إنفوجراف| قم بالقضاء على بيئة العمل السلبية على طريقة ساتيا نادالا
عندما أصبح ساتيا نادالا الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت في العام ٢٠١٤، ورث شركة كانت معروفة بثقافتها العدائية، والشجارات الداخلية والطعن بالظهر المتبادل بين كبار التنفيذيين. بيئة عمل كهذه لا يمكن الاستمرار بها بطبيعة الحال وبالتالي كان عليه أن يقلب الصورة رأساً على عقب. أول ما قام به نادالا للتخلص من بيئة العمل السامة والسلبية تلك هو توزيع كتاب «التواصل اللاعنفي» لعالم النفس مارسال بي روزنبرغ.
ساتيا نادالا قام بتوزيع الكتاب على كبار التنفيذيين خلال اجتماعه الأول بهم. فما الذي يتضمنه هذا الكتاب لدرجة أن نادالا اعتمد عليه بشكل كلي من أجل إحداث تغييرات جذرية في مايكروسوفت؟
التواصل الفعال له ٤ مكونات
وفق الكتاب هناك ٤ مكونات للتواصل الفعال :
- مراقبة ما يحدث في الموقف مثلاً شخص ما يقول أو يقوم بشيء لا يعجبك.
-التعرف على ما تشعر به حين تراقب ما يحدث.
-التعبير عن حاجاتك المرتبطة بالمشاعر التي تعرفت عليها.
-معرفة ما الذي تريده من خلال طلب تنفيذ عمل ملموس.
لتوضيح الصورة أكثر فسنذكر مثالاً تم وضعه في الكتاب وهو عن أم وابنها المراهق. الأم تقول لابنها «عندما أرى الجوارب المتسخة أسفل الطاولة، ثم أجد المزيد منها بجوار التلفاز أشعر بالانزعاج لأن كل ما أريده هو أن تكون الغرف التي نتشاركها والتي هي مساحة مشتركة لنا معاً مرتبة. هل أنت مستعد لوضع جواربك المتسخة في غرفتك أو مع الملابس المتسخة الأخرى في المكان المخصص لها؟».
أي باختصار ما حدث هنا هو المراقبة، ثم الحديث عن المشاعر التي يتم اختبارها، ثم الإعلان عن الحاجات ولاحقاً توضيح ما هو مطلوب والذي هو حل المشكلة.
ما نلاحظه غير دقيق بسبب أحكامنا المسبقة
الأشخاص الذين يتواصلون بشكل جيد هم الذين يملكون القدرة على الفصل بين المشاهدات وبين تقييمهم أو الأحكام التي يطلقونها على ذلك الموقف.
على سبيل المثال « فلان يعمل أكثر مما يجب»، هذه الملاحظة تتضمن تقييماً لأن العمل أكثر مما يجب فكرة غير موضوعية ويمكن تفسيرها بشكل مختلف. في المقابل جملة «فلان أمضى أكثر من ٦٠ ساعة في المكتب هذا الأسبوع»، هي مراقبة فقط من دون تقييم الموقف والحكم عليه.
المراقبة من دون تقييم هي أعلى شكل من أشكال الذكاء البشري ولهذا تطبيقها على أرض الواقع صعب. لذلك يجب المراقبة من دون التحليل أو التقييم أو إطلاق الأحكام.
ضرورة تعلم استخدام المفردات التي تصف المشاعر
جزء هام وأساسي من الكتاب يتحدث عن ضرورة معرفة وتمييز المشاعر وطريقة التعبير عنها. عند التعبير عن المشاعر الأفضل أن يتم استخدام الكلمات التي تصف المشاعر بالضبط عوض استخدام كلمات مبهمة وعامة مثلاً كلمة «جيد» لا تعني السعادة أو الحماسة أو الراحة وعندما تستخدم هكذا كلمة فأنت تمنع من يستمع إليك بين الربط بين ما تقوله وبين ما تشعر به فعلاً.
يجب التمييز أيضاً بين الكلمات التي تصف المشاعر الفعلية وبين الكلمات التي تصف ما نظن بأن الآخر يقوم به. مثلاً «أشعر بأنني غير مهم بالنسبة للذين أعمل معهم» .. رغم أنها قد تبدو لك وكأنك تعبر عن مشاعر ولكنك في الواقع تصف ما يخيل إليك بأن الآخرين يقيمونك وفقه.
99 مليارا خسرها مليارديرات العالم في يوم واحد.. نصيب "جيف بيزوس" منها 9 مليارات
التطبيق وفق بيئة مايكروسوفت
بيئة مايكروسوفت كما قلنا كان سامة للغاية والنزاعات تهيمن عليها والخسائر كانت كبيرة لأن فريق العمل لم يكن فريقاً أصلاً بل كان عبارة عن مجموعات تحارب بعضها.
مايكروسوفت كما هو حال أي شركة تملك شخصيتين، الشخصية الأولى هي الإبداعية التي تحلم بتقديم كل ما هو رائع وجميل والشخصية الثانية الأكثر عملية التي تفكر بالتسويق والأرباح والتي تريد النتائج السريعة. الشخصية الأكثر عملية غالباً ما تكون عدائية وكبار التنفيذيين فيها يفهمون لغة الأرقام، السلطة، والأرباح.
ازدواجية الشخصية في الشركات مقبولة طالما هناك ضوابط، لأنه تصبح العدائية مهمينة فنحن أمام خطر انهيار الشركة. ما حصل هو أن ساتيا نادالا وجد أن التواصل اللاعنفي في حده الأدنى في الشركة، فقرر التأسيس لتواصل قائم على التعاطف مع الذات ومع الآخرين وتمهيد الطريق لقنوات تواصل واضحة بلا أحكام مسبقة من خلال الكتاب الذي وزعه ولكنه عززها بهذه القواعد الأساسية:
-اعتماد سياسة اللا تسامح الكلي مع التصرفات اللا أخلاقية، عدم الصدق، التحرش، التنمر وغيرها من التصرفات السامة.
-عقد جلسات اجتماعات دائمة حول أخلاقيات العمل.. حيث يعاد تذكير الجميع بها.
-أن يكون رأس الهرم مثالاً يحتذى به، وهذا ما هو عليه نادلا فهو محبوب من الغالبية الساحقة في الشركة كما أن أخلاقياته العالية في العمل معروفة للجميع.
-الصبر والإصرار. فبيئة العمل في مايكروسوفت لم تصل بعد لمرحلة القضاء الكلي على ما هو سام، فالرجل يعمل وبشكل حثيث منذ توليه المنصب في العام ٢٠١٤ وما زال يعمل على النقطة ذاتها لأنه لم يصل بعد إلى المرحلة التي يريدها.
ما أهمية القضاء على بيئة العمل السامة؟
فريق العمل الذي ينشغل بحل النزاعات أو بمراقبتها أو الانحياز إلى طرف ضد الآخر لن يجد لا الوقت ولا الطاقة من أجل القيام بما عليه القيام به.. والشركة هي الطرف الوحيد المتضرر من بيئة العمل السامة.
التخلص من بيئة العمل السامة سيؤدي إلى:
-زرع أخلاقيات العمل عند الموظفين وزيادة ولائهم للشركة.
-تحسين الإنتاجية .
-حل المشاكل اليومية في مكان العمل بشكل فعال ومؤثر.
-تشجيع فرق العمل على إبراز كل طاقتهم.
-مساعدة فرق العمل على النمو على الصعيد الشخص.
للحصول على الكتاب هنا