جاك ما.. قصة ثراء أغنى رجل آسيوي في العالم
عندما يتعلق الأمر بالتجارة فإن جاك ما، المؤسس والمدير التنفيذي لإمبراطورية علي بابا التجارية، يعلم بالضبط ما الذي يجب فعله. ووفقًا لفوربس فإن ثروته قد تزيد عن 29 مليار دولار، تتضمن 7.8 بالمئة من الأسهم في إمبراطوريته التجارية، والتي تعد بمثابة شركة أمازون الصينية.
وتعد قصة نجاح جاك ما وصعوده حتى يصبح أحد أثرى رجال في العالم قصة مُلهمة ومؤثرة، فهو وُلد وتربى في كنف أسرة فقيرة في الصين، كما أنه فشل في امتحان القبول الجامعي مرتين، ورُفض من عشرات الوظائف، بما فيها وظيفة في مطعم كنتاكي، قبل أن يؤسس شركته.
أبرز كلمات المتحدثين في منتدى "مسك العالمي" حول مهارات المستقبل
أسرة فقيرة
وُلد جاك ما في 15 أكتوبر عام 1964 في هانغتشو، التي تقع في الجانب الجنوبي الشرقي من الصين، ولديه أخ أكبر وأخت صغيرة. نشأ هو واشقائه في وقت كانت فيه الصين شيوعية وكانت معزولة تمامًا عن الغرب، ولم تكن عائلته تملك الكثير من المال.
كان جاك ما هزيلاً وغالبًا ما يتورط في مشاكل ومشاجرات مع زملائه في الفصل، ويقول: "لم أكن خائفًا أبدًا من الأطفال الأكبر مني والأضخم مني الذين يهجمون عليّ".
بعد زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لهانغتشو في عام 1972، زاد إقبال السياح على المدينة، فتحسنت الأوضاع إلى حد ما.
وبعد وصوله إلى سن المراهقة، بدأ جاك ما يستيقظ مُبكرًا لزيارة الفندق الرئيسي في المدينة، وكان يعرض على السياح القيام بجولات سياحية في المدينة مقابل تعليمه الانجليزية.
بدون المال والعلاقات، فإن الطريقة الوحيدة التي تمكن من خلالها جاك ما تحسين أوضاعه والمضي قدما هي التعليم، وبعد إنهاء دراسته الثانوية، تقدم بالالتحاق في الجامعة، ولكنه فشل في امتحان القبول مرتين، حتى تمكن من الالتحاق بالجامعة في المرة الثالثة، وتخرج منها عام 1988، وبدأ في تقديم الطلبات لأكبر عدد ممكن من الوظائف.
بمشاركة 25 دولة.. إطلاق أكبر مشروع بحثي في منتدى "مسك العالمي"
معلم لغة إنجليزية
لم يُقبل في عشرات الوظائف من بينها وظيفة في مطعم كنتاكي فرايد تشيكن، قبل أن يعمل كمدرس لغة إنجليزية، وكان يحب عمله هذا حقًا، وكان يكسب 12 دولار في الشهر الواحد.
وفي منتدى الاقتصاد العالمي عام 2016، قال جاك ما إنه رُفض هارفارد عشر مرات.
تأسيس شركة الانترنت
لم يكن لدى جاك ما أي خبرة في استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الترميز، ولكن الانترنت استحوذ على اهتمامه عندما استخدمه لأول مرة عندما كان في رحلة بالولايات المتحدة عام 1995.
كانت أول عملية بحث يقوم بها جاك ما على الإنترنت خاصة بالبيرة، ولكنه تفاجئ عندما لم يحصل على أي نتائج خاصة بالبيرة الصينية، عندها قرر تأسيس شركة إنترنت صينية.
على الرغم من فشل محاولاته في البداية، إلا أنه بعد أربع سنوات جمع 17 شخصًا من أصدقائه في شقته وأقنعهم بالاستثمار والتعاون معه لتأسيس شركته والتي أطلق عليه "علي بابا"، ويسمح الموقع للمصدرين بنشر قوائم المنتجات التي يمكن للعملاء شراؤها مباشرة.
وبعد فترة وجيزة، بدأت الخدمة تجذب عملاء من جميع أنحاء العالم، وبحلول أكتوبر 1999، تمكنت الشركة من تحقيق أرباح وصلت إلى 5 مليون دولار من بنك جولدمان ساكس و20 مليون دولار من سوفت بانك.
الاستمتاع والمرح
على الرغم من جدية العمل، إلا أن جاك ما حرص دائمًا على أن يحظى الموظفون بالمتعة والمرح، كما أنه يعمل على أن يشعر موظفيه بالراحة، وأن يقوموا بأنشطة لرفع مستويات الطاقة لديهم.
في عام 2005، استثمرت شركة ياهو مليار دولار في علي بابا مقابل حوالي 40 % من أسهم الشركة، وكان هذا مبلغ ضخم جدًا.
تخلى جاك ما عن وظيفته كالمدير التنفيذي لإمبراطورية علي بابا عام 2013، ولكنه بقى عضوًا في مجلس الإدارة.
عائلته وحياته الشخصية
حرص جاك ما على إبعاد عائلته عن الأضواء، وتزوج من تشانغ يينغ، مُعلمة التقى بها في المدرسة، بعد تخرجهما من الدراسة في نهاية الثمانينيات.
وتقول يينغ عن جاك ما: "لم يكن رجلاً وسيمًا، ولكني وقعت في غرامه"، وهما الآن لديهما طفلان، بنت وصبي.
ويعد جاك ما أحد أهم مشاهير الصين، ودائمًا ما يجتمع الناس للاستماع إليه ومشاهدته.
كما تستضيف الشركة عرض مواهب سنوي، وفي العرض الذي أُقيم بمناسبة الذكرى السنوية للشركة، ارتدى جاك ما ملابس مغني روك وقدم عرض أمام الموظفين الذين يصل عددهم إلى حوالي 20 ألف.
اختار جاك ما اسم شركته خلال وجوده في أحد المقاهي في سان فرانسيسكو، عندما شاهد فيلم "علي بابا والأربعين حرامي"، ففي هذا الفيلم كانوا يقولون كلمة سرية تفتح حجرة مليئة بالثروات، وكذلك شركة جاك ما والتي كشفت عن إمكانات في الصين وآسيا لم يتوقعها أحد.