تحب العمل لساعات طويلة؟.. لهذه الأسباب عليك التوقف عن ذلك فورًا
في هذه الأيام، بات قلة منّا يعملون حوالي 40 ساعة أسبوعيًا، وأظهرت دراسات أننا نتحقق من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل في الليل أثناء مشاهدة التلفزيون، وفي الصباح بينما لا نزال في السرير أو على المائدة أثناء تناول العشاء مع الأصدقاء، وفي أغلب الأحيان نتخطى العطلات، وهي عادة وجد الباحثون أنها قد تتسبب في تقصير أعمارنا.
نقول إننا نكره الإفراط في العمل، ولكن هل يمكننا التوقف إذا حاولنا ذلك؟ والإجابة هي أننا قد نستطيع القيام بذلك، إذا أعدنا النظر في الأسباب التي تجعلنا نعمل لساعات طويلة جدًا.
كيف وصلنا إلى هنا؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نرغب في العمل لساعات طويلة، ربما أكثر من الوقت المحدد، قد يرجع ذلك لرغبتنا في إنهاء العمل المتراكم، أو لإثارة اعجاب المدير، أو لإشباع الغرور، والشعور باحترام الذات.
على سبيل المثال، وجدت الأبحاث أن العمل لساعات طويلة وقضاء المزيد من الوقت في المكتب قد لا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، ولكنه يؤدي إلى الشعور بالإرهاق الذهني والبدني، والتفكير بطريقة خاطئة وعدم القدرة على اتخاذ قرار.
ومنذ أكثر من قرن، كانت ساعات العمل الرسمية العادية تتراوح ما بين 10 إلى 16 ساعة، ولكن بعد تقليص ساعات العمل إلى 8 ساعات، وجدت الأبحاث أن إنتاجية العمل تحسنت كثيرًا، وانخفض معدّل الحوادث.
هؤلاء الذين يعملون لساعات طويلة من أجل إثارة اعجاب المديرين عليهم إعادة النظر أو التفكير في هذه الاستراتيجية، فوجدت بعض الدراسات أن المديرين لا يستطيعون تحديد الفرق بين الأشخاص الذين يعملون لـ80 ساعة في الأسبوع، والذين لا يفعلون ذلك.
العمل لساعات طويلة قد لا يكون مجرد خطأ ناتج عن الصناعات التنافسية أو القيادة الصعبة، في كثير من الأحيان قد نرغب في العمل لساعات طويلة بناءً على شعور داخلي يراودنا، مثل الواجب، أو الفخر، أو المتعة والطموح. ويقول بعض الباحثين إنه في بعض الأحيان عندما نشعر بالانشغال الشديد نشعر بأن مكانتنا كبيرة.
ولحسن الحظ هناك طريقة لاستعادة وقتك الذي قضيته في العمل، الأمر يحتاج فقط إلى تغيير طريقة تعاملك مع الأمور، والتحلي بالصبر، واكتساب عادات جديدة.
تعرف على الأسباب الخفية التي دفعت أمازون إلى رفع الحد الأدنى لأجور موظفيها
كيف تتوقف عن العمل لساعات طويلة؟
قل «لا»
اشتهر رجل الأعمال ومؤسس شركة آبل ستيف جوبز بقول "لا" واستخدام استراتيجية الرفض لزيادة التركيز؛ فقد يؤدي عملك في الكثير من المشاريع حتى إذا كانت مشاريع هامة ومثيرة وذات قيمة عالية، إلى إضعاف مساهماتك العامة.
استخدام كلمة "لا" بإمكانه مساعدتك على الالتزام بأولولياتك وتذكيرك بما هو مهم حقًا، ولن يكون ذلك سهلاً، ولكنه ضروريًا إذا كنت ترغب في السيطرة على يومك.
حدد مسؤولياتك
قم بتقييم مسؤولياتك، هناك بعض المشاريع التي ليس عليك المشاركة فيها، والاجتماعات التي لا تضطر إلى حضورها، ورسائل البريد الإلكتروني التي ليس عليك قراءتها، والمهام التي بإمكانك استبعادها، أو تمريرها إلى شخص آخر.
اطلب المساعدة
قد يكون جدول أعمالك مُزدحم جدًا ومليء بالمواعيد، وإذا كنت تتعامل معه بصمت ورصانة، فمن المرجح أن رئيسك لا يعرف ذلك ولا يمكنه المساعدة، لذا من الضروري أن تطلب المساعدة وأن تطلب من مديرك وزملائك العثور على الحلول المناسبة.
أعد التفكير في الأسباب
ونظرًا لأنك مشغول على مدار الـ24 ساعة طوال أيام الأسبوع، فإن ذلك قد يجعلك تشعر بأنك مهم ولك قيمة عالية، وربما تصبح واحدًا من هؤلاء الأشخاص الذين يتخطون الإجازات، ولا يقضون وقتًا ممتع مع اصدقائهم، ويكرسون كل حياتهم من أجل العمل، وفي هذه الحالة عليك إعادة التفكير في نفسك، وفي حياتك الشخصية، وهنا ستجد أنك لا تستمتع بأي شيء، وعليك تقليل ساعات العمل.
ضع حدودًا
عندما تغادر محل عملك، عليك الابتعاد عن كل شيء قد يجعلك تعمل، أو يذكرك بمهام العمل، ضع هاتفك بعيدًا، توقف عن تفقد بريدك الإلكتروني، ولا تتحدث مع أي أحد عن العمل، وهذا ما يفعله رواد الأعمال والمستثمرين مثل جيف واينر، المدير التنفيذي لموقع لينكدين، الذي يرفض تصفح بريده الإلكتروني في ساعات معينة من اليوم.
حدد أولولياتك
عليك أن تعد قائمة مكتوبة بأولوياتك، حدد ما الذي يتحتم عليك فعله، سواء في حياتك العملية أو الشخصية، لأن هذا سيساعدك على تنفيذ مهام عملك بدقة، كما أنه سيساعدك على قضاء وقت ممتع مع احبائك.
وفي النهاية، تذكر أن تعلم كيفية تقليص ساعات العمل، والحصول على بعض المتعة والترفيه سيساعدك على اتخاذ قرارات أفضل، وتنفيذ العمل بطريقة أفضل، وفي الوقت نفسه ستتحسن حياتك الشخصية، وتصبح علاقاتك بأصدقائك وعائلتك أفضل.