صراع العقول.. من الأذكى: المدير التنفيذي أم الذكاء الاصطناعي؟ (فيديوجراف)

الحديث عن إمكانية استبدال المديرين التنفيذيين بالذكاء الاصطناعي يبدو طموحًا، لكنه في الوقت نفسه يحمل الكثير من التحديات. فبينما يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرة تحليلية فائقة، إلا أنه يفتقر للقدرة على التكيف واتخاذ القرارات في ظروف غير متوقعة، مما يجعله غير مؤهل لقيادة شركات كبرى في مواقف تتطلب مرونة وخبرة في التعامل مع الأزمات.

تمت مؤخرًا محاكاة رقمية لقياس كفاءة الذكاء الاصطناعي "جي بي تي-04" في مواجهة تحديات تشبه تلك التي يواجهها المديرون التنفيذيون في قطاع السيارات، حيث أظهر تفوقًا في تحليل البيانات واتخاذ قرارات سريعة تتعلق بالتصميم وتلبية إشارات السوق، مما جعله يتفوق على بعض المديرين التنفيذيين في هذه النواحي. 

إلا أن فشله في التكيف مع صدمات الأسواق، مثل الأزمات الاقتصادية الحادة، كان سببًا رئيسًا لإقالته من قبل مجالس الإدارة الافتراضية في المحاكاة. وهذا يسلط الضوء على أن المهام التي تتطلب المرونة والتقييم البشري المستمر ليست من نقاط قوة الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا: هل تخرج نفايات حواسب الذكاء الاصطناعي عن السيطرة؟ (فيديوجراف)

يظهر من التجربة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة فعالة للمديرين التنفيذيين في تحليل البيانات والتنبؤات المستقبلية، ما يمنحهم وقتًا أكبر للتركيز على المهام الاستراتيجية التي تعتمد على الحدس البشري. 

إذ إن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال إنجاز المهام الروتينية كإعداد التقارير وإدارة المخزون. فعلى سبيل المثال، تعتمد "أمازون" على الذكاء الاصطناعي في أتمتة المخازن وتحسين سلسلة التوريد، ما يتيح للمديرين التنفيذيين التركيز على استراتيجيات النمو.

إضافةً إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في إدارة المخاطر بشكل استباقي من خلال إعداد سيناريوهات متعددة لمواجهة تحديات السوق وتقديم تصورات حول الأزمات المحتملة. 

لكن تبقى هذه السيناريوهات مبنية على البيانات فقط، ولا تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية، وهذا ما يتطلب تدخل المديرين التنفيذيين لضمان اتخاذ قرارات أخلاقية متوازنة.

اقرأ أيضًا:كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في وضع نظام غذائي صحي مخصص؟

يبدو أن المستقبل يحمل لنا رؤية لشراكة بين المديرين التنفيذيين والذكاء الاصطناعي، بحيث يستفيد الأول من قدرات الثاني التحليلية، بينما يظل البعد الإنساني والتكيف السريع ضمن مهام البشر.