المديح سلاح ذو حدين.. كيف يمكنه إحباط الموظفين؟
يتعامل بعض الناس مع المدح والثناء على أنه أمر قابل للنفاذ، ويعتقدون أن تقديم أكبر قدر ممكن من المدح والثناء يساعد على التقدم والنجاح، فهذه هي الفلسفة التي نتعلمها في حياتنا المُبكرة، ولكننا نصطدم بالواقع عندما ننتقل إلى العمل ونعلم أن الإشادة بأداء البعض لا يساعد دائمًا على النجاح.
من الضروري أن يعلم الجميع، خاصة المديرين والمسؤولين الكبار أو هؤلاء الذين يديرون فرقا من الموظفين، أن الثناء مورد متجدد، وعندما يتم تقديم الثناء والإشادة بالأشخاص بالشكل الصحيح، فإن الدماغ ستعمل بطريقة أفضل، وسيعمل الشخص على تطوير نفسه وتحسين أدائه.
بحضور الآلاف.. انطلاق منتدى مسك العالمي في نسخته الثالثة بعنوان " مهارات المستقبل"
استخدام المديح بطريقة خاطئة
غالبًا ما يستخدم المديرون أو المسؤولون في المدارس أو الشركات المديح بطريقة خاطئة، فيكون له نتائج عكسية، وعوضًا عن تحفيز الموظفين على العمل بطريقة أفضل، ومساعدتهم على تنفيذ مشاريعهم وتحقيق طموحاتهم، فإنهم يقومون بإحباطهم وقتل شغفهم ورغبتهم في العمل، ويحدث ذلك عندما يقومون بالمقارنة وليس المديح.
المقارنة بين الموظفين واستخدام صيغ التفضيل في التحدث إليهم لا يجعلهم يشعرون بالأمان كما يعتقد البعض، ولكنهم سيشعرون بالتهديد وانعدام الأمان، لأن المسؤولين هنا لم يشيدوا بأدائهم أو قدراتهم العقلية أو مهاراتهم التوظيفية، ولكنهم يخبرونهم بأنهم أحسن من غيرهم، ما يعني أن أي شخص قد يغدو أفضل منهم في أي لحظة.
عواقب وخيمة
إذا أردت مساعدة الآخرين على التحسين من أنفسهم وتحفيزهم على العمل، فلا تقارن بينهم، لأنه بغض النظر عن حسن نيتك ورغبتك الصادقة في دفعهم إلى الأمام، ستكون العواقب وخيمة.
فكر في عدد المرات التي نقع فيها في فخ المقارنة، قد تستخدم بعض عبارات التفضيل مثل "أنت الأفضل، الأذكى، الألطف، الأمهر"، لأنك عندما تُخبر عددا محدودا من الأشخاص أنهم أفضل من غيرهم في أي شيء، تقضي على محاولات الآخرين لتطوير أنفسهم، وتقتل جهودهم المبذولة لتحقيق النجاح.
يجب أن يتوقف المديريون عن الثناء الذي يقوم على المقارنة، وأفضل طريقة لفعل ذلك هي التخلص من بعض المفردات التي غالبًا ما تُستخدم مثل "الأفضل"، "الأسرع"، "الأذكى"، "الأجمل". من الضروري أن تتوقف عن الإشادة بالموظفين على حساب الآخرين.
نتائج خطيرة
في عالم العمل، فإن المقارنة المستمرة بين الموظفين قد تقود إلى نتائج خطيرة تؤثر في بداية الأمر على فريق العمل، ومن ثم يزداد تأثيرها وتقوض جهود المؤسسة على التقدم والوصول إلى القمة.
ووجدت الأبحاث التي أُجريت في هذا الشأن أن المديرين الذين يقيمون موظفيهم دائمًا ويقارنون بينهم، ويصنفون بعضهم على أنهم من الفئة الأولى، يتسببون – ربما دون وعي منهم- في خلق بيئة عمل مشحونة مليئة بالضغائن، ما يؤثر على أداء الموظفين.
ولحسن الحظ، فإن بعض الشركات تتبنى هذه الفكرة. وبالعودة إلى عام 2011، فإن الإدارة في شركة "أدوبي" عقدت اجتماعًا لمناقشة ما اعتبروه مشكلة كبيرة وعثرة قد تعرقل خطوات الشركة وتمنعها من النجاح، وهو نظام تقييم الأداء للموظفين، قرر مجلس الإدارة التخلي عن النظام لتأثيره السلبي على المواهب الجيدة.
وكذلك قررت شركة جنرال إلكتريك، والتي كانت من أول الشركات التي تتبع نظام تقييم الموظفين، التخلي عن عن الأمر والتخلص من هذا النظام برمته، بعد تأكدها من تأثيره السلبي على العاملين لديها.
وهناك قول مأثور يقول إن "المقارنة تسرق المتعة"، لذا إذا كنت تريد حقًا مساعدة الآخرين على إصقال مهاراتهم وتطوير أنفسهم، عليك التوقف عن المقارنة فورًا.