هكذا يمكن أن يحولك شهر من الأبوة إلى أب كفؤ ومؤهل
كثير من الرجال يخشون الأبوة بشدة، يرون فيها مسؤولية كبيرة لا يمكن تحملها، يلقون بكل الثقل والمسؤولية على زوجاتهن اللاتين لا يمتلكون من الخبرة شيء مثلهما تماما، في اعتقاد منهم أنهم غير قادرين على فعل ما تفعله المرأة، وأنهم مهما فعلوا لن يصبحوا أباء كفؤ يتحملون مسؤولية أبنائهم وسيظلون في المقعد الخلفى مدى الحياة.
في الحقيقة هذا غير صحيح، فيمكن للرجل أن يتحول إلى أب مثالي، ويكتسب مهارات الأبوة المثالية الكفؤ، ويشاركنا أحد الأبناء قصته حول كيف حوله شهر من الأبوة إلى أب مثالي وكفؤ، نعرض لكم فيما يلي قصته على لسانه.
مثل العديد من الآباء ، لم أكن قد بدأت مع اتباع نهج أكثر رعاية أو صبر في مهنة الأبوة، فمنذ اليوم الأول ، أحببتُ الشخص الصغير الذي يبكي بين ذراعي ، ولكن مهما حاولت وسعيت جاهدًا، لم أتمكن من إرضائه، فكان الإحباط الناجم عن النضال الأبوي خانقًا، ولكنني في الوقت المناسب ، وجدت نفسي أتحدث معه بعض الأحيان كطفلي الصغير، ولكنني في الكثير من الأحيان اعامله كالشخص البالغ الذي يجد عليه فهمي واستيعابي والتعامل معي .
فعلى سبيل المثال كنت أقول له، هل اكتشفت ما تريده؟، لا!!، سيدي لا حاجة إلى البكاء فقط ابرز لي ما تريده بأي طريقة.
حتى لا تحظى برد فعل عنيف.. 10 جمل نحذرك من التلفظ بها لزوجتك أثناء الحمل
زوجتي ، من ناحية أخرى ، كانت لديها تجربة الأبوة والأمومة الفطرية، فمنذ البداية ، كانت تعرف تمامًا ما يجب فعله في كل المواقف تقريبًا ، بدءًا من التغذية ، وحتى المهدئة ، والنوم، في الواقع ، كانت أفضل بكثير في جعل ابننا الصغير ينام حتى وإن كان الأمر مزعجًا لها أيضا، ولكن كلما أصبح الأمر أصعب وأسوأ تركت زوجتي تتعامل معه، نظرا لأعتقادي التام أنها أصبحت تمتلك نوعا من الفكر التطوري لمواكبة جميع الأحداث الجديدة الصعبة، لذا إذا لم أستطع حل المشكلة، فأسهل ما كان يمكنني فعله هو:" عزيزي لا تبكي، ها هي أمك".
في الواقع لقد تحدثت مع الكثير من الآباء الذين يعترفون بأنهم وقعوا في هذا نفس المأزق الذي وقت فيه، فكثير منهم يعتقدون ان كل مهامهم كأب هي جز العشب والتأكد من عمل كافة بطاريات أجهزة التحكم عن بعد، والنوم لساعات طويلة، وعندما يشعرون بالذنب بسبب أتخاذهم للمقعد الخلفي في الإهتمام بأطفاله فإن قضاء ساعات إضافية في النوم يكفي للمساعدة في التخلص من هذه المشاعر السيئة.
لكنها بالنسبة لي كانت فترة الراحة مؤقتة، فعندما انتهت اجازة الأمومة لزوجتي، لذلك قررت التفرغ لمدة شهر كامل لرعاية طفلي حديث الولادة.
في الأسبوع الذي سبق تبديل المهام كنت حطامًا، حيث نظرت إلى طفلي البالغ وزنه الآن 15 رطلاً كما لو كان قنبلة موقوتة، كنت متوترا للغاية، كيف يمكنني أن اتعامل مع كثير من المواقف التي قد أواجهها معه ماذا لو أصيب بنوبة مغص، أو برد أو التهاب رئوي، ماذا لو أصيبت بالصراخ ولم استطيع التعامل مع ذلك؟، كنت غير مستعد بالكامل لأي من هذه الأحداث ومشاعر الخوف التي تسيطر علي .
جاء اليوم وأغلقت الباب خلف زوجتي، وأصبحت أنا وطفلي بمفردنا وعلى الفور بدأ في البكاء، وقف شعر رأسي تضاعفت معدل ضربات قلبي، أنا متأكد من أن هناك نظرة من الذعر على وجهي، لكنني بقيت باردا وهادئا مع طفلي الصغيرة ، حتى هدأ شيئًا فشيء، وكأني انتقلت رويدًا رويدا من الجحيم إلى الجنة، وبدأ في التعامل بهدوء معه، و استوعبه قليلا.
مع بداية أسبوعي الثاني، أصبحت أكثر سيطرة على طفلي الصغير، أعلم حاجتك وما يرغب فيه بمجرد بداية صراخه، فهو يريد إما أن ينام، أو يشرب الحليب، أو أن يغير حفاضته، التي كانت في الواقع من أصعب المراحل التي مررت بها في أسبوعي الأول حتى إعتدت على الرائحة الكريهة، وكان اسبوعي الثاني بداية للتأقلم والتكيف مع الأبوة، ليصبح مجيء زوجتي ليلًا ليس بإفراج لأركض لها لتستلم الطفل، بل أنها الأن تستطيع الصعود إلى الغرفة و تبديل ملابسها وتناول طعامها ثم استلام طفلنا .
في نهاية شهر الأبوة، الذي شعرت أنه في الحقيقة انتهى بسرعة للغاية، أصبحت أدرك العديد من حيل الأبوة والأمومة التي تعلمها زوجتي والتي لم تتعلمها بعد، أصبحت أشعر بقرب وحنين أكثر لطفلي الذي ترعرع أمام عيني و شاهدت اولى ضحكاته خلال شهر الأبوة، علمت أن الأبناء يمكن فهمهم بسهولة ووصلت أخيرا لدرجة حرارة الحليب المثالية التي سيرضعها بكل رضى، ويقينا رأيت نظرة حب في عيني طفلي لن يعلم روعتها سوى الأباء الكفؤ مثلي – بعد شهر الأبوة-.
بعد مضي شهر كامل من الأبوة أدركت أن المقعد الخلفي لم يكن مكانًا بالنسبة لي عندما يتعلق الأمر بتربية طفلي، وأن خط الهجوم والدفاع هو الأفضل على الإطلاق.