كيف تحول "بيل ماكديرموت" من بائع شطائر لأعلى مديري الشركات الألمانية دخلاً؟
يعتبر بيل ماكديرموت المدير التنفيذي لمجموعة البرمجيات الألمانية "ساب" واحداً من أكثر القادة شعبيةً في عالم الأعمال، حيث عمل على قيادة الشركة وموظفيها الذين يزيد عددهم عن 87,800 موظف، ومنظومتها التي تضم أكثر من مليوني شخص، في تنفيذ رؤية "ساب" لمساعدة العالم على العمل بشكل أفضل وتحسين حياة سكانه.
صدق أو لا تصدق.. الروتين اليومي سر نجاح أغنى رجل في العالم
بدأ حياته بيل وترعرع في أسرة كادحة في لونغ آيلاند القريبة من مدينة نيويورك الأميركية. وحصل على وظيفته الأولى عندما كان في سن 11 عاماً كموزع للجرائد، ثم توالت فرص العمل في مطعم إيطالي، ومحطة وقود، ومتجر، قبل أن يبدأ العمل في محل لبيع الشطائر حتى دخل عالم الشركات الكبيرة عندما تولى وظيفة مبيعات بمستوى مبتدئ بشركة "إكسيروكس" التي لمع نجمه فيها بسرعة.
وفي عام 2000، بعد 17 عاماً، غادر عمله إلى وظيفة في مجموعة جارتنر للاستشارات وأبحاث الأعمال، ومن ثم عمل في شركة البرمجيات "سيابل سيستمز" وفي عام 2002، دعته شركة ساب ليقود ويعيد تنشيط مبيعاتها في أميركا الشمالية.
وعلى رغم أن مكديرموت فقد إحدى عينيه بعدما سقط عن السلم في منزل أخيه، وكان يحمل كوبا زجاجيا من الماء، فانكسر الكوب وتشظى في وجهه وعنقه ليدخل غرفة العمليات ويقضي بها حوالي 10 ساعات، وعندما تعافى بعد تلك العملية التي كلفته إحدى عينيه، كان أول ما فكر فيه هو الاتصال هاتفياً بشركة ساب ليُطمئن زملاءه أنه بخير.
كيف ساهمت خلفية جاك ما التعليمية ورفضه من 30 وظيفة في أن يصبح رجل أعمال ناجح؟
وبعد شهرين من ذلك، عاد مكديرموت إلى عمله وقال متحدثاً في مقر شركة ساب بأمريكا الشمالية في نيويورك: "لم يخطر ببالي حتى في الخيال أنني لن أعود للعمل".
وكانت العودة السريعة للرجل البالغ من العمر 57 عاماً إلى عمله مؤشرا إلى الدافع وأخلاقيات العمل التي يتحلى بها، والتي ساعدته على الارتقاء بالشركة- التي يمتد عمرها إلى 46 عاماً- التي تمكن من قيادتها للتوسع في مجالات جديدة بهدف الحفاظ عليها ومواكبة التغيرات الهائلة التي تشهدها برمجيات الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات.
استقالة مؤسسي «إنستغرام».. هكذا علق «زاكربرغ»
ونجحت الشركة تحت إدارت بيل في تقديم سلسلة من عمليات الشراء لتوسيع منتجاتها، مقتحمة مجال التخزين السحابي وارتفعت عائداتها بصورة كبيرة إلى حوالي 23.5 مليار يورو (26 مليار دولار) العام الماضي، أي أعلى بحوالي 90 في المئة من 2010 كما زادت أرباح الشركة خلال الفترة ذاتها إلى أكثر من الضعف، وارتفع سعر سهمها من 38 يورو إلى 94 يورو، مما جعلها أكبر الشركات قيمة في مؤشر داكس للأسهم الألمانية.
ونظير نجاحاته منحت شركة ساب العام الماضي مكديرموت 21.8 مليون يورو (24.8 مليون دولار و 19.5 مليون جنيه استرليني) كأعلى راتب يمنح لأكثر مديري الشركات الألمانية العامة دخلاً.