هل يمكن للبيانات أن تنقذ العالم؟ إليك رأي الخبراء في مجال البيانات الضخمة
إن فكرة ما يقرب من 2000 من الإحصائيين الذين يلتقون للحديث عن البيانات، كما فعلوا في منتدى البيانات العالمي للأمم المتحدة في دبي، هو أمر مهم والكثير من المراقبين يتساءلون عن سر ذلك، ولكن سيكون من الغباء تجاهل المحادثات المهمة التي يعقدونها حول قوة البيانات للمساعدة في حل بعض من أكبر التحديات في العالم، من الفقر إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.
على سبيل المثال، يمكن أن تخبرنا بيانات من صور القمر الصناعي والرادارات عن ذوبان الأنهار الجليدية وإزالة الغابات وحالة الطحالب في محيطاتنا.
تمت مناقشة إمكانات البيانات للمساعدة في التنمية المستدامة في دبي في الشهر الماضي، إلى جانب كيفية ضمان حساب جميع الأفراد في جمع البيانات وكيفية الاستفادة من التقنيات الجديدة، الحدث كان الأول من نوعه في المنطقة، بعد اجتماعه الأول في كيب تاون في عام 2017.
على الرغم من أن المنتدى في عامه الثاني فقط، فقد تم إحراز تقدم في العمل الرائد للأمم المتحدة على مستوى العالم من خلال مجموعات العمل حول تطوير الأدوات وأنظمة الحكم والمبادئ التي تتعامل مع قضايا البيانات المفتوحة وخصوصية البيانات، بما في ذلك استخدام القطاع الخاص البيانات.
كيف تحقق المتاجر نتائج افضل في المنطقة باستخدام إعلانات TrueView على يوتيوب
وقالت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: "إننا نعيش في زمن تحدٍ غير مسبوق، ولكن هناك فرص هائلة غير مسبوقة".
وأضافت: "إن خطتنا للتصدي لهذه التحديات واغتنام الفرص هي خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ولكن لتحقيق الأهداف المستدامة، سنحتاج إلى المزيد من البيانات وبشكل أفضل نحتاج إلى بيانات دقيقة وممثلة وشاملة ومصنفة، حيث ستساعدنا في فهم التحديات التي تواجهنا وتحديد أفضل الحلول المناسبة للتنمية المستدامة".
وكانت الأمم المتحدة قد اعتمدت أهداف التنمية المستدامة لإنهاء الفقر وحماية كوكب الأرض، بما في ذلك مجالات مثل تغير المناخ وعدم المساواة الاقتصادية والابتكار والاستهلاك المستدام والسلام والعدالة.
نظر المنتدى في كيفية لعب البيانات دورًا حاسمًا في إنقاذ وتحسين الحياة، سواء في أنظمة الاستعداد للكوارث والإنذار المبكر، أو توفير فرص عمل للطلاب أو تثقيف النساء حول القوانين التي تحميهم من التمييز.
وقد أكدت أمينة على ذلك بقولها: "يمكن أن تعزز الثقة في المؤسسات العامة وتكشف عن فرص جديدة"، واضافت: "لكن في حين أنه من الواضح أن ثورة البيانات لها تأثير هائل، إلا أنها لم تفيد الجميع على قدم المساواة".
منذ عام 1970، أثرت الكوارث الطبيعية على حياة أكثر من 460 مليون شخص في أفريقيا، وكان من الممكن إنقاذ العديد منهم باستخدام بيانات وتوقعات أفضل، وفي أكثر من ثلثي البلدان، هناك أيضا نقص في البيانات المصنفة حسب نوع الجنس عن العنف ضد المرأة، مما يسمح للخبراء بالكشف عن الأنماط، وبالتالي معالجة المسألة بشكل أكثر كفاءة.
يوجد حاليًا أكثر من 350000 مؤسسة حول العالم تجمع البيانات في مجالات اهتمامها، ولكن مع تطور الحوسبة السحابية، ظهرت الفرص لتبادل المعلومات وجلب البيانات من أنظمة مختلفة.
كل ما يجب أن تعرفه عن الإيثريوم وعملة الإيثر Ether
وبينما يستعد العالم لاستقبال وفرة من البيانات في المستقبل القريب، ستكون هناك حاجة إلى نظم محسنة للمعلومات وبنية أساسية ودعم في التحليل.
وقد أبدت الكثير من المؤسسات الإنسانية ومؤسسات الإغاثة حماستها لاستخدام البيانات في انقاذ العالم من الكوارث الطبيعية والمادية المختلفة والرقي بالإنسان ومحاربة الفقر والجهل ومختلف الآفات الأخرى التي تشكل تهديدا للبشرية.
من جهة اخرى فإن الساسة والحكومات بحاجة إلى البيانات كي تحقق أهدافها التنموية، لهذا من الطبيعي أن نرى المزيد من الحكومات تستثمر في البيانات وتراهن عليها.
تعتبر الاتصالات بين مجتمع البيانات وصناع القرار السياسي حاسمة لتحقيق القدرة التحويلية للبيانات، وفي هذا الصدد قالت أمينة: "على البيانات أن تتجاوز مجرد تحسين أنظمة البيانات لتحسين حياة الناس".
وأضافت: "لذا نحتاج إلى إثبات هذا الإجراء بسرعة كبيرة، وهو تحد لأننا على وشك الانتهاء من جدول أعمال أهداف التنمية المستدامة بالفعل، ونحن بحاجة إلى التفكير في كيفية استخدامنا للبيانات المتوفرة بالفعل ولدينا كمية هائلة حتى نتمكن من البدء في قيادة بعض الإجراءات وتحسين أنظمة البيانات والحوكمة وقابلية التشغيل البيني ونحن نمضي قدمًا لتحقيق ذلك".
كل شيء ما هو منتظر في قمة المعرفة 2018 بدولة الإمارات العربية المتحدة
وكانت خلال السنوات الأخيرة قد انتشرت بعض النظريات التي تؤكد على أنه بإمكان التكنولوجيا المساعدة على إنهاء الفقر وحل الكثير من المشكلات، ويعد استخدام البيانات لتحقيق ذلك محاولة جادة لتسخير التكنولوجيا في هذا الإتجاه.