التسويق الإلكتروني في ٢٠١٩.. انظر إلى الصورة كاملة
مع اقتراب بداية عام جديد تنشغل الغالبية بالمكان الذي ستحتفل به بليلة رأس السنة والآلية وبرفقة من. إنشغال ممتع ومنعش ولكن هناك بعض الجهات التي لا تملك رفاهية الإنشغال بهكذا أمور، على الأقل ليس خلال الوقت الراهن. مع نهاية العام ما يحدث داخل مكاتب الشركات، خصوصاً في قسم التسويق والإعلانات هو محاولة رسم ملامح الخطط التي يجب إعتمادها خلال العام الجديد. فعدم اللحاق بالركب ليس من الخيارات المطروحة إن كان هدف الشركة النجاح وزيادة الارباح. والمشكلة مع التسويق الإلكتروني هي أن السرعة التي يسير فيها تصيب أي كان بالدوار.
فلو حاولنا رصد التغييرات التي شهدها العام الفائت فإن الامر سيتطلب الكثير من الوقت. سرعة التغييرات هذه ستستمر خلال العام ٢٠١٩ وعليه، كما نقول دائماً، الخطط يجب أن تكون مرنة وقابلة للتأقلم مع كل ما قد يطرأ خلال أي فترة من العام.
بعض الشركات تعلق في التفاصيل وبالتالي تفشل برؤية الصورة كاملة، وهذا ما يجعلها تعتمد مقاربات لم تعد تجدي نفعاً. فكيف يمكن رؤية الصورة كاملة في مجال التسويق في العام ٢٠١٩، وأي مجالات على الشركات الإستثمار فيها في العام الجديد كي تضمن نجاحها وتوسعها.
أهلا وسهلاً بكم في عالم «إقتصاد المشاعر»
تاريخياً كان فهم ما الذي يريده الزبون يتم من خلال جمع المعلومات وتحليلها وتوقع الخطوة التالية التي سيقوم به الزبون. حالياً هذه المقاربة هي جزء بسيط من المعادلة خصوصاً وأن التكنولوجيا باتت تستخدم من اجل قراءة وتحليل وحتى القيام بنسخة طبق الأصل عن الجزء الاخر من المعادلة.. المشاعر.
الماركات الناجحة تدرك بأن الامر لم يعد يرتبط بفهم ما الذي سيقوم به الزبون، بل بفهم ما الذي يشعر به والعثور على الية المناسبة لجعله يتصرف وفق هذه المشاعر. تعلم مبادئ هذا «الإقتصاد» ومعرفة كيفية الحصول على كل الفوائد منه أساسي وهام جداً للتسويق الإلكتروني في العام ٢٠١٩.
هل ما زلت حقاً تصمم الإعلانات؟
في حال لم يصلك الخبر بعد فها هو : مستخدمو الانترنت ومنذ سنوات «يهربون» من الإعلانات التقليدية واكثر من ٤٠٪ من مستخدمي الانترنت يستخدمون برامج تحجب الإعلانات. فلماذا ما زلت تهدر مالك على الإعلانات بشكل التقليدي؟
وفق الدراسات فإن مستخدمي الانترنت يعتبرون هذه الجهات كمصدر موثوق به للاعلانات وهي: الاشخاص الذي يعرفونهم، المواقع الخاصة بالماركات، المواقع الإخبارية، ومواقع التقييمات.
فما الذي يعينه هذا بالنسبة اليك؟ وهل عليك أن تتخلى عن الإعلانات بشكل كلي؟ ليس بالضرورة شرط ألا تكون تقليدية. الإعلانات ما تزال تملك مكانها ولكن وفق أطر جديدة يمكن للزبون ان يشعر بأنها ذات قيمة بالنسبة له. هذه الأطر هي الترويج بالمضمون، التسويق من خلال المؤثرين، ومن خلال التعاونات أو أي من المقاربات التي تضمن تقديم مضمون له قيمته. الإعلان الذي لا قيمة له بالنسبة للجمهور سيفشل في تحقيق الغاية منه.
الإبداع وليس التقليد والتطابق
إليكم هذا المثال عن حملة ناجحة جداً.. في الوقت الذي ينعى فيه الجميع كل ما هو مطبوع قامت شركة بطباعة إعلاناتها وإرسالها الى منازل زبائنها. والحملة الإعلانية تلك كانت ناجحة جداً والسبب هو أنه في الوقت الذي جميع المؤسسات باتت تعتمد وبشكل كلي على الانترنت قررت هذه الشركة مفاجأة الزبائن بما هو غير متوقع. ولهذا السبب نجحت حملتها تلك. بطبيعة الحال نحن لا نطلب من الشركات العودة الى مبدأ التقليدي فقط لتقديم ما هو مختلف، بل الغاية من هذه القصة هو إبراز تأثير الإبداع والإختلاف عن الآخرين. حملات التسويق يجب ان تتضمن الخطط والتكتكيات التي تتطرق الى نقاط لم تخطر للشركات المنافسة.
اقتصاد النحن
التسويق الإلكتروني قائم على فكرة النحن وليس الأنا. إقتصاد «النحن» القائم على المشاركة والتعاون بدأت تظهر ملامحه من سنوات وهو مبني على أساس واحد.. الثقة. لقد شهدنا جميعنا على نجاح اير بي أن بي وأوبر والتي هي قائمة على فكرة «الثقة». فأنا أثق بالاخر وبالتالي سأقوم بإستئجار منزله أو الطلب منه إيصالي الى وجهتي. من هنا نعود للنقطة الأساسية التي تحدثنا عنها وهي إقتصاد المشاعر والتي ذكرنا فيها أن البشر يثقون بمن يعرفونهم اكثر من الإعلانات. وهنا تكمن أهمية رواية القصة، التي يجب أن تكون صادقة ويمكن للزبون أن يشعر بالتماهي معها لان الشخص الذي يرويها موثوق به كما انها تركز على الـ «لماذا» والـ «من» وليس على الـ «ماذا» التقليدية.
لماذا لا تطبع دولتك المزيد من الأموال لدحر الفقر وصناعة الأغنياء؟
الاستثمار بالأدوات التكنولوجية الصحيحة
هناك بعض المجالات التي على الشركات الإستثمار فيها وتعلمها لانه هي التي ستحدد ملامح التسويق الإلكتروني للسنوات القادمة. البحث من خلال الصوت في إرتفاع متزايد وبالتالي عوض التركيز على تعزيز فرص الشركات بالظهور من خلال عمليات البحث التقليدية من خلال الكلمات على الشركات أن تعمل على جبهة مختلفة. هناك توقعات بأنه وبحلول العام ٢٠٢٠ فإن ٥٠٪ من جميع عمليات البحث ستتم من خلال الأوامر الصوتية.
في المقابل الفيديو فرض نفسه في عمليات التسويق الإلكتروني وهو سيستمر كذلك في العام ٢٠١٩ وانما ليس الفيديو التقليدي. البث الحي يسير بخط تصاعدي منذ العام ٢٠١٦.. وهذه النوعية من الفيديوهات خصوصاً إن تضمنت شخصية مشهورة هي أفضل خطة تسويقية ممكنة.
الواقع الإفتراضي والمعزز بات العالم الذي تسعى معظم الشركات لإعتماده ودخول هكذا عالم لم يعد صعباً من خلال التطبيقات وبالتالي توفير رحلة في عالم إفتراضي أو معزز للزبون من المقاربات السهلة.