نيل الفرصة الثانية أو الحصول على وظيفة مرموقة
معرفتك لأساليب الإبقاء على استمرار مقابلة العمل معك دليل على تطور ونمو في ملامح شخصيتك على الصعيدين المهني والاجتماعي وذلك وفقاً للباحثة في علوم الإدارة أليسون ووج بروك، وزملائها بجامعة هارفارد والذين بدورهم توصلوا في دراسة بحثية جديدة إلى أن الناس الذين يُقدمون على طرح التساؤلات خصوصا أسئلة المتابعة في إطار المحتوى المتناول بالمحادثة من المحتمل أن يكونوا مديرين جيدين أو متميزين في الوظيفة الموكلة إليهم أو ربما يصبحون من أصحاب الحظ الوفير نتيجة لتحديد ميعاد مقابلة آخر بمقر العمل.
السؤال غير ممنوع!
وللتعرف على المزيد فيما يتعلق بالرابط بين فكرة طرح الأسئلة في مقابلات العمل واحتماليات الفوز بفرصة عمل متميزة ومرموقة أو على الأقل تجديد عقد لقاء آخر معك بالشركة، أجرى مجموعة من الباحثين الأكاديميين دراسة بحثية بعنوان "ليس من المؤلم أن تسأل، فطرح الأسئلة يزيد الإعجاب بك".
وبدورها توضح السيدة أليسون وود بروك الأستاذ المساعد في كلية إدارة الأعمال ماهية الدراسة قائلة إنه يتم عقد مقارنة بين هؤلاء غير المقدمين على التساؤل والآخرين الذين لديهم جرأة الإدلاء بالأسئلة ويكتسبون بالضرورة الحب والإعجاب فضلاً عن تلقيهم لسيل عارم من المعلومات من جانب شركائهم بالمحادثات المنعقدة.
تتألف الدراسة البحثية من فحص بياني لمحادثات عبر الإنترنت ومحادثات مقابلات سريعة وجهاً لوجه، هذا وتتمثل الدراسة في شقين أوليين وفيهما تتم ملاحظة مايزيد عن 600 مشارك في محادثات أونلاين والمهمة هي التعارف.
وتتكون الدراسة في شقها الثالث من 110 من المراقبين المشتركين في مواعيد الجولة التي تضم أكثر من 2000 محادثة. وفي البحث بشقوقه الثلاثة حاز الأشخاص القائمون بطرح التساؤلات التوضيحية التكميلية على أنظار المحيطين أكثر من أولئك الذين لم يقدموا على تفعيل هذه الخطوة.
متي تستمع لمقولة " نعم نرغب في رؤيتك مجدداً"؟
في المقابل، أكد الباحثون أن الأسئلة التكميلية التي تتحرى المتابعة لما يثار بالنقاش مسألة سهلة المراس وطريق فعال ومؤثر للإبقاء على سير المحادثة والإظهار للمسئول عن توجيه الأسئلة بالأساس، مدى حرصك على الإنصات لأقوال شركائك بالمحادثة، وهو الأمر الذي لوحظ تحققه في الثلث الأعلى من أسئلة الطلاب والذين حصلوا بالتبعية على معظم التواريخ الثانية لعقد لقاء آخر بمقر العمل.
وفي ضوء ما تم التوصل إليه وجد الباحثون إنه إذا طرح المشترك مجرد سؤال آخر في كل 20 لقاء عمل فمن المتوقع أن يستمع للعبارة التي تفيد قائلة " نعم نرغب في رؤيتك مجدداً" في أكثر من محل تم خلاله عقد مقابلات الترشح للعمل.
أسباب عدم إقدام البعض على التساؤل
من جهة أخرى، تشير الباحثة بروك إلى ضرورة توخي الحذر من طرح الكثير من الأسئلة لما لها من تأثير عكسي،. موضحة أن إلقاء وابل من التساؤلات دون الإفصاح عن معلومات تخصك يظهرك بشكل يعبر عن اتخاذك أمراً احترازياً يتخلله الحذر أو ماهو أسوأ من ذلك.
ومن أبرز المسائل التي أثارت انتباه الباحثين في إجراء الدراسة، الأسباب وراء عدم إقدام كثير من الناس على إلقاء التساؤلات وطرحها والذي يتسبب في إبقائهم بمؤخرة الصف، وهي كالتالي بحسب رؤية المتخصصون:-
- السبب ربما يعود لـ"الأنا" ففى العادة يسلط البشر الأضواء على عمليات التبادل الحادثة فيما بينهم في ضوء مالديهم به علم فحسب دون الاهتمام بما يمكن تعلمه من الآخرين.
- اعتقادهم أن طرح السؤال قد يتسبب في إزعاجهم واتهامهم بالغلظة أو التدخل أو وصفهم بأنهم غير كفؤ مما ينتج عنه خوف دفين من توجيه أي تساؤل.
- نتيجة عدم حرص المدير نفسه على عدم الرد وتجاهل الإدلاء بالإجابة على الأسئلة المطروحة عليه وهو الأمر الذي قد يتسبب في إصابة السائل بالإحباط نظراً لندرة حصوله على قدر من الاهتمام والتقدير
.لماذا دبي الوجهة المفضلة لفائقي الثراء وذوي الثروات العالية؟
يأتي ذلك فيما تؤكد السيدة برووك أن السبب الثالث في كثير من الأحيان يكون نتاج تصور في غير محله مشددة على ضرورة التعلم من المحيطين فمن الممكن ارتكاب الأخطاء الحوارية أثناء سير العمل أو انتهاك عدد من القواعد والمعايير والتوقعات.
أما عن الطرق السليمة لطرج الأسئلة، فقد نصحت أليسون بروك بضرورة وضوح الهدف من توجيه التساؤل وتفيد قائلة" فكر مع نفسك في حوار ذاتي، استعن على الأقل بـ5 تساؤلات في إطار المحادثة مع مراعاة الاستماع للأجوبة".
وفي ضوء ما تم التوصل إليه، تمكن الباحثون القائمون على الدراسة من بناء الرابط بين طرح التساؤلات ونيل التقدير والإعجاب.