تخوض تجربة الأبوة للمرة الاولى؟ هكذا تستعد لأبوة أفضل
الأبوة
الأبوة ، بعكس الام، يحتاج الرجل عادة، وقتا أطول ليتحول أباً فعلياً لطفله او طفلته، خصوصاً إذا كان الاول. ذلك ان الابوة لا تحصل بين ليلة وضحاها، بل إنها مسار طويل ومعقّد، يتطور وينمو مع الأيام. إذ يروي الكثير من الاباء انهم استغرقوا بين 6 أشهر وعام، لكي يشعروا بشيء تجاه المولود الجديد الذي دخل الى حياتهم. في المقابل، نادراً ما تختبر المرأة هذا الشعور بالغربة عن الطفل، لأن رحلتها مع المولود الحديث تكون قد استُهلت قبل تسعة أشهر، تختبر طوالها تغييرات جسدية ونفسية وهورمونية.
لذلك، إذا شعرت بشيء من التشنّج او الارتباك او الصدمة او حتى الخوف، تأكد من أنك لست وحيداً. فكل تغيير جذري في الحياة، أياً كان نوعه، يفرض وقعاً مختلفاً وقوياً. فكيف الحال إذا أقدمت على هذه الخطوة الهائلة التي ستغيّر حياتك الى الابد؟ لذلك يسرّنا ان نعلمك انه ما من داعٍ لتؤنّب نفسك او تشعر بالذنب، لأنك تختبر مشاعر مختلفة ومتضاربة.هذا الامر طبيعي جداً.
في هذا التقرير، نطلعك على مجموعة من الأمور التي تشكل هاجساً لدى كثير من الآباء، لاسيما اولئك الذين لا يريدون الاكتفاء بدور المتفرج:
- الرعاية: يخشى عدد كبير من الآباء الجدد، عدم معرفتهم الاهتمام بالمولود الجديد وتلبية حاجاته. لذلك، قد يلجأون إلى الاستعانة بممرضات، لكن يسرنا ان نخبرك انه بات بالامكان متابعة دورات قصيرة في عدد من المستشفيات، ما يمنحك فرصة التعرف الى آباء يمرّون بالمرحلة نفسها. كما يمكنك مشاهدة كثير من الافلام القصيرة عبر "يوتيوب"، لترشدك الى الطرق المثلى للاهتمام بالصغير او الصغيرة. على اي حال، تأكد ان الانخراط في شؤون الطفل ليس حكراً على الأم، وتأكد أيضاً ان المشاركة في الاعتناء بهذا المولود الصغير ستنقلك الى عالمه وتمنحك متعة لا توصف!
- المثال: يسأل كثير من الرجال أنفسهم، كيف سيكونون آباء صالحين. ويباشرون خوض سلسلة مترابطة ومتشعّبة من الافكار التي يبقى الجواب عنها رهن المستقبل. فيستعجلون التفكير في كيف سيعلمون أطفالهم القيام بالخيارات المناسبة أو حسن التصرف أو التمييز بين الصداقات الجيدة والسيئة...إلخ. لكن دعنا نخبرك انه لا يزال من المبكر التطرق الى هذه الامور والتفكير فيها. فالحياة موزّعة على مراحل، دع لكل مرحلة فرصة إرشادك. لاحقاً، ستجد نفسك منخرطاً بكل مرحلة كما يجب، انطلاقاً من السلوكات التي تكون قد اختبرتها واعتدت عليها مع الوقت.
- المستقبل: من الطبيعي ان يفكر كل رجل في أي مستقبل سيوفره لطفله. حتى وإن كان قادراً على توفير الحاجات الآنية للمولود/ة، فما من شك ان المستقبل يشغل باله. نقترح عليك، في هذا المجال، ان تتوجه الى احد المصارف للاطلاع على إمكان فتح حساب توفير خاص بالمولود الجديد.
- الوقت: غالباً ما يسمع الازواج ان التفكير بالانجاب مرادف لعدم القدرة على التنعم بالنوم والوقت الحر. قد يكون هذا الامر صحيحا بالنسبة الى كثُر، لكن الامر الايجابي في الشرق ان غالبية الازواج يحظون بالمساعدة من جانب سائر أفراد العائلة الكبرى، الجد او الجدة او الخال والخالة. لذلك، استفد قدر الامكان من هذه الفرصة للاستمتاع ببعض الوقت على انفراد او برفقة شريكة حياتك.
- مساعدة الشريكة:غالبا ما تشعر الام بالتعب والارهاق بفعل التغييرات الجسدية والنفسية الهائلة التي تمر بها. قلّة ساعات النوم، الجهوزية التامة التي عليها التحلي بها من اجل الطفل/ـة، وسواها من العوامل التي لا شك في انها ستنهكها. لذلك، سيكون من اللطيف ان تأخذ زمام المبادرة كأن تهتم بالطفل لكي تتمكن هي من النوم، او ان تترك الطفل برفقة احد افراد العائلة لكي تصطحبها في جولة او لتناول الطعام في احد المطاعم. هذه الخطوة ستُشعرها بحضورك بجانبها ودعمك اياها. كذلك حاول ان تكون حاضرا معها في الزيارات الدورية لطبيب الاطفال لكي تشعر بأنك منخرط في شؤون مولودكما.
- اللغة وأوقات المرح: عندما تتحدث الى طفلك او طفلتك، استخدم دوماً عبارات ايجابية ولا تتردد في الافصاح عن مشاعرك. قل أحبك. خصص وقتاً حقيقياً لعائلتك، فأطفئ مثلا الهاتف المحمول والحاسوب، وامرح مع أفراد عائلتك. اجعلهم يشعرون بحضورك، خصوصاً انك تمضي ساعات طويلة في العمل.