النجاح الحقيقي يبدأ من انتهاء عهد الأنانية.. كيف ؟
قصص واقعية وتجارب حياتية يروي لنا بعض منها الريادي المعروف ومدرب فريق أوكلا لكرة السلة الشهير جون وودن، والتي يعكس من خلالها مدى اهتمامه وتقديره الشديد لكل من يتخلى عن صفات الأنانية في تصرفاته، ويقول" لن تتمكن من عيش يوم رائع بدون أن تقدم شيئ ما لأحد من المحيطين بك دون أن تنتظر منه جزاء معروفك ومكافئتك على ماقدمت له" ويقول وودن في عبارة أخرى " كن منبهراً بنجاح الآخرين كما تنبهر لنفسك عندما تنال نفس القدر من النجاح".
حكاوي يدور فلكها حول نجاحات باهرة تسحقها أنانية النفس
ومن الحكايات المفضلة للمدرب المعروف بحكمته ولها علاقة بمسألة الأنانية وحب الذات على حساب الآخرين وكيفية التغلب عليه بأفعال ومواقف مدونة، ماكتبه جون وودن بمساعدة الكاتب جاك توبين في كتابه بعنوان "يدعونني بالمدرب" وفيه وصف بالتفاصيل حدثٌ ما بعد فوزٍ أدى لنيل لقب البطولة في عام 1964، حيث أنه خلال طريقه لعقد مؤتمر صحفي عقب انتهاء المباراة الفاصلة والتي انتهت لصالح فريق المدرب جون وودن، أعرب الأخير عن مايدور في فكره وقتها والذي امتزجت مابين رغبة تهنئة فريقه بالنصر وانشغاله بالأحاسيس المسيطرة على اللاعب المتميز لديه فريد سلوتير الذي تدور حوله تفاصيل الحكاية التي يسردها لنا وودن.
تنحدر لعائلة «جزارين».. كل ما تريد معرفته عن رئيسة كرواتيا الحسناء
يشار إلى أن فريد سلوتير يتمتع بعبقرية آدائه أثناء اللعب بالإضافة إلى تصدره مشهد البداية عند انطلاق صافرة بدء أي مباراة، ورغم مايمتاز به سلوتير من مواهب ومهارات إلا أنه لم يكن مطلقاً لاعباً أنانياً بل ومن أبرز صفاته إخلاصه الشديد لفريقه ومدربه وودن. إلا أن الحظ لم يكن حليفه في النهائي عندما استهل اللعبة بآداء سيء بل واستمر أداء سلوتير في هبوط نظراً لتغلب أنانيته الداخلية بشكل أو بآخر على دوره الجماعي لينتهي الأمر باستبداله مع لاعب آخر يدعى دوج مكلنتوش والذي أبلى بلاءاً حسناً طوال المباراة.
ويسلط مدرب كرة السلة الشهير الضوء على مشهد لقائه باللاعب المستبدل أثناء المباراة في غرفة تغيير الملابس واصفاً اندفاعه تجاه سولتير والذي كان يبدو أنه في انتظاره واستهل الأخير بالكلام أولا حينما أخبر لوودن " كابتن، قبل أن يصدّرَ لأي شخص أي انطباع سلبي تجاه ماجرى معي في الملعب أريد أن أعلمك بشئ أنا أتفهم ما حدث جيداً كان ينبغي عليك استبدالي وترك زميلي دوج بالملعب طوال مدة المباراة لإنه أحسَنَ اللعب وأنا لم أحسن".
تغلب على أنانيتك بالحب
مشهد آخر يشير إليه جون وودن الحكيم في عالم الريادة وصناعة القادة داخل ملاعب كرة السلة حيث يروي لنا حدث مماثل قد جرى في 1965 عندما تم استبدال اللاعب دوج مكلنتوش الذى كان قد أثبت كفاءته العام الماضي بلاعب آخر يدعى مايكل لاين والذي لم يكن أقل حظاً ممن سبقوه ونالوا فرصة التواجد وإثبات الذات. وأوضح الكابتن وودن موقف المستبدل سابقاً للعب و المستبدل لاحقاً للخروج من أرض الملعب والذي لم يتباين كثيراً عن ردة فعل فريد سلوتير حيث أكد مكلنتوش أنه متفهم لما جرى أيضاً مضيفاَ إلى ذلك قوله بإنه " لم يكن لدي خيار سوى القبول ولكني سعيد بفريقي وأدائه المتميز".
سيارة Mulsanne W.O. Eiditon.. تحفة فريدة سيخلّدها التاريخ (صور)
ومن خلال ماتضمنته تلك الروايات من أحداث، يؤكد مدرب لعبة كرة السلة الشهير جون وودن على ضرورة الاهتمام بقدرات اللاعبين الفردية والتي تبرز سمات شخصيتهم، ومن أهم الخصال التي يجب رصدها بقوة تلك المتعلقة بمسألة الأنانية ومايقابلها من معاني سامية عندما يختلط دورك وتصرفك بحب النجاح والنصر الذي لم يحالفك تجاه غيرك كما لو كان النصر المحقق قد حصل بواسطتك، وهنا يكمن سر النجاح حينما يتخلي أي إنسان عن أنانيته.
المصدر